قال الدكتور عبدالحكيم المخلافي إن كثيراً من الشباب ذكوراً وأناثاً يلجؤون لتعاطي الأدوية المهدئة لمحاربة الأزمات التي يعيشونها دون وصفة طبية من الأطباء الاختصاصيين مشيراً إلى التأثيرات الخطيرة التي تسببها تلك الأدوية على متناولها وخاصة الجهاز العصبي على الدماغ وتضعف العزيمة والنشاط الجسدي وبالتالي تؤثر في القدرة علىالإنتاج في كافة نواحيه. توتر.. وأدوية ويؤكد المخلافي: كثير من الناس يتعاطون الأدوية المهدئة والمخدرة ولا سيما عدد من الشباب وتلامذة المدارس يلجؤون إلى تناول أدوية السعال التي تحتوي على مادة «CODEINE» المخدرة كما أن من أسباب استهلاك المواطنين لهذه الأدوية بشكل أساسي التوتر النفسي والاجتماعي الذي يعيشونه. مضيفاً سبباً آخر هو الثقافة الاستهلاكية للمواطن اليمني إذ يلجأ إلى محاربة الأزمات التي يعيشها بالأدوية المهدئة التي تباع من الصيدليات مباشرة ومن دون وضفة طبيب. ولا تغيب هذه الثقافة الاستهلاكية لدى الطبيب والصيدلي بشكل عام حسب قوله فهناك عدد كبير من الأطباء يستسهل وصف الأدوية كيفما يريد ونجد أحياناً الوصفة الطبية تتضمن أكثر من خمسة أصناف من الأدوية المهدئة وغير المهدئة. مخاطر عديدة وينبه الدكتور المخلافي إلى أن لهذه الأدوية تأثيرات خطيرة على متناولها مباشرة وخاصة على الجهاز العصبي، إضافة إلي أنها تضعف اليقظة والتركيز وتصيب بالخمول والاسترخاء وتضعف العزيمة والنشاط الجسدي وهذا ما يؤثر بالتالي في القدرة على الانتاج في كافة نواحيه الدراسي والمهني والجسدي فضلاً عن التأثيرات الاجتماعية. نكسة الأدوية المهدئة الدكتور عبدالجبار الأكحلي، صيدلي منذ 51 عاماً، يشرح أن هناك عدة أصناف من أدوية الأعصاب الخفيفة وطويلة الأمد والمنومة والمضادة للكآبة والمنظمة للمزاج وثمة أدوية لمعالجة توتر الأعصاب وأخرى لمعالجة المشكلات النفسية والفئتان مطلوبتان إلا أن الفئة التي يدمن عليها الناس هي المتعلقة بتهدئة الأعصاب بسب التوتر وفي حال ما أراد هؤلاء الناس التخلي عنها فإنهم يحاولون التخفيف من تناولها تدريجياً وليس بشكل فجائي. ويقول الدكتور الأكحلي: إن المشكلة ليست في الدواء أو الطبيب بل في المريض نفسه الذي يرتكب الخطأ من خلال الانجراف في تناول الأدوية إلى أن يصبح مدمناً عليها وحيث يصف الطبيب الدواء الذي يخفف من كآبته أو من الضغط النفسي يصل المريض إلى مرحلة يجد نفسه مرتاحاً فيقرر التوقف عن تناوله وإذا به يصاب بنكسة أصعب من التي كان يعانيها في البداية وهنا يأتي دور الصيدلي في ترشيد المريض بضرورة التقيد بتعليمات الطبيب حين يقرر التوقف عن المهدئات. الطبيب هوالمسئول ويقول الصيدلي عبدالله أحمد: حقيقة هناك أصناف من الأدوية الرسمية يتعين على الصيادلة توفيرها مسجلة لدى الجهات الرسمية يتم بيعها على المرضى مقابل وصفة طبية من الطبيب المختص وبالتالي يصبح الطبيب هو المسئول أكثر من الصيدلي وهذا أمر خطير.. كما أن هناك صيادلة أيضاً يقومون ببيع الأدوية المهدئة دون وصفة من الطبيب المختص خاصة أن الإناث الكبيرات في السن هن الأكثر طلباً للأدوية المهدئة والمسكنة بنسبة 50% تقريباً. طالبو المهدئات أما طالبو المهدئات فيقولون: الشابة «ع.م.ق» 32 عاماً تقول: بسبب التعاسة التي تعيشها المرأة مع زوجها والخلافات الزوجية المعقدة يزيد شعورها بالضعف وانعدام الأمان والكأبة مما يسبب لها ارتفاع ضغط الدم وتحذر الشابة من الزواج المشحون بالتوتر الذي له أثر وضرر على الصحة الجسدية والنفسية ومن هنا تتحول هذه الصدمات إلى دوائر دائمة للتوتر أو بالمعني الدارج لمزيد من الفكر وبالتالي تلجأ إلى استخدام المهدئات والمسكنات من أجل أن تحمي نفسها من أمراض القلب ومن أمراض أخرى قد تسبب الوفاة. نكد متواصل وتؤكد الدكتورة رحمة عبدالولي اخصائية اجتماعية: إن نسبة 06% من النساء يستخدمن المهدئات باستمرار نتيجة المشكلات الحادة والمستمرة ولكن التي لا تجد لها حلاً عبر الحوار والأساليب الحضارية مع زوجها فيؤدي إلى النكد المتواصل. وتضيف: بعض الزوجات اللاتي يختلفن مع أزواجهن باستمرار يدفعهن الاختلاف إلى استخدام المهدئات من أجل أن يحمين أنفسهن من أمراض القلب والشرايين وبعض الأمراض العصبية والعكس صحيح فالزوجات اللاتي يلذن بالصمت ويتكتمن في الخلافات مع أزواجهن يعرضن أنفسهن للإصابة بالأمراض القلبية أكثر من غيرهن بنسبة أربع مرات وقد يدفعن حياتهن ثمناً لذلك.. إن كل زوجين بداية حياتهما لا بد أن تكون بينهما خلافات فكل منهما له تنشئة مختلفة عن الآخر فضلاً عن أن الاثنين لهما رأي مختلف في كل أمور الحياة.