فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العشوائية في تناول المضادات الحيوية وأدوية الملاريا تسبب السرطان
مدير البرنامج الوطني للأورام:
نشر في الجمهورية يوم 29 - 05 - 2009

الجهل بحقيقة السرطان ومتطلبات الوقاية منه اسهما في تنامي خطورة هذه المشكلة، ففي الثلاث السنوات الماضية رصدت أكثر من «18000» إصابة بداء السرطان وفي كل شهر يتم تسجيل أكثر من «400» حالة سرطان تقريباً، ونحو «5000» حالة سنوياً.. هذا فقط للحالات التي يتم تسجيلها لدى المركز الوطني لعلاج الأورام، بينما المئات وربما الآلاف من حالات السرطان لا ترصد فالبعض لا يلتمس العلاج لسبب أو لآخر، وآخرون بمجرد الشك يهرعون لتلقي العلاج بالخارج.. وتظل أسئلة وتساؤلات عن أصل وحقيقة هذا الداء الخبيث ومجمل الأسباب والعوامل المؤدية إلى الإصابة به، وما يتعين علينا جميعاً اتباعه للوقاية من السرطان..يجيب عليها بشيء من التفصيل الدكتور نديم محمد سعيد مدير المركز الوطني لعلاج الأورام «استشاري الأورام والمعالجة بالإشعاع» في هذا اللقاء الذي جمعنا به.. فإلى التفاصيل.. المشكلة..وأسبابها ? يعتقد الكثيرون أن السرطان يسببه أو يحدثه نوع من البكتيريا أو نوع من الفيروسات مثله مثل أي مرض من الأمراض..فهلا وضحت حقيقة هذا المرض وأسبابه؟ السرطان في حقيقة الأمر مرض تنقسم فيه الخلايا وتتكاثر على نحو منتظم بسرعة غير عادية دون سببٍ ظاهر، مكونة كتلة نسيجية تسمى الورم، ويحاط هذا الورم وهو الشائع في معظم الأحوال بنسيج ليفي، وعندها يسمى «ورم حميد» ميزته أنه لا يعمل على تدمير الأنسجة المحيطة به ولا يمتلك خاصية الانتشار في أجزاء أخرى من الجسم، خلافاً للنوع الآخر من الورم المسمى بالسرطان أو الورم الخبيث الذي له خلايا قادرة على التكاثر بمعدلات عالية تسبب تدميراً للأنسجة المحيطة بها، وقد تنفصل بعض خلاياه المريضة عن الورم الأصلي لاحقاً فيحملها الدم أو السائل الليمفاوي إلى أجزاء من الجسم، أي إن الورم الخبيث له خاصية القدرة على الانتشار لدى تطور المرض التي تعوق العلاج وتحول كثيراً دون السيطرة على المرض. بينما السرطان الحميد في أغلب الحالات لا يحتاج إلى علاج، وإذا احتاج إلى شيء فلا يتعدى التدخل الجراحي لاستئصاله وازالته عن الجسم. إن معرفة مسببات السرطان إحدى الركائز في علاج المرض، ولهذا السبب لا ينجح علاج السرطان «100%» إذا لم تكتشف مسبباته كاملة. وتنحصر شكوى العلماء في خمس مجموعات رئيسية يُعتقد أنها من أهم أسباب حدوثه وهي «المواد الكيماوية الإشعاع الاستعداد الوراثي الخلل الجيني بعض أنواع الفيروسات» وهذه الأسباب بإمكان الإنسان أن يتجنبها ويقي نفسه منها، ومن ضمنها الملوثات الموجودة في البيئة بفعل التلوث، ففيها عوامل كثيرة مسرطنة تزداد يوماً بعد يوم لزيادة التلوث. أما عن علاقة السرطان بالبكتيريا، فليست حميمة، وإنما هناك علاقة بين السرطان والفيروسات، وتشير الأبحاث إلى أن بعض الفيروسات يمكن أن تكون أحد أسبابه.. وفي الواقع حتى لانخلط الأمر بالبكتيريا التي تكاد تكون بعيدة جداً عن السرطان، نجد أن للفيروسات بالفعل علاقة بإصابة الإنسان بالسرطان، وقد ثبت هذا بشكل قاطع، لكن المشكلة لا تقف عند هذا الحد، حيث إن أشياء كثيرة إلى جانب ما ذكرت تسبب هذا المرض وبإمكاننا تجنبها. كما أننا صرنا لا نأكل الشيء الطبيعي والطازج وإنما نأكل كل شيء مصنع وليسأل كل منا نفسه..هل مر عليه يوم لم يشرب فيها عصيراً مصنعاً؟ أو لم يأكل فيه شيئاً معلباً؟ هذا واقعنا...ولم يكن كذلك في الماضي، فوقتها كان اعتماد الناس على الطعام والشراب الطبيعي ولا يتناولون سوى المنتجات الطبيعية. لهذا السبب الرجوع إلى الطبيعة وإلى الشيء الطازج «100%» يقي الإنسان من السرطان، ثم انظر كم عدد السيارات وكم عادم فيها اليوم !! ستجد أن العدد كبير جداً، وانظر إلى عدد المصانع ونفاياتها الملوثة للهواء والمتسربة للتربة والمياه، وإلى النفايات العامرة بالملوثات الكيميائية والمواد الفاسدة، وكذا انكسارات على الطرق المؤدية إلى المدن، وانظر إلى العدد الهائل من المدخنين والأماكن التي يدخنون فيها وإلى الشيشة ومشاكلها، و"الشمة" ومصائبها!!كل هذه الأشياء تعتبر عوامل مسرطنة، ناهيك عن علاقة الأمر بالعوامل الجينية أو العوامل الوراثية التي ثبت أن لها علاقة بالسرطان. الكشف المبكر ?السرطان يعني الموت للكثيرين..فهل يستحق منا كل هذا الخوف؟ وإلى ماذا يُعزى تأخر بعض المصابين عن علاجه؟ في الحقيقة ما قلته بالفعل انطبع في أذهان الكثير من الناس للأسف الشديد ظناً منهم بأنه نهاية المطاف ونهاية الحياة. والسرطان في حد ذاته ليس مشكلة في اليمن، وإنما في العالم أجمع، والفرق بين السرطان والأمراض الأخرى أن السرطان إذا ما اكتشف مبكراً وتم علاجه بالطريقة الصحيحة أمكن شفاؤه، فهو من الأمراض التي يمكن الشفاء منها، لكن مشكلتنا مع السرطان أن بعض الأعراض التي تصاحب المرض لاتجعل المريض يذهب إلى الطبيب ليشتكي مما يعاني منه أصلاً لعدم وجود ألم أو نتيجة اللامبالاة أحياناً الذي يقود به إلى تجنب الطبيب، لكن الذي يصاب بانفلونزا وتبدأ حنجرته بالألم وتزداد الإفرازات في أنفه يذهب إلى الطبيب بسرعة ويأخذ العلاج. بينما الذي يصاب بورم في غدة لمفاوية في رقبته أو بورم في بطنه يتجاهل هذا الشيء ظناً منه بأنه سينتهي وسيختفي ، وهنا تكمن المشكلة ، إذ يترتب على هذا التهاون تأخر اكتشاف المرض وتطوره إلى مرحلة يبدو معها صعوبة في العلاج. فالاكتشاف المبكر للسرطان يعتبر الأساس لعلاجه بشكل ناجح. مشكلة تأخر الإحالة ? ما سبب تأخر أكثر حالات السرطان عن الفحص والتشخيص ومن ثم العلاج؟ وهل القصور من المريض نفسه والمسؤولين عنه؟ أم ماذا؟ أعتقد أنه ليس أكثر من «25%» أو أكثر من «30%» من الناس في مجتمعنا في الوقت الراهن يعلمون بوجود المركز الوطني للأورام، لكنهم في الواقع يتكاسلون إذا ما أصيب أحد منهم. الضعف العام والشعور بعدم الاستطاعة في تأدية العمل الذي كان يؤديه المريض قبل يوم أو قبل أسبوع أو قبل شهر. ظهور أي علامات على الجسم غير طبيعية. هذه العلامات مهمة جداً وهي من العلامات الأساسية والبسيطة وبحاجة إلى توعية وتثقيف صحي للمواطنين، فالتثقيف والتوعية من أساسيات علم الأورام ويجب أن نكون نحن مشرفين عليه اشرافاً كبيراً.. وبحمدالله تكاد الدولة تنهي مايسمى بالبرنامج الوطني لمكافحة السرطان، وهو برنامج لا يختص بعلاج مرضى السرطان وحسب ، بل ويختص بأشياء أخرى تأتي قبل علاج المرضى وهي التوعية والتثقيف والاكتشاف المبكر للمرض..هذه الأشياء مهمة في الواقع. التوعية المجتمعية للمركز ? أين يكمن دور المركز الوطني للأورام مادام مسئولاً عن التوعية حول هذا المرض الخبيث في التوعية والتثقيف الصحي المجتمعي؟ نحن نقوم بهذا الدور في المركز الوطني للأورام، إلا أننا ما زلنا في إطار محدود وبسيط، والسبب أنه لا يزال مركزاً واحداً لمعالجة الأورام، ونحن في طور إنشاء ثلاثة أو أربعة مراكز إن شاء الله في السنين القريبة القادمة. فالمركز همه كبير تجاه المواطنين وتجاه علاج مرضى السرطان،لاسيما وأن أعداداً كبيرة مصابة بالسرطان تصل إلى «400» حالة سرطان جديدة في الشهر، وفي بعض الأشهر قد تصل إلى «450» أو «520» حالة جديدة شهرياً. كما يقوم المركز الوطني للأورام بتدريب كادر تمريضي وكادر طبي من كافة المحافظات حتى يرجع هؤلاء الأطباء والممرضون إلى مجتمعاتهم وبيئتهم لمساعدة الناس في الاكتشاف المبكر للمرض ويستطيعوا بالفعل أن يوجهوا مرضى السرطان إلى الوجهة الصحيحة والطريق الصحيح. عوامل وراثية ? شملت بالذكر بين مجمل أسباب حدوث السرطان عوامل الوراثة «العوامل الجينية»..ماذا تقصد بهذه العوامل تحديداً؟ وما علاقتها بالسرطان؟ نتيجة التعرض المستمر للمسرطنات أو مسببات السرطان الداخلة إلى الجسم عن طريق الفم أو الأنف أو عن طريق الجلد وعندما تصيب السرطنات الخلايا السليمة في الجسم، فإنها تحدث تغيرات متتالية في المادة الوراثية، ومن ثم تبدأ هذه الخلايا بالانقسام الشاذ غير المنتظم منتجة خلايا جديدة تحمل خللاً جينياً في المادة الوراثية أيضاً، وباستمرار الانقسامات أكثر فأكثر ينمو الورم السرطاني.. ووجود خلل وراثي في الجين يمكن أن يسبب السرطان ولكن بعد جيلين أو ثلاثة أجيال، أي بانتقاله إلى الأجيال القادمة يبدأ الخلل الوراثي بالظهور بوضوح. لذلك نأخذ هذا العامل بعين الاعتبار، فإذا وجد هذا العامل يأتي البحث عن السبل والتدخلات الواقية للجيل الذي سيأتي والأجيال التي تليه..إنها ناحية مهمة جداً. هناك سرطانات تظهر لدى النساء لها علاقة بالجينات الوراثية مثل «سرطان الثدي سرطان المبايض» هذا على سبيل المثال لا الحصر، وليس كل أنواع السرطان لها علاقة بالوراثة. وأود توضيح شيء يغفل عنه الكثير من الناس وهو عامل العدوى، فالسرطان لا يُعدي على الإطلاق ، ولو أصيب فرد من أسرة ما. فلا يمكن أن يُعدي بعضاً أو بقية أفراد الأسرة أو المحيطين به في المجتمع.. وعندما أتحدث عن العامل الوراثي أو العامل الجيني فليس بالضرورة إلى حد كبير ظهوره في أفراد العائلة.. بمعنى إذا أصيبت فتاة أو امرأة واحدة بسرطان الثدي فلا يعني أن من الممكن إصابة فتيات ونساء في العائلة بالسرطان، إلا إذا كان هناك عامل وراثي قوي، وهذا يحصل أحياناً في بعضاً العائلات، فقد تأتي أم مصابة بسرطان المبايض أو الثدي مع واحدة أو اثنتين من بناتها وانتقال الجين الذي يحمل خللاً وراثياً من الجيل الأول إلى الجيل الثاني، ومنه إلى الجيل الثالث فتنتقل المشكلة إلى الأجيال الأخرى، ولكن برقابة أنفسنا في الوقت الراهن نقي أولادنا وأولاد أولادنا. فحص الجينات ? هل نستطيع عمل فحص للجينات في وقت مبكر كفترة الطفولة مثلاً لمحاولة تحديد الجين الذي يحمل خللاً وراثياً وعلاج المشكلة بطريقة أو بأخرى؟ وما المقصود بتعديل الجينات؟ هذا يطلق عليه وكثير من الدول المتقدمة تتخذ هذا المنحى أثناء وجود الطفل جنيناً في رحم أمه من خلال أخذ مادة من الرحم من السائل الموجود فيه ليتم فحصها ومعرفة بعض العوامل الوراثية التي من الممكن أن تكون مسببة للسرطان في المستقبل، ومن ثم العمل بما أمكن لتلافي الإصابة بالسرطان. أما تعديل الجينات فهو من الأمور الحديثة التي كشف عنها العلم،واستطيع أن أقول إنها لا تزال في بداية مراحلها العلمية. السلوكيات الخطرة ? هل للعادات الغذائية والسلوكيات الخطرة علاقة مباشرة بالسرطان؟ وما النصائح التي تقدمها في هذا الجانب؟ أعتقد أن العوامل السلوكية في حياة أي فرد وفي حياة المجتمع تعتبر مهمة جداً، ومن هذه السلوكيات ما يرتبط بالتغذية وطبيعتها ونوعية الأغذية المتناولة.. والتركيز على الغذاء ضروري للوقاية من السرطان،فهو يشكل بأنماطه غير الصحية أهم عامل من عوامل الخطورة المساعدة على ظهور السرطان بنسبة عالية، وفيه ننصح للوقاية بالاكثار من تناول الفواكه والخضروات بإضافتها إلى الوجبات اليومية لاحتوائها على مواد مضادة للتأكسد تعمل على التقليل من ظهور السرطان وبعض المواد المفيدة والواقية للجسم من هذا المرض الخبيث، وذلك بعد غسلها جيداً وحفظها في الثلاجة لبضعة أيام قبل أكلها من أجل التخفيف من أثر المبيدات، وقد أثبتت الأبحاث أن الفواكه والخضروات والبقوليات والجوز، وكذا الحبوب والذرة الكاملة «مع النخالة» تقلل من التعرض للإصابة بسرطان القولون والمستقيم لكونها غنية بالألياف. تعتبر أيضاً نوعية الأكل في الوجبات باستمرار والابتعاد عن الكسل وممارسة النشاط البدني والحركة ، وننصح بالتخلص من الوزن الزائد، لأن السمنة الزائدة يمكن أن تساعد في ظهور بعض الأورام السرطانية الخبيثة، والحركة والرياضة ضرورية لمن يعاني السمنة وتؤمن لهم عنصراً أساسياً مهماً للوقاية من السرطان، أيضاً التقليل من الدهون الحيوانية ضروري ، لأنها تساعد على ظهور سرطان الثدي وسرطان الرحم عند النساء ، وكذا سرطان القولون، وعوضاً عن اللحوم الحمراء يمكن استبدالها بالدجاج والسمك أضف إلى ذلك عدم استخدام زيت الطبخ في القلي لأكثر من مرة حتى لا يتعرض للاحتراق الذي ينشأ عنه تكون مواد ضارة تعتبر من مسببات السرطان، والحرص على تناول الخبز دون نزع أو تصفية النخالة منه لأهميتها القصوى في حماية الإنسان من السرطان والعديد من الأمراض المزمنة الخطيرة.. ومن المهم جداً والمفيد للصحة ولتجنب هذا المرض الخبيث عند التعرض للمواد الكيماوية المصنعة ، وتلك التي تضاف إلى الغذاء
،وهي نوعان: مواد صناعية التي تضاف إلى الطعام، كالمقبلات والمواد الملونة للأغذية. إضافات نوعية «غير مباشرة» وتشمل المبيدات التي تستخدم لرش القات والخضروات والمحاصيل، وكذلك السوائل المذيبة والمواد الكيماوية المنشقة من التعليب التي تدخل في الغذاء عن طريق الإنتاج والتعليب والتخزين. ولنقف عند القات والتدخين والتبغ «التمباك» والمعسل.. باعتقادي أن المعسل أكثر ضرراً من تدخين التبغ العادي، والمشكلة في المعسل أنه يخلط بمواد كيميائية ملونة، وللأسف أصبح تدخينها شائعاً في مجتمعنا. غير أن السجائر تعد الأكثر والأوسع انتشاراً بين أنواع وأشكال التدخين. والبعض يظن أن هذه الأشياء تسبب فقط سرطان الرئة، لكننا نجدها في الحقيقة تسبب سرطان الرئة وسرطانات أخرى في الجسم. فالتبغ سواءً ما يوضع منه في الفم «كالشمة التمبول» أو ما يتم تدخينه مثل «السجائر السيجار المداعة..الخ» يعتبر أحد أهم مسببات السرطان بنسبة «100%» وهذا أوضح بشكل قاطع في سرطان الرئة، كذلك يسبب سرطانات أخرى في الجسم. «كسرطان العظام الفم الحلق البلعوم المعدة البنكرياس..» ? لماذا لا يصاب آباء بالسرطان مع أنهم مدخنون منذ سنوات طويلة، وقد تجد من بين أبنائهم من هو مصاب بالسرطان مع أنهم أدمنوا على التدخين منذ فترة قصيرة؟ هذا وارد حدوثه بنسبة «1%» فبعض سرطانات الرئة ليس لها علاقة بالتدخين، لكن الجزء الأكبر وهو «99%» مرتبط بالتدخين، كالذي يدخن منذ عشرات السنين فإن قابليته للإصابة بالسرطان عالية جداً. وبالتالي يجب ألا نبني الاحتمالات على الشاذ ونقارنه بالصحيح ،بل على العكس. خطورة الأدوية ? ألا تشكل بعض الأدوية في حد ذاتها مشكلة لدى تناولها بشكل عشوائي؟وأين تكمن المسئولية هنا؟ بالطبع، ولو نظرنا إلى الصيدليات فسنجدها كثيرة جداً تنتشر في جميع أنحاد البلد وكما أنها نعمة نجدها أيضاً نقمة، فنسبة من يستخدمون المضادات الحيوية والمهدئات يشكل نسبة كبيرة جداً، وكثير من هذا العلاجات في الأخير ذات مردود سلبي على صحة المواطن. ولا ننسى أن كثيراً من المواطنين يأخذون علاج الملاريا من مجرد شعورهم بسخونة أو حمى، وبعد فترة ربما سنة يجدون أنفسهم قد أخذوا خمساً أو ست مرات علاجات للملاريا وعلاجات مهدئة وأدوية أخرى كثيرة، وفي الأخير ليس مستبعداً أن يصابوا بالسرطان لا سمح الله. فالصيدلية مهمة جداً في حياة الفرد ويجب أن نقننها وأن نلتزم بصرف وبيع الأدوية بموجب وصفات طبية صادرة عن الأطباء عند بيع جميع المضادات الحيوية.. أما إذا تناولها الإنسان بعشوائية وهو لا يعي خطورتها عليه وعلى صحته، فإن المسألة مسألة وقت وبمضي السنوات قد يصاب بالسرطان لا قدرالله.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.