يؤكد محافظ حضرموت وعدد من المختصين ضرورة الاستفادة من كميات المياه المهدرة للأمطار والسيول ومحاربة الاستنزاف الجائر للمياه. اختتمت أمس الاثنين بالمكلا فعاليات ورشة العمل التكميلية الختامية لمشروع الخطة التنفيذية للإدارة المتكاملة للموارد المائية لحوض حضرموت المائي حضرها المهندس عبدالرحمن فضل الارياني، وزير المياه والبيئة والمنعقدة تحت شعار «الإرادة المتكاملة للموارد المائية هي الاسلوب الأمثل لاستدامة مواردنا المائية». والتي نظمتها الهيئة العامة للموارد المائية فرع حضرموت بالتنسيق مع برنامج الأممالمتحدة الانمائي ومركز الدراسات الهندسية والفنية بالمكلا. الحفاظ على الموارد المائية في البداية تحدث المهندس عبدالكريم سعيد باحكيم، المدير العام لفرع الهيئة العامة للموارد المائية بحضرموت. وقال: إن هذه الورش تجسد مفهوم الحفاظ على الموارد المائية عبر الخروج بتوصيات وقرارات من شأنها التقليل من الاستنزاف الجائر للمياه، مشيراً إلى أن هناك صعوبات تواجه عمل الهيئة، مناشداً الجهات ذات العلاقة القيام بدورها. ويوضح باحكيم أن هذه الورشة ناقشت مشروع الخطة التنفيذية لإدارة الموارد المائية لحضرموت التي تأتي بعد انعقاد ورشتين لنفس الغرض في شهر مايو الماضي إحداهما في وادي وصحراء حضرموت والثانية بمناطق ساحل حضرموت وقال إن الهدف من هذه الورش الثلاث المرتبطة مباشرة بالشأن المائي بغية التكامل مع موضوع المياه بشكل عام، من منظور متكامل الجوانب بحيث يجسد مفاهيم الإدارات المتكاملة للموارد المائية تجسيداً واقعياً سواء من قبل الجهات الحكومية أو غير الحكومية أو من قبل منظمات المجتمع المدني وكافة شرائح المجتمع. تجسيداً للمفاهيم إن التجسيد الواقعي لهذه المفاهيم يأتي من خلال التنسيق المتناغم بين كافة الاطراف ذات العلاقة ليس فقط على مستوى حضرموت، ولكن على مستوى المركز لجعل المردود للمشاريع المائية المختلفة التي تنفذ مردوداً إيجابياً وسيجنبها الاخفاقات وتكون أكثر جدوى فنياً واقتصادياً. استدامة الموارد المائية وقال: إن ذلك سيجعل مسألة استدامة الموارد المائية لمحافظة حضرموت كأهم الموارد الطبيعية شيئاً ممكناً وتستفيد منه الأجيال المتعاقبة. إنجاز عال السيدة سوزانا ممثلة برنامج الأممالمتحدة الانمائي أشارت إلى أن الخطة تم إعدادها من قبل الخبراء الدوليين واليمنيين لإنجازها بمستوى عال بعد الانتهاء من خطط محافظات تعزعدن أو أبين ونوهت إلى أنه ينبغي أن تدرس ظواهر الجفاف لبعض مصادر المياه في ظل المتغيرات المناخية للحفاظ على المياه وتنظيم استخداماتها وتحسينها وأكدت أن البرنامج الانمائي يسعى على الدوام لإعداد هذه الخطة للقضاء على مشكلات المياه في دول العالم. خلق وعي مجتمعي من جانبه استعرض الأخ المهندس/ عبدالرحمن الذاري وكيل الهيئة العامة للموارد المائية بحضرموت الخطة التي تم تنفيذها من قبل الهيئة لخلق وعي مجتمعي للحفاظ على عمل الموارد المائية بالتعاون مع الجهود الحكومية في المحافظة والهيئة. معاناة عالمية محافظ محافظة حضرموت الأستاذ سالم أحمد الخنبشي محافظ حضرموت قال: إن مشكلة المياه مشكلة تعانيها دول العالم ونوه إلى ماتعانيه مدينتا صنعاءوتعز بعد جفاف حوضيهما المائيين داعياً إلى التعامل مع مشكلة المياه بعقلانية وعدم الإساءة باستخدام هذه الثروة التي تهدد البشرية إذا مافقدت. الإسراع في انجاز مشاريع الصرف الصحي ونوه الخنبشي إلى الفائدة التي تشكلها مثل هذه الدورات التخصصية للحفاظ على مواردنا المائية، وشدد المحافظ على ضرورة الاستفادة من مخلفات الصرف الصحي في مدينة المكلا والتعجيل في إنجاز مشاريع الصرف الصحي في مدن الشحر، تريم، سيئون، موجهاً المتخصصين في مكتب الصحة بالنظر في مشكلة تزايد اعداد المصابين بأمراض الكلى في وادي حضرموت. التعاطي بمسئولية ويؤكد المحافظ الخنبشي أن حضرموت حالياً لاتواجه مشكلة في المياه، ولكن إذا أسيء استخدام المخزون المائي الموجود في المحافظة وتم التعاطي مع الثروة المائية بشكل عشوائي وغير مسئول سيأتي اليوم الذي ستواجه فيه المحافظة أزمة المياه. محذراً بأنه إذا لم يتم التعاطي المسئول مع هذه المسألة فسنواجه المشكلة اليوم أو غداً. مجموعة المعالجات مضيفاً: إن عقد مثل هذه الدورات التخصصية وبحثها مع الاخوة المختصين في هذا المجال وبتعمق وإيجاد مجموعة من المعالجات ستساعد القيادة السياسية والحكومة والجهات المختصة بالمحافظات للتعاطي مع هذه المقترحات والتوصيات التي ستخرج بها الدورات. خطوات صحيحة نحن في حضرموت بدأنا بخطوات صحيحة نحو الاستفادة من المياه التي يهدرها مشروع الصرف الصحي بالمكلا والاستفادة من المياه التي يتم استخدامها في الاستخدامات اليومية،لحاجات الإنسان وتحويلها بعد معالجتها والاستفادة منها، وهذا هو بداية الطريق الصحيح. إنجاز مشاريع الصرف الصحي وقال: أتمنى أن يتم الإنجاز السريع لمشروع الصرف الصحي لمدينة المكلا وأن تتم الاستفادة الصحيحة من هذه المياه للأحواض المخصصة لها في منطقة أبيخة ونفس الأمر سيتم في الشحر، ونؤكد ضرورة التعجيل والإسراع في تنظيم مجاري ومياه الصرف الصحي في سيئون وتريم والاستفادة من كميات المياه وتحويلها إلى ما يخدم الكثير من متطلبات الحياة. عدم الاستنزاف من جانبه يؤكد المهندس عبدالرحمن فضل الارياني وزير المياه والبيئة ضرورة الاستفادة من مخرجات الورش التي تشكل معالجة للعديد من المشكلات المائية بالمحافظة التي تحظى بكميات كبيرة من المياه، تحتاج إلى العناية بها وعدم استنزافها وشدد الأخ الوزير على ضرورة الاستفادة من مياه الأمطار والسيول عبر بناء الحواجز والسدود والعودة إلى استخدام الأنظمة التقليدية للري. التلوث البيئي وأشار إلى المعنى الكامن في شعار الورشة الخاصة بالإدارة المتكاملة للموارد المائية واوضح الوزير إلى قضيتين مهمتين تتمثلان في التلوث البيئي الذي يأتي نتيجة لعمل الشركات النفطية بالمحافظة وكذا الاستنزاف الجائر للمياه في ساحل حضرموت داعياً السلطة المحلية بالمحافظة إلى الاهتمام بهاتين القضيتين ومتابعتهما. وضع خطة للمعالجة وقال: يجب علينا وضع خطة للمعالجة المتكاملة التي تعالج جميع المشاكل التي تعانيها الموارد المائية وأشار إلى أن هناك مشاكل رئيسة ستواجهها الموارد المائية في حضرموت يجب وضع الأولويات لها ومعالجتها. حضرموت أفضل المحافظات ويرى الوزير أن محافظة حضرموت أفضل من غيرها من المحافظات في الموارد المائية نتيجة لمساحتها الكبيرة وقلة السكان ووجود ساحل طويل فيها مما يتطلب مستقبلاً اللجوء إلى التحلية.. بينما الوادي يعاني من المياه الجوفية ولهذا فإن علينا إعادة التوازن لهذا الخلل الموجود والخفض من الاستهلاك للمياه. 40 عاماً وقال كما تعلمون أن وادي حضرموت له أكثر من 40 - 50 سنة لم يحصل فيه أي استثمار في قضية إدارة المياه السطحية أو السيول وهو متدهور طوال العقود الماضية حيث لم يكن هناك اهتمام من قبل المزارعين أو الجهات المعنية وعلينا أن نركز استثماراتنا في قطاع المياه والاستثمار وإعادة الحياة بالوادي من حيث الحواجز والأنظمة التقليدية للري التي كان المواطن يتبعها في أقدم العصور لأنها هي التي تقلل من سرعة جريان المياه وتتيح فرصة أكبر لتغذية الأحواض المائية.
