كثيراً مانردد أقوال عن الزمان والناس ونعيب كل شيء لنحط اللعنات على فلان من الناس وعلى الأقدار ولم نفكر اطلاقاً في أنفسنا لأننا نعتقد أننا منزهون عن كل هذا الخراب الإنساني والإعلامي والفكري. لم نضع أنفسنا في الميزان لم نفهم ماتحويه ذواتنا لنصلحها فأنت ستساهم بحل مثل هذه المشكلات بتغيير سلوكك ولن يتغير سلوكك إلا إذا عدلت عن أفكارك..اصلح نفسك سيصلح المجتمع.. يقول عزوجل في كتابه الكريم ( إنَّ الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم) ويقول كذلك (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب، ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا مابأنفسهم ). فلما لم نكن نحن سبب هذا الدمار والانحطاط الفكري في مجتمعاتنا فقد يهلك الله أمة بسبب مسيء فيها فلقد انشغلنا بعيوب الناس ونسينا عيوب أنفسنا..شغلنا بماهو ظاهر ونسينا بواطننا, شكلنا لجنة نقد على ماحولنا ثم بعد ذلك نبحث عن السعادة ولاغيرها فأول شيء..لابد أن نخاطب ذواتنا ونعرف ايجابياتنا وسلبياتنا ثم بعد ذلك نحاول تصحيح مسار أفكارنا ونمنهج طريقها على أسس ديننا الإسلامي بعدها لابد لنا أن نتخصص لنصنع بصمتنا من خلال صلاحنا واستقامتنا وإخلاصنا أولاً مع أنفسنا..نطهر كل جزء في الفؤاد ونغربل أفكارنا لأنها هي من تخط لنا الطريق لنقود أنفسنا أولاً ثم نبحث عن قيادة فكر الأمة. قال قائل: لايصلح الناس فوضى لأسراة لهم ولأسراة اذا جهالهم سادوا والبيت لايبتني إلا على عمد ولا عماد اذا لم ترس أوتاد فإن تجمع أوتاد وأعمدة وسكان ابلغوا الأمر الذي كادوا فأنت نواة صلاح المجتمع لأنك بنيته الأساسية الذي لايقوم إلا بك..فلنصارح أنفسنا ونكشفها أمامنا لنعرف مايجب أن نصحح مساره فكن قدوة تكن قائداً أبدأ بالصفحة البيضاء النظيفة. نعم فلنضع لأنفسنا منهجاً مثالياً فوالله مافي المجتمع من فساد خلقي او اعلامي او فكري الا ونحن سببه.. نحن من جعلنا أنفسنا في هذا المكان لنخرج منه اذاً ونوقد شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام. لنكن نحن هذا الفوز هذا المثال هدفنا الأول رضا الله ثم أنفسنا..لأن حياتنا من صنع أفكارنا يقول «ديل كارنجي» إن أفكارنا هي التي تصنعنا واتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقرير مصائرنا ولذلك قيل «نبئني مايدور في ذهن الرجل انبئك أي رجل هو». لاتوجد هناك أشياء مفروضة علينا أبداً.. بل نحن من نختار كل شيء.. بأفكارنا فالإنسان مخير لا مسير حقيقة كونية.. لن نبقى كثيراً في دائرة التنظير بل سنخرج إلى دائرة التنفيذ كي يكون لنا أثر. يقول محمد الغزالي في كتابه جدد حياتك «النفس وحدها هي مصدر السلوك والتوجيه حسب ماتضمرها من أفكار ويصبغها من عواطف. إن الإنسان عندما يرتفع عن سطح الأرض تتغير الأشكال والأحجام في عينه وتكون نظرته إلى مادونه أوسع مدى وأرحب أفقاً وهو لم يتغير. ونحن نستطيع أن نصنع من أنفسنا مثلاً رائعاً اذا أردنا، وسبيلنا إلى ذلك تجديد أفكارنا ومشاعرنا كما تتجدد الرقعة من الصحراء اذا انضاف إليها مقدار ضخم من المخصبات والمياه. فسعادة الإنسان وشقاوته أو قلقه أو سكينته تنبع من نفسه وحدها. نعم أنت المسئول عن أحاسيسك عن تصرفاتك وسلوكك فأنت من تصنعها فضع لنفسك محطة لتجلس إليها بين الحين والآخر..وتحاسب نفسك وتتحدث إليها وتعدل من اللائحة القديمة لتبدأ بقوانين ونظم وضوابط جديدة.