في الخريف ... تساقطنا هكذا كانت الأوراق قد فسرت لنا كيف نُقلَّدها لم أكن اعرف أن الفصول الأربعة تشترك بفعل واحد أظنه التآمر على الأيام التي لن تأتي أبداً الصيف هنا باردٌ جداً بينما الشتاء يرتدي جبّة شيخ يدعي التوبة ، والوقار ونحن لم نتنبه أننا نسير بالاتجاه المعاكس لإشارات السير بينما نرتجل الحداثة عفواً شفاهنا يابسة تماماً مع أن السماء لازالت تمطر ولم يحدث أبداً أنْ أسهبنا في الحديث عن أعياد الميلاد لأننا ببساطة لم نكن قد ولدنا بعد الكلام إذن صمتٌ آخر لأشياء لم نقلها بالأمس والأمس يعني أبداً حزن أمي في ذكرى زواجها الأول ماذا يعني : أن تتذكر حبيبها ؟ ! بينما أبي لم يكن قد أحبها قط! هكذا نحن نحتفي بعيد الحب كعائلةٍ واحدة. ربما هذا ما دفعني لتعلم قواعد النحو، وأنسى اللغة حدث مرة أن قلت قصيدة غزلٍ لعيني حبيبي ونسيت أنه كان قد فقد عينيه في الحرب حينها رسمتُ عيناً واسعةً على الحائط تبكي بدلاً عني وتذكرني أن لا حبيب لي بالمرة!! وفي حربٍٍ قادمة سأكون قد كبرتُ في لوحة إعلاناتٍ تروّج لمنتجات عصرية توّزع الموت على الفقراء بالمجان كأي جمعية خيريَّة فالحداثة إذن، تنتج حروباً سهلة، وأطفالاً مجففين بالإضافة إلى قصائد " الهايكو" التي لا تكلفنا الكثير من الحبر والتدخين باستمرار.