أكد الدكتور/حميد صغير سعد الريمي نائب عميد كلية العلوم وهندسة الحاسوب بجامعة الحديدة على أهمية الاهتمام بتكنولوجيا المعلومات والتي بفضلها يعيش العالم اليوم عصر الانفجار المعرفي وقال بأن الكمبيوتر ولد من رحم الحرب العالمية الثانية وكذلك الانترنت ولد من رحم الحرب الباردة، حيث يعد الانترنت اليوم من أسرع وسائل الاتصالات التي عرفها الإنسان حيث أصبحت خدماته تغطي العالم بأسره وبحسب الاحصائيات الحديثة فقد وصل مستخدمو الانترنت حتى عام 2008م إلى حوالي 1.5مليار متصفح من مختلف أنحاء العالم. وقال الدكتور صغير في محاضرته التي القاها مساء أمس بمركز منارات حول تكنولوجيا المعلومات أن صناعة المعلومات تعد اليوم من أهم وأبرز الصناعات الصاعدة على مستوى العالم حيث تنمو بمعدلات تفوق كافة التوقعات من حيث انتاجها واستخداماتها تنمو على مستوى العالم بمعدل «16 %» في الوقت الذي ينمو فيه الإنتاج العالمي الكلي بمعدل «2.5 %» الأمر الذي مكن دولاً مثل كوريا الجنوبية والهند وماليزيا والأردن من تحقيق معدلات نمو كبيرة للاقتصاد الوطني.. وأضاف قائلاً: بأن المعجزة الصناعية تحققت في كوريا الجنوبية والتي عرفت إلى ماقبل أربعة عقود فقط بأنها واحدة من أفقر المجتمعات الزراعية، لكنها عملت منذ وقت مبكر إلى تبنى استراتيجية وطنية تعمل على توطين تكنولوجيا المعلومات بهدف الاستفادة من هذه التكنولوجيا لإحداث نهضة اقتصادية شاملة ونجحت التجربة الكورية حيث يشكل قطاع تكنولوجيا المعلومات اليوم في كوريا الجنوبية نحو «35 %» من إجمالي الصادرات التجارية الخارجية لكوريا، وقال وفي اليمن تمتلك ثروات طبيعية كثيرة يمكن توظيف عائداتها في إنشاء مجمعات صناعية متطورة مثل صناعة الحديد والصلب والسيارات وغيرها من الصناعات المتطورة غير أنه لا يمتلك قاعدة علمية قوية لدعم مراكز الأبحاث العلمية. كما أن الاقتصاد الوطني يعتمد وبشكل رئيسي على الصادرات النفطية التي تشكل «90 %» من إجمالي الصادرات اليمنية.. مشيراً بأن هذه السلعة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي بسبب عدم استقرارها ونضوب الكثير منها لذلك يجب الاعتماد على الثروة البشرية الهائلة في رفد الاقتصاد اليمني والتي تقدر ب«22» مليون نسمة «70 %» منها من فئة الشباب القادر على العمل والإنتاج.. مشدداً على أهمية وضرورة استغلال هذه الثروة الكبيرة القادرة على الدفع بعجلة التنمية نحو التقدم والتطور والازدهار من خلال تدريبها وتأهيلها كما يجب لتلائم متطلبات السوق المحلية والإقليمية والعربية أيضاً واستغلال الموقع الجغرافي لليمن حيث تحيط بها الدول الخليجية ذات الثروة الطبيعية الهائلة والتي تفتقر للعمالة الماهرة والمؤهلة لذلك يجب العمل على تأهيل وتدريب العمالة اليمنية للتغلب على التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن.. منوهاً بأن الدراسات الحديثة تؤكد بأن متطلبات العصر الراهن من العمالة هي تلك العمالة المتقنة لتكنولوجيا المعلومات لذلك على اليمن وضع الخطط والبرامج العلمية لتدريب العمالة اليمنية وفقاً لمنهجية علمية تأخذ بنتائج النظريات الاقتصادية الحديثة والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال كدول الصين والهند وماليزيا وكوريا الجنوبية والاردن وغيرها من دول العالم وذلك لإيجاد اقتصاد قوي مبني على العلم والمعرفة في هذا المجال.