شاعر ، مؤلف، تاجر أبوعبدالله، الكمراني، عاش وتوفي في جزيرة (كمران)، في البحر الأحمر. فقيه، زاهد، عابد. كان أحد التجار الذين يعملون بسفنهم في التجارة ما بين اليمن والهند. درس الفقه على الإمام أبي إسحاق (إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي)، في الأصول، والمنطق، وسكن مدينة عدن مدة، ثم انتقل بأمواله وتجارته - وكانت واسعة - إلى مدينة زبيد في عهد دولة (بني نجاح الحبشية) ولما غزا مدينة زبيد الأمير (المفضل بن أبي البركات الصليحي) سنة 497ه/1018م نهبت أمواله؛ فرحل إلى جزيرة (كمران) وسافر عبيده وعمّاله إلى الحبشة والهند وعدن، ثم أخلفه الله أموالاً كثيرة، فكان ينفق على طلبة العلم ويكرمهم. ومن أشهر تلاميذه: الفقيه (عمر بن علي السلالي) والعلامة (عبدالله بن أحمد الزبراني) والعلامة (عبيد بن يحيى السهفني) والعلامة (عيسى بن عبدالملك المعافري) والعلامة (عبدالله بن عبدالعزيز بن قرة) وأخوه العلامة (عمر بن عبدالعزيز) والفقيه (عمران بن عيسى الوصابي) والفقيه (راجح بن كهلان) والعلامة (عبدالله بن عيسى الهرمي) وغيرهم. ترجم له كثير من المؤرخين؛ منهم: (عبدالله بن أحمد بامخرمة) في كتابه: (تاريخ ثغر عدن) والمؤرخ (محمد بن يوسف الجندي) في كتابه: (السلوك في طبقات العلماء والملوك) وكلهم يثنون على علمه، وفضله، ونزاهته وكرمه، وعنايته بالتدريس والطلبة، وسخائه في الإنفاق عليهم، وكان يرتحل إليه الناس، وكبار فقهاء اليمن؛ لغزارة علمه، وجودة إتقانه وفهمه، وسماحته وكرمه. من مؤلفاته: الإرشاد. في أصول الفقه. وكان شاعراً مجيداً.. ومن شعره قوله وقد ذهب بصره: وقالوا: قد دها عينيك سوء فلو عالجته بالقدح زالا فقلت: الرب مختبري بهذا فإن أصبر أَنَلْ منه الجلالا وإن أجزعْ حُرِمْتُ الأجرَ منه وكان خصيصتي منه الوبالا وإني صابرٌ راضٍ شكورٌ ولست مغيراً ما قد أنالا صنيع مليكنا حسنٌ جميلٌ وليس لصنعه شيئاً مثالا وربي غير متصفٍ بحيفٍ تعالى ربنا عن ذا تعالى فصبراً معشر العميان صبراً فليس الأجر موعدكم محالا فرد الله عليه بصره دون حاجة إلى الطبيب. وله في المناجاة قوله: ليتني متُّ قبل ذنبي فإني كلما قلتُ قد قربت بعدتُ ليتني عندما عصيتك ربي لهواني على الرماد ذبحتُ ليتني عندما هممت بذنبٍ بوقود الحصى حرقت فمتُّ يا رحيم العباد طراً أجرني وأغثني فقد هلكتُ هلكتُ يا رحيم العباد إن لم تجرني فلنفسي إذن خسرت خسرتُ