عبد الرحمن المحمدي من الموقع الاخباري اليمني " اخبار عدن" يجري لقاء مطولا مع نجم الخليج الفنان اليمني فؤاد عبد الواحد لم يخلو من الشفافية والصراحة ، حشد نت يعيد نشره كاملا كما ورد.. ما تزال أصداء فوز الفنان اليمني الموهوب/ فؤاد عبد الواحد تتواصل في الشارع اليمني خصوصا والخليجي عموما.ونجاح الفنان من حسم السباق علي نجم الأغنية الخليجية الذي نظمته قناة دبي الفضائية متجاوزا 25منافسا من مختلف أقطار الوطن العربي الكبير. فاجأ فؤاد اليمن كل الجمهور ولجان التحكيم من ضيوف البرنامج من عمالقة الفن العربي وحقق حضورا طاغيا لامتلاكه صوتا قالت عنه الفنانة أنغام (احمد الله علي هذه النعمة وتبخر كل صباح من عين الحسد) صحيفة أخبار عدن أجرت معه هذا اللقاء بعد عودته الي عدن تحدث فيها نجم الخليج عن البداية وتفاصيل مثيرة فالي تفاصيل اللقاء الذي نعيد نشره لأهميته/ - نبدأ من حيث انتهت رحلة النجومية ونسأل عن رحلة فؤاد في نجم الخليج، كيف بدأت ومن وأين؟ · أنا تابعت البرنامج العام الماضي وكان بنفسي أشارك فيه، وظروفي لم تسمح لي أن ألحق.. وهذه السنة كنت أستعد للمشاركة في برنامج آخر (ستار أكاديمي) وعندما عدت من مصر كان الوقت في آخر مرحلة لقبول المشاركين في (نجم الخليج) وأبلغني أحد الزملاء بأن آخر محطة للبرنامج في سوريا فطلبت منه أن يحجز لي السفر مباشرة إلى سوريا بدون أن أعرف الإعلان أو تفاصيل حول آلية القبول.. وبصراحة ما كانش عندي أمل كبير بأني سوف أقبل في هذه المسابقة على مستوى الخليج وأنا لسة صغير، وهناك تم قبولي ضمن المتقدمين وهذه كانت أولى المفاجئات السعيدة.
- ما هي المفاجأة التالية إذا؟ · عندما تلقيت الاتصال في رمضان لإبلاغي بأني قد قُبلت ضمن ال25 الذين سيتم تسفيرهم إلى لبنان..
- أين كانت المفاجأة؟ وما هي تفاصيل الاتصال؟ · تلقيت أول اتصال وكان المتصل شخص لبناني، وبعد أن تأكد أنني فؤاد أخذت الموضوع وكأنه مزحة من واحد في الخارج.. سألني :(إنتر فيو) قلت له :(إنتر فيو على طول) يعني حوار مباشر.. ظننته شخصا يمزح، وهو يسألني وأنا أجيب وفي نفسي أني آخذه على قد عقله.
· في اليوم الثاني أتصل شخص ثاني لبناني ودخلت معه في حوار بنفس طريقتي مع المتصل في اليوم الأول.. ولا يزال عندي شك أنه شخص يمزح معي ويريد أن يعلب بأعصابي.
· في اليوم الثالث جاني إتصال ثالث من واحدة اسمها (سهى) قلت لها:(ذلحين من جد تتكلموا إننا مقبول وإلا تمزحوا..؟شوفي أنا آخذ الموضوع على أنه مزحة من المتصلين..) قالت لي:(لا لا.. عن جد أنت حتسافر.. وجيب لك ثياب تكفيك لمدة ثلاثة أشهر..) حينها بدأ الموضوع عندي جد.. لكني أيضا لم أكن أتوقع تأهلي لمرحلة تالية من بين ال25 مشارك لأنه كانت توجد أصوات كثيرة وهي جميلة، ولذلك أخذت معي ثياب قليلة.. وأقول لنفسي:(كلها أيام وتعود يا فؤاد) لكن المفاجئات توالت.
- صف تفاصيل تأهلك من ال25 إلى ال15.. ولحظة قبولك خاصة وأنت غير متوقع لهذا التأهل؟ · كان موقف صعب وكبير.. كنا 25 متقدم وفي ثلاثة صفوف.. المهم.. في يوم المقابلة عندما وصل الدور على أسمي حسيت بدوخه.. وكنت أشوف أن قبولي ضمن ال15 صعب.. والحمد لله تجاوزت هذه المرحلة وكانت أفضل لحظة في حياتي حينما علمت أنه تم قبولي ضمن ال15.. لكني رجعت أفكر بصعوبة المنافسة.. وأمامي تصور أني سأخرج من الجولات الأولى.. خاصة وأنهم أعطوني الرقم (15).. قلت لنفسي:(يا فؤاد.. مادامك آخر واحد القائمة يمكن تخرج اليوم الثاني..) ويضحك..
- بماذا قدمت نفسك للجنة؟ وماذا قدمت وما الذي تعتقد أنه خدمك وأقنع اللجنة بك؟ · في البداية أنا لم أكن أعرف البروجرام (البرنامج) حق اللجنة.. كيف النظام؟ ماهي الآلية.. لكن من حسن حظي أني كنت قبل الأخير وأستمعت وتابعت ما يحدث وحاولت أن استفيد من أخطاء وهفوات من سبقني.. وبالفعل كان من سبقني قد غنوا على رتم واحد.. وعندما جاء دوري حاولت أن أشد اللجنة بموال مُرتجل.. ثم غنيت أغنية (ما علينا) للفنان أبوبكر سالم.
- بدون شك سيكون حبك للأغنية وإجادتها وتقديرك لها أسباب مهمة لاختيارها، ألم يكن هناك معنى لهذا الاختيار؟ · يبتسم.. ويرد سريعا.. هي المفروض تكون (ماعلينا يا فؤاد من الشكوك..أنت داخل مسابقة).. والحمد لله كانت أغنية (ما علينا يا حبيبي) أغنية المنى والسعد.. غنيتها وضبطت معايا وقبلونا بها.
- يعني بدأت مع أبوبكر سالم ب(ماعلينا) وختمت معه ب(نار بعدك)، هل نقرأ من هذا علاقة خاصة بأغاني الفنان الكبير أبوبكر وألوانه؟ · العلاقة بين أغاني أبوبكر وبين فؤاد وحيدة جدا.. وأنا أسمي أغاني أبوبكر باللهجة اليمنية، اللهجة البيضاء أو اللغة البيضاء، التراث الصنعاني والدان الحضرمي أسهل شيء ممكن توصله للخليجيين وللمستمع عموما، وكان أسهل لي أن أقدم نفسي بالدان وبأغاني أبوبكر.. وأقدم روح وتراث اليمن كرسالة وأمانة أوصلها.. وأبوبكر نفسي ألتقي فيه.. وحلمي أن أشوف أبوبكر، وحينما غنيت لابوبكر قلت عسى ولعل أنه ينشد للبرنامج ويتابعه، لأن برنامج (نجم الخليج) هو من أقوى البرامج العربية على الاطلاق، فقلت: لعل وعسى يتابع البرنامج ويشوف أن فؤاد يحبه، ولو لقيت كلمة حب من أبوبكر مين حيكون قدي؟ (قالها بزهو وابتسامه)
- لفت انتباه الجمهور اليمني التعليقات التي كانت تطرحها اللجنة عموما، والفنان عبدالله الرويشد على وجه الخصوص؟ · عبدالله الرويشد أغرقنا بعذب وصوفه، (يأخذ نفسا طويلا ويستأنف الحديث) الله عليه.. عبدالله الرويشد كان يعطينا أوصاف تشعرنا بالزهو، كان نفسي أرد عليه، كان نفسي أقول له: على فكرة يا أستاذ عبدالله أنت يمني.. لكن هو كويتي ويعتز بالكويت، وأنا فخور أني ألتقيت به، أنا ماكنت أحلم أني أقابل فايز السعيد.. أنغام.. وأغني لهم مباشرة (تصعد تنهيده تجمع بين الارتياح والأسى قبل أن يعود فؤاد ليقول) عبدالله الرويشد الوحيد اللي انا ماقدرت أرد عليه.. لكن إن شاء الله سأحاول أن يجي اليمن وأكرمه، وهذا ما أسعى إليه جاهدا أنه عبدالله الرويشد يتكرم في اليمن وأنا أكرمه.
- خلال تجربتك طوال مراحل البرنامج لا شك علقت بذهنك أشياء لا تنسى، ممكن نعرف بعضها أو أهمها؟ · أولا عرفت عن نفسي أشياء ما كنت أعرفها، دخلت حالة حب غمرتنا نحن مجموعة المتسابقين.. وليس غرورا أو تباهيا إذا قلت أنه لا يوجد برنامج مسابقاتي في العالم كله يصل فيه المتسابقون إلى حالة الحب التي وصلناها نحن المجموعة المشاركة كلها في هذا العام.. نحن وصلنا لدرجة نسيان المنافسة، وبقينا على قلب واحد، كان من أصعب مواقفي عندما يصل أحدنا موقف الخطر وأنا لا أستطيع أن أقدم خدمة له، وهو كذلك لا يستطيع أن يقدم شيئا لنفسه، فعلا.. عندما أكون عاجزا، وأنت عاجز، وهذا عاجز.. لم يكن أمامنا غير الدموع.. ولكن كنا نتحفظ عن بعضنا حتى لا نحسس أي واحد أن خروجه من البرنامج نهاية الدنيا، طبعا هذه الذكريات وهذه الأيام لا يمكن نسيانها مطلقا.
- وبالنسبة لما أضافته لك هذه التجربة كفنان؟ · أضافت لي الكثير من المهارات والمعارف الفنية والإنسانية.. طبعا الأساتذه الأكاديميين الذين كانوا يدربوننا على كل شيء.. كان حسين مدرب الغناء أستاذ ومدرب الغناء طور من ادائي جدا، الفوكاليز.. الأستاذة أماني الحجي اللي أنا أعتبرها أمي، أنا كنت لما ما أسمع صوت أمي عبر الهاتف أتمنى تجي حصة الأستاذة أماني علشان أقولها:(وحشتيني)، كوتش جوني.. مدرب الحياة الذي يتعامل معنا نفسيا.. أنا فعلا كنت مضغوط نفسيا إلى درجة كبيرة، وصلت مرحلة حسيت أن اليمن كلها الآن معي.. تنتظر فؤاد أيش يقدم، يعني لو غلطت غلطة او اللجنة أنتقدت، فكان الأستاذ جوني يتدخل ويفيدنا كثيرا، وطبعا لا أنسى إسلام مدرب الرياضة.. طبعا الرياضة كانت مفيدة جدا لي أنا.. أستفدنا من حيث العناية بالكارريزما.. الشكل.. الصوت.. الطلة.
· على كل حال أنا استفدت كثيرا وأحس أني تطورت كثيرا خلال هذه التجربة لكن ليس التطور الذي سأتوقف عنده.. بل كانت هذه هي البداية، ونجم الخليج أحلى بداية، وأحلم أني أعود لدراسة ال(فوكاليز) وأتابع الدراسة الموسيقية أكثر بعد هذه البداية الجملية.
- هل كان لديك انطباع عن الجمهور اليمني الذي يتابعك؟ · بصراحة أنا كنت ولا أزال وسأظل فخور ومعتز بالجمهور اليمني في الداخل والخارج، وكنت أحيانا أدخل مع زملائي في نقاشات ومن باب المزح أقول لهم: اليمني لما يقول كلمة يفعلها، وهذا شعب فيه 22 مليون يعني با يخلينا أكون نجم الخليج ونجم العالم مالكم،(يضحك وهو يتذكر تلك الذكريات) –ويستأنف بقوله: لكن هناك مسألة أخرى مهمة أشير إليها أن هناك جمهور صوت لي كثير من دول الخليج وبعض الدول العربية، وأحسست أن هناك من يحب فؤاد ويستحق أن يحييه فؤاد من غير اليمنيين، وأحس أن هذا جميل أنا مش قادر أرده، وكلما كنت أسمع اسمي أني بعيد عن منطقة الخطر أحمد الله على هذا الحب.. فعلا الشعب اليمني هذا شعب يستاهل أن أخرج إلى الأسواق وأقبل رأس كل واحد.
- أنت تستاهل أن نقبل رأسك لانك قدمت عطاء مشرفا ويرفع الرأس؟ · يقاطعني بالقول: لا والله العظيم.. اللي قدمته للشعب اليمني لا يساوي شيئا أمام ما قدمه لي ورفع رأسي.. والتراث اليمني أيضا قدم لي الكثير ولم أقدم له شيئا يذكر، أنا وصلت في تلك المرحلة لدرجة أننا أشتاق للتراب اليمني، وأقول لو في أحد بايجي من اليمن يجيب لي تراب، أحطه تحت رأسي وأنام عليه.
- يعني وصلت لحالة من الحنين إلى الوطن؟ · حالة غير عادية أتمنى أكتب فوق جبيني اسم اليمن وادخل أغني.. لكن ذلك ممنوع.
- هل كانت المرة الأولى التي تغادر فيها اليمن؟ · لا.. بل سافرت إلى مصر للمشاركة في برنامج آخر.. وسبحان الله أنا اعتبر عدم توفيقي في برنامج ستار أكاديمي توفيق من الله.
- حدثنا عن الاتصالات التي كنت تستقبلها أثناء فترة المسابقة؟ · كانت الاتصالات ممنوعة علينا طوال الفترة.. لا إتصالات ولا انترنت ولا متابعة إعلامية.. كل البرنامج تصوير وتدريب وبروفات، كانت تعطي لنا فقط فترة دقيقتين نتصل لأهلنا.. طبعا في بداية الأمر كانت الإتصالات لا تطلع على الهواء أو لا تسجل، كنت أتواصل مع أمي وأبي وإخواني..
- ماذا كانوا يقولون لك غير السلام والسؤال عن أحوالك؟ · كانوا يقولوا لي: يافؤاد أنت عامل دوشة هنا في اليمن، أسأل إيش من دوشة؟ يقولوا الناس هنا كلهم يتابعوك.. يشجعوك.. يحبوك.. وبصراحة ما تصورت كل هذا الحب، طبعا في الفترة الأخيرة كانت تطلع الاتصالات على الهواء وكنت أحرص على مكالمات الاستاذ فؤاد الشرجبي، وبصراحة كانت اتصالاته تعطيني دفعة معنوية.. كان يشجعني حتى لو في أخطاء غنائية، كان يقول لي: أنت غنيت تمام وينبهني ويشجعني بشكل أكبر.
- لماذا كانت اتصالاتك محصورة على فؤاد الشرجبي؟ · نفس السؤال اللي كانوا يسألوني هناك، والاجابة واحدة إنه أكثر واحد يشجعني وأستفيد منه.. مع أنه كان نفسي اتصال بناس خيرهم عليا كثير.. لكن الموسيقي فؤاد الشرجبي له مكانة خاصة.. وإتصالاتي به أحس أنها تفيديني وتشجعني.
- كيف ترى تأثير حضور الوفد الذي جاء من اليمن في نهائي نجم الخليج؟ · بصراحة أنا كنت أتوقع يأتي الأستاذ فؤاد الشرجبي وإخواني سمير وحبيب وأحد من زملائي.. وبجد أنا تفاجأت بوفد يزيد عن ثلاثين شخص في المسرح، يضاف لهم الجمهور المتواجد في لبنان في السفارة والجالية..وغيرهم، حسيت أن المسرح كله يمني (يتوقف ثم يرفع بصره إلى وجهي قائلا بتساؤل) تخيل انا ماكنتش متخيل ولا مهيأ أني أقابل شخصية مثل يحيى محمد عبدالله صالح.. ولا أتخيل أن يكون أمامي يشجعني في المسرح وجاء من أجلي الفنان الكبير أيوب طارش.. كل هؤلاء جاءوا شخصيا ليشجعوني، هذا بالفعل يدل ولالة كاملة أن الدولة وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح أعطوني اهتماما لم أكن أتوقعه، الناس كلهم حبوني وشجعوني.. وهذا جميل لن أنساه ولا أدري كيف أرده.
- وبالنسبة لاستقبال الناس لك في صنعاءوعدن؟ · كان الاخوان يهيئوني ونحن في الطائرة، ويقولوا لي الناس بايجتمعوا لاستقبالك أنت نجم وفنان كبير، أقول لهم أيش هذا لكلام؟ أنا فؤاد.. البسيط.. خلوا المسألة عادية.. وتصدق؟ لأول مرة أدخل كبينة الطيار قبل الهبوط.. وأنا مشتاق أشوف اليمن.
- ماذا فعلت عندما نزلت من الطائرة؟ · أول حاجة سجدت على التراب اليمني.. وطرحت العلم محل سجودي.. وبصراحة أول ما دخلت عند المستقبلين أخذوني وتناولوا بي.. فعلا ما كانوش يبوسوني.. كانوا يضربوني.. بيدي برأسي بشعري، أقول لنفسي: يافؤاد أنت فنان ولا عندك مشكلة؟ فعلا.. مصدوم، ثم أخرج إلى خارج الصالة يقولوا مؤتمر صحفي.. وبصراحة مش مصدق نفسي انه صارت لي هذه الأهمية.. وأنا أخرج من المطار بهذه الزفة والسيارات، قلت لهم: ياجماعة استغلوا الوقت وهذه الزفة وجيبوا لي عروسة وخلونا أتزوج اليوم على هذه الزفة والزحمة.. (وهنا يرتفع مستوى وصوت الضحك منا جميعا لدرجة جعلت الأستاذ فؤاد الشرجبي ومعاذ الشهاري الجالسان على كنبة بعيدة في بهو فندق جولد مور يلاحظان الضجك المرتفع.. وهنا ينهض الشرجبي من مكانه ويأتي إلينا قائلا: ضحكونا معاكم..).
- نعود إلى زخم فرحة الجمهور بنجومية فؤاد واستقباله في عدن؟ · ومن استقبلنا في عدن؟ (يسأل ثم يجيب) جمع كبير من الشباب والفنانين والفنانات.. على رأسهم وكيل وزارة الشباب معمر الإرياني وعبدالكريم شائف أمين عام المجلس المحلي بعدن، والإعلاميين.. وبعدين (يتوقف وينظر إلى الأعلى وكأنه لا يزال يعيش لحظة الذهول) – ويسأنف بزهو- استقبلنا الرئيس (يتوقف مجددا ويلف بصره يمينا وشمالا ويغمض عينه ببطئ، ثم يقول بصوت مرتفع) ياجماعة أنا متعود أغني للناس العاديين.. وألتقي بالناس العاديين الذين أنا منهم وهم مني.. فجأة يقولوا لي: رايحين نقابل الرئيس.. ما كانش عندي إلا أتعامل مع الموضوع على أنه مزحة.
- سبقتني بالوصول إلى هذه المحطة، أريدها مفصلة لو سمحت؟ · أقل لك ما كنتش أخذ الأمر جد..لأني لو أخذته جد با أتعب.. حتى بعد ما طلعت سيارة الرئاسة، وصلت عند الرئيس.. شفته.. سلمت عليه.. يمكن ما تصدقناش لو قلت لك أننا ما أتذكر أيش قلت له.. أذكر أننا كنت أشوفه بس، وأذكر أنه قال لي: أنت بطل.. (ثم يتساءل) أنا بطل؟ معقول أنا وصلت إلى هذا المستوى من الحب أن الشعب والرئيس كلهم يحيوني.. بصراحة أنا أحمد الله على هذا الحب.
- عفوا أخي فؤاد، أريد تفاصيل الحوار بينك وبين الرئيس؟ · لم يدر حوار بالمعنى اللي ممكن تتصوره.. لكن أنا شكرته، وقلت له أتمنى أن يكون هناك قسم فني أو قسم خاص بالفن، من شان أقسم لك أني إن شاء الله تكون رسالتي فنية يمنية.. وأن أكون سفيرا للأغنية اليمنية واليمن في الداخل والخارج وأي مكان أكون فيه يكون معي أسم اليمن.. قال لي: لا أنت يمني، وهذا الكلام يقوله واحد أجنبي أما أنت يمني ولا تحتاج للقسم ولا للقول.. يرفع وجهه ويده اليمنى وكأنه تذكر شيئا.. ظننته سينتقل إلى شيء آخر ليتحدث عنه لكنه ونبرة جادة مرتفعة وواثقة يستطرد دائما يقال عن الرئيس أنه الأب الحنون.. أوكيه.. يقال أنا حسيت هذا الشيء يمكن بعض اللي يقولوا هذا الكلام شافوا له مواقف لكن أنا حسيت هذا الإحساس..
- كيف حسيت هذا الإحساس؟ · أنا قابلته.. وسلمت عليه وجلست بجانبه، وحس باللي عندي.. حس بحالتي إني مرتبك نفسيا.. وخلى الأمور طبيعية جدا، وقال لي: يافؤاد لا تقلق.. وفعلا أعطاني فرصة ثانية للقائه للعلم.. وقال لي مادام أنت قلق وغير مهيأ ويمكن مرهق.. سأعطيك فرصة ثانية تكون قد ارتحت وتهيأت نفسيا وتقابلني.. فبعد ما خرجت جلست أقول لنفسي: ليش يا فؤاد ماتكلموش طبيعي.. وإن شاء الله لما أقابله المرة الجاية أقابله وأكلمه طبيعي.
- يعني محضر نفسك، وما ستقول؟ · أنا محضر نفسيا الآن.. خاصة واني قد التقيته مرة وشجعني كثيرا وحسسني بالحب والحنان.. وكذلك التقيت بمسئولين ووزراء وشخصيات ما كنتش أشوفها إلا بالتلفزيون.. بعد لقائي بالرئيس كل الذين كنت أشوفهم بالتلفزيون لقيتهم مباشرة جنبي، وإن شاء الله نلتقي بهم وبالجمهور الحبيب أكثر من خلال الأيام القادمة.
- ما هي ملامح برنامجك للأيام القادمة ما دمت قد تحدثت عنها؟ · سأقيم إن شاء الله حفلات في عموم محافظات الجمهورية وسأحرص على ان اعد لكل محافظة أغنية تخصها ضمن حفلاتي.. وهذا أفضل شيء أقدمه للجمهور.. وحاليا أستعد بأغنية لمحافظة عدن وأخرى لمحافظة تعز حيث ستكون تعزوعدن أولى محطات حفلاتي القادمة.
- فؤاد.. هل لديك ألبومات؟ · لم أسجل ألبومات، ولكن كنت أقيم حفلات، ويأتي أشخاص يسجلوها ويصورها وينسخوها على سيديهات وأشرطة أو يحملوها على الأنترنت.
- وبالنسبة للقنوات؟ · سجلت للسعيدة وغنيت في مسابقة (نغني إلى بكين) وحصلت على المركز الأول.
- مع من تتعامل من الشعراء والملحنين؟ · أنا لسة في البداية.. وما أتعامل مع شعراء محددين، وبالنسبة للألحان أنا الحمد لله ألحن لكن أتعامل مع ألحان جاهزة، واتمنى وأحرص دائما أن أغني للناس الشيء البسيط الذي يمكن لأي أحد أن يسمعه أن يغنيه، حتى الأغاني الوطنية اللي سأغنيها في مشروعي الجديد لن يكون الكلام الثقيل المعقد، بل الأغنية البسيطة التي تحمل رسالة صادقة وسهلة.
- من بيت الموسيقى أنطلقت حملة الحشد لمؤازرتك بقوة، قل لي شيئا عن علاقتك ببيت الموسيقى والفنان فؤاد الشرجبي؟ · الاستاذ فؤاد الشرجبي موسيقي رائع وأستاذ ناجح وأنا أفتخر به وبعلاقتي به.. فهو موسيقي شهير وهو من أبناء تعز وهو من أكبر الداعمين لي ولكل المبدعين، وتحسنت علاقتي به بعد حصولي على جائزة رئيس الجمهورية للغناء عام 2007م ودعمني في مشروع (نغني خليجي 20) ولكن للأسف ما استطعت اغني من هنا.. وبصراحة الأستاذ فؤاد الشرجبي وبيت الموسيقى يدعم الموهوبين والمبدعين.. وأنا أكن له كل التقدير.
- فؤاد.. في تقديرك أنت ما هي أسلحتك وثروتك أمام الجمهور؟ · أعتقد أن البساطة هي الطريق إلى قلوب الجماهير.
- وصوتك؟ · لا أستطيع أن أحكم على صوتي.. وأقول لك بصدق انا عندما أسمع صوتي لا أطيقه.
- لكن الفنانة أنغام قالت لك أنها مبهورة بك ونصحتك أن تحافظ على صوتك؟ · بصراحة أنغام كانت رائعة.. وحساسة وكنت أتمنى ان أطلق عليها لقبا يحفظه الناس.. كما يفعل الفنان محمد عبده إذا اطلق على أحد لقبا خلاص.. وأتمنى أن ينتشر اللقب الذي أطلقته عليها (سيدة الأحاسيس).
- دعني أسألك عن بيئتك الفنية؟ · زملائي الهاوين والفنانين الذين سمعت لهم والتقيت بهم.
- وأسرتك؟ · أسرتي محافظة وملتزمة وقبلية.. في البداية عذبونا وحاربونا، حيث كنت في بداية الأمر أغني وهم ومش عارفين، وكنت أشتغل خياط وعندما أروح عند أصحابي في الفرقة أكذب على أهلي وأقول لهم رايح الشغل، وفي مرة المرات فاجأتهم بدعوة إلى حفلة.. ترجيت والدتي ووالدي وزوجته الأخرى أن يأتوا الحفلة، فتخيل يفتتح ستار المسرح علي وأنا أطلع أغني أغنية (يارب من له حبيب) وعندما نزلت من المسرح وجدت أبي يبكي، قلت له أرضى.. وعندما سألته بخوف وحزن: هل هذه دموع فرح أو دموع زعل؟ فقال لي: لا.. ولا شيء الله يوفقك ويحيمك، وفي البيت جلست مع والدتي وقلت لها: أنت تحبيني كثير.. ليش خايفة؟ ليش زعلانة؟ قالت: أني خايفة عليك لا تضيع.. أخاف عليك من كلام الناس، قلت لها أطمني انا تربيتك وتربية أبي وأسرتي إن شاء الله ما يصير لي شيء.
- وإخوانك؟ · ضربوني ضرب الله لا يوريك.. حتى مرة شاركت مع فرقة فنية في غرفة الموسيقى.. ضربت فيها ضرب.. لن أنساه، لكن كل هذا كان خوف عليا من الضياع وإهمال الدراسة.. لكن بعد أن أطمأنوا علي وأصبحت الفرقة الفنية التي أعمل بها معروفة ولها سمعتها الطيبة رغم بساطة إمكانياتها.. حينها تركوني وبدءوا يشجعوني، وحينما حصلت على جائزة رئيس الجمهورية عام 2007م شجعني والدي كثيرا وقال لي: هكذا أريدك هكذا تظهر في هذه الأماكن.
- والآن؟ · الآن أنا أتكلم معكم وأنا لم أرى أبي ولا أمي ولا أسرتي.. لكني أعرف أنهم جميعا فخورون بي كثيرا.. حتى أن أبي أتصل بي وكتب لي شعر، وقال لي ألحنه، يعني أبي طلع شاعر (قالها ضاحكا وسعيدا) حتى أصحابي أتصلوا بي وقالوا لي أن والدي يهتم فيهم أهتمام غير عادي وأنه قد أعطاهم الشعر وبدءوا يعملوا تصورات ومنتظريننا ألحنها ونغنيها.
- وهل ستغنيها؟ · وليش لا؟
- فؤاد ماهي حكاية (أنا أفدالك) التي علق عليها الفنان عبدالله الرويشد؟ · هي كلمة بسيطة ومتداولة وأنا أعتبرها من الأسرار الجميلة، طبعا عندما أقول للجمهور (أنا أفدالكم) تكملتها اسمعوا لي وبعدين أحكموا، وهكذا فعلت مع الفنان عبدالله الرويشد قبل أن سمعني قلت له:(أنا أفدالك) فقال لي: هذه من تعز؟ طبعا يعرف الكثير عن اليمن وتعز ومعظم المحافظات، قلت له: نعم من تعز.. من العدين.. وتفاجأت بعدها أنه يقولها لي على الهواء.. وصارت عادة وتحية نتبادلها.
- رسالتك او رسائلك التي ستختم بها هذا الحوار؟ · أولا: أحمد الله على التوفيق والنعمة وعلى هذا الحب الذي لقيته من الجماهير وأتمنى بعد رضى الله سبحانه وتعالى أن يكون الجمهور راضيا على ما قدمته من فن بالطريقة التي قدمتها، وأشكر الذين دعمونا وساندونا ووصلونا إلى مرحلة ما كنت أتخيلها سواء كانت داخل اليمن وأ خارجه.. وأشكر شعب الإمارات وجمهور الخليج كما أشكر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على اهتمامه بي وكل من ساندني في الدولة والقطاع الخاص، وأشكر قناة دبي التي قدمت لي الكثير والذي ما كنت أتخيله وأحلم به، والتعب اللي تعبوه و الأكاديميين الذين دربونا واللجنة جميعهم مشكورين.. مشكورين، وأتمنى أن أجد فرصة لرد شيء من الجميل لكل هؤلاء.
- هل ستكون لك أعمال هناك؟ · لدينا مشروع أعمال وعدنا الأستاذ فايز السعيد بأعمال غنائية أنا وزميلي في البرنامج إسماعيل، وبالمناسبة أحيي زملائي إسماعيل وجميلة وكل إخواني الذين قضيت معهم أجمل أيام حياتي وخضت معهم تجربة جميلة.
- فؤاد.. الحديث معك شيق لكننا ثقلنا عليك، أنا أفداقلبك. * أنا أفدالكم.. والعفو أتعبتك
