(1) إذا كنت تجلس هادئاً خارجيا على الأقل وأمامك مدفأة عتيقة وعيناك الزجاجيتان على شاشة مخاتلة حاول أن تضع سماعة الأذن وإذا تسرب صفير الريح الخريفية إليك تذكر الربيع وغافل حنينك بطعم القهوة المر ليس هناك ما يدعو للانزعاج من دقات الغرباء على بابك وحتى لا تقذفك الريح بذرات التراب أغلق النوافذ جيداً لا تفتح الإيميل واضبط الموبايل على وضع الصمت حملق.. وخذ وقتك لتقرأ الأسماء على شاشته والأرقام الغريبة أيضاً لا تظن أن المميزة بينها لأشخاص مهمين ليس أهم من أن تحتفظ بك وحدك بين الشاشة والمدفأة وإذا ما ثار جسدك تعلم كيف تصبح بقرة تجتر طعام النهار في المساءات (2) المسدس المصوب إليك الآن أسامة صفار ليس خداعاً بصرياً عليك أن تتوقع رصاصة بين عينيك لتتخلص من بلاهة ابتسامتك وتضغط على “الفأرة” لا تهرب من وحشك العزيز اقتل وحين تزاحم الجثث مشاة الشوارع والسيارات الفارهة التقط أنفاسك ودخن سيجارة وحين تنفث دخان النفس الثاني تخلص من هزيمتك فيه مؤقتاً واستعد لانتصارك الأعظم (3) لديك الآن نحو عشرين امرأة بينهن أمريكية وسبع أوروبيات وأختان تقيمان في شارع مجاور وعشر موزعات على مناطق الوطن تعرف أن نصف هؤلاء النسوة متزوجات وبعضهن مراهقات وكلهن يعشقن صورة أخيك الأصغر ويتشاركنها دون أن يعرفن ولا يأتيهن النوم إلا على موسيقى صوتك المحب عليك الآن أن تتوسط حديقة روحك وتخلع نصف ملابسك وتفرد ذراعيك في الهواء و دون سيجارة تنفث انتصاراتك لتمتصها الأشجار في عملية التمثيل الضوئي لا تفزع من صوت كلبك المفاجئ فهو جمهورك المليوني العاشق وإن ضاع صفو عشقه في متاهات الشبكة العنكبوتية عليك أن تغير لونه الى الأبيض وتتعلم الجرافيك حينها قد تجد له حبيبة فيصفو قلبه (4) النوم شائعة أزلية والأحلام محض أحلام فلا تغمض عينيك لئلا يأتيك الموت بغتة وتبقى في مقعدك بين الشاشة والمدفأة بارداً وتتحلل فيأتيك زوار صغار مقفرين ويضغطون على “الفأرة” بينما يشير السهم إلي