أن تحفظ القرآن فذلك ديدن الألاف ... لكن أن تجمع بين كتاب الله حفظاً واستثماراً ، وبين دراسة أكاديمية من أصعب التخصصات التي تحتاج لتفرغ وتركيز ، فذلك النجاح المتفرد والتوفيق من الله. الحافظة إيمان عبده أحمد الحميدي 23 عاماً إحدى خريجات جمعية معاذ العلمية لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية ، والطالبة في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة تعز ، في المستوى الثالث ، حفظت كتاب الله وجمعت بين حفظه وبين استمراريتها في المحاضرات والتواجد في المختبرات والمعامل بالرغم من أنها كانت تبقى في قاعات الدرس حتى الساعة الخامسة عصراً ، إلا أنها أوجدت لكتاب الله حظاً من وقتها المزدحم . كما قلنا سلفاً .. استثمرت القرآن في دراستها ، حيث اعتبرت القرآن مصدراً من مصادر الشفاء التي كثرت في عصرنا الحاضر، تحدت المستحيل وقهرت الصعوبات واستطاعت بفضل الله أن تحفظ القرآن الكريم في فترة أقل من خمسة أشهر . برنامج منتظم تقول إيمان عن ذلك : اعتمدت في برنامجي للحفظ على القراءة الأولية للآيات التي سيتم حفظها في الليل ثم بعد صلاة الفجر أقوم بالحفظ التام والكامل لهذه الآيات التي قرأتها ليلاً وأحياناً كان يصل مقدار الحفظ إلى نصف جزء ومن ثم استمع إلى شريط لأحد القراء لتصحيح التجويد والتلاوة ثم أذهب إلى الحلقة حتى أعيد تسميع ما حفظته على معلمتي القديرة الأستاذة فيروز الحيدري التي لها مني جزيل الشكر والتقدير والاحترام ، وأسأل الله أن يكتب لها وافر الأجر وعظيم الثواب فطالما كانت توجه لي النصائح والتوجيهات . شكر ورسائل وتضيف الطبيبة إيمان : أسجل شكري أيضاً لأخي الحافظ لكتاب الله محمد الحيدري حيث ساعدني كثيراً في مسيرة حفظي بنصائحه ودعمه اللامحدود ، كما أسأل الله أن يمن بفضائله على جميع زميلاتي في الحلقة حيث كان لهن الدور الأساسي في التسميع والتلقين والتشجيع . الحافظة والطبيبة إيمان تبعث رسالة إلى العاملين والعاملات في مهنة الطب مفادها بأن لا يشغلهم العمل في الطب عن قراءة القرآن وحفظه ، فالقرآن يبعث في النفس الطمأنينة ، كما أن يجعل الطبيب أكثر تيقناً بأن الشفاء بيد الله وبالتالي ينعكس هذا الشعور على المريذ فيجعله يعيش على الأمل والرضى . تطمح إيمان بأن تكون جراحة العون والمساعدة لشريحة النساء ، حيث يصعب على إمرأة أحياناً أن تعرض نفسها على طبيب من الرجال ، وتؤكد إيمان أن القرآن الكريم غير مسار حياتها وحولها من حياة جهل ولامبالاة إلى حياة جد ومثابرة وحب في الله وحرص على أخلاق وقيم القرآن حيث وهي تعتقد أن الحفظ الحقيقي للقرآن ليس حفظ الآيات فقط ، بل لا بد من التخلق بآدابه وتعاليمه . للاستفادة قد يخيل للكثيرين أنه من المستحيل الجمع بين دراسة تحتاج لجهد ووقت كدراسة الطب ، وبين الاعتكاف على مائدة كتاب الله وحفظه ، إلا أن إيمان ضربت للجميع أروع مثل على اهتمامها بكتاب الله ، ويبدو أنها قد جمعت بين الحسنيين القرآن والطب ، وجمعت خيري الدنيا والآخرة . ولا بد لنا من نظرة سريعة على أحوالنا ، نحن من ننشغل بأمور بسيطة تأخذ أوقاتنا ، بحيث لا يبقى منها شيء نضعه لكتاب الله الذي اتخذه البعض مهجوراً ، فلنستفد من اجتهاد الحافظة إيمان ، ولنحاول ألا نهجر كتاب الله بوضع برنامج زمني كالذي وضعته إيمان .