هذه المرة .. لن أراوغ كثيراً ما سأحكيه يعني أنني غير مستعدةٍ للبكاء ما سأقوله لا يعني أنك حبيبي فهل عيونك لازالت تتحدث إلىَّ؟! اسأل الزهرية مثلاً لازال لديها متسع من الوقت بالأمس لم يكن حديثها سيئاً فلا تقل لأمك عمّا دار بين النجمات لا تحكِ لها ما حلمت به تلك الليلة ثم ضع وسادتك المهترئة في مكان آخر ريثما أقلّم أظافري حاول أن تساعدني هذه المرّة اجمع ما تبقى من أماسينا الباردة أو خادعني بحكايةٍ ما ما قالته بنت الجيران أصبح يعنينا قد لا يكون هذا مهماً إلا إنني لم أكن أقصد ما يحدث في الشارع المجاور حتى فتورك لم يعد يستفزُّني على أي حال كل ما مضى رديءٌ بالفعل ولسنا نملك سوى ما تبقى من فائض الكلام أيها البعيد: ما ذا لو أنك كنت حبيبي هل معنى هذا أن الدمع ليس ممكناً ماذا يعني أن نضحك معاً أن نشتم كراريس المدرسة أو أن نقيس حرارة الأغنية العاطفية ؟! قس مسافاتنا جيداً ثم احكِ لي عن : “عبد الوهاب، أم كلثوم ، عبد الحليم” أو أي شيء آخر حاول الغناء بمفردك أنا لن أتحدث بحبالك الصوتية كل ما سأفعله : هو أنني سأحتكرها لبعض الوقت فلماذا لا تجرّب الغناء بصوتي أو نشترك معاً بقُبلةٍ واحدة ؟! لو كان بإمكانك العودة ثانيةً ربما ابتهجت الشوارع هذا ما أعدك به لأن مصابيحها النائمة ستظلٌ كما هي قل لي : ما يقوله الشعراء عادةً عمّا توشوش به تلك الأوراق العمياء الوقت معطوبٌ تماماً ونحن نتعب في الغالب، حتى أنه لم يبق فينا سوى القليل وهذا لا يعني الخيانة أبداً الخيانة : أن ننسى، ننسى ما تقوله أمنا للشمس الخيانة أيضاً: أن نترك أحلامنا عارية هناك ثم نصدّق ما علق من همس الأصابع أنت لم تكن مستعداً لذلك كما أنني لم أكن قد انجزت ما يليقُ بوداعك الأخير لقد نسيتُ أن أرتبَّ يومك المليء بالحمّى، ونسيتُ أيضاً أنك كنت حبيبي أنا لم أقل لأمي بعد أقصد لم أحكِ لها عن أشيائنا هذا لم يكن ممكناً نحن فقط معنيون بذلك كما أنني لا أحبَّ الموت على دفعات لذا سأبدو أقل من امرأةٍ وأكثر من رجل في حال أخطأتني البنات ستبكيك أوردتي بالتأكيد إذا ما كشفت عن ثوبك المتدلي من النافذة لقد أمسى متسكعاً في الممرات حملته الريح ، وألقته في وجهي حتى أبصرك جيداً أظنّ هذا ما حدث وأظن هذا ما سيحدث إن كنت تحلم بذلك احفظ رأسك عن التفكير أكثر من الممكن ربما أغرتك الشمس بألبستها الضيقة، أو أن جبل صبر غيّر أقمشته هذا العام لقد قلتُ هذا حتى أنني نسيت : نسيتُ أن أستمع إليك نسيتُ أن أتحدث إليّ ونسيتُ أنني استبدلتُ مفكرتي بواحدةٍ أخرى من غير اللائق إذن، استعادة ما حدث بالأمس لقد كان ممتعاً بالتأكيد لكن ما حدث لم يكن يعنينا تماماً ما حدث كان ينتمي لكائناتٍ أخرى عالمٌ لم يَتحْ لنا فرصة الموت هل نصرخ حتى ننتمي إلينا علينا أن نفعل ذلك، فالصراخ دليلنا في السير لو أننا نسيرُ معاً وننسى أننا فقدنا أقدامنا ثم لن نكترث لذلك فهل كنت ستحبني؟!