قال تعالى: “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان..” صدق الله العظيم. إذاً هي عظمة شهر القرآن.. أن يتألق نجومه بالحفظ والتلاوة لكتابه العزيز.. وتحلق أرواحهم في سماوات الألق الروحاني والتسابق على ختمه وفي ذلك “فليتنافس المتنافسون..” فحفظه من أغلى أمنيات الفرد أن يختم كتاب الله العزيز.. وذلك لا يكون إلا مع أصحاب الإرادة القوية.. والعزيمة التي تقهر الصعاب.. والأهم من حفظ كتاب الله العمل بمحتوى تلك الآيات العظيمة.. وهنا في مدينة المحابشة اهتمام لافت بحلقات القرآن حيث ازدهرت في الآونة الأخيرة رغم الجهود الفردية المتواضعة لدعم مسيرة حفظ “كتاب الله”.. ففي تاريخ 20 /8 /2011م الموافق 20/ رمضان تم تكريم حفاظ كتاب الله من الذكور بجامع “الشهيد” لحلقة “عمار بن ياسر” ل “16”طالباً منهم “2” ختما القرآن.. كما تم في 23 /8 /2011م في أمسية تكريمية خاصة بالفتيات وكُرمت إحداهن بحفظها لكتاب الله.. وتلك الفعاليات في شهر القرآن زادت من عزيمة المقبلين على “مائدة الرحمن” والتحلّق حولها من قِبل الجنسين.. وفي غمرةِ هذه الإضاءات الرائعة حاولنا الاقتراب منها لنسلط الضوء أكثر على خفايا وأسرار جعلت من أولئك “الحفاظ والحافظات” نجوماً تتوهج بنور الله فكن معنا عزيزنا القارىء في الاستطلاع التالي... مسيرة التأسيس!! تُحدثنا عن تأسيس أول حلقة للقرآن أ/ مريم حسين المغج رئيسة جمعية فتاة المحابشة حيث أكدت أن أول حلقة تأسست في عام 2006 /2007م وكان عدد أول حلقة “30” مشاركة ومدرسة “واحدة” وكان المشجع والراعي للحلقة أ/ ناصر عبدالله هبه أمين عام المجلس المحلي وكان أول ختم للقرآن عام 2009م وفي عام 2010م ختمت ثلاث فتيات القرآن وكان أيضاً الداعم الأساسي لهن أمين عام المجلس المحلي أ/ ناصر الذي بدوره شجع الفتيات بالإقبال على حلقة القرآن.. وتضيف: بلغ عدد الملتحقات بالحلقة لهذا العام 2011م “60” مشاركة كما أننا أقمنا أمسية تكريمية لإحدى طالبات الحلقة في هذا الشهر الكريم.. أما بقية طالبات الحلقة في أجزاء مختلفة للقرآن ونحن نواصل ذلك رغم الظروف التي نعانيها والإمكانيات المتواضعة فلدينا ثلاث مدرسات للحلقة ولا يوجد لهن أي مقابل سوى أنهن متطوعات وفي الختام دعت المغج أهل الخير للتعاون معهم ودعم حلقات القرآن كما وجهت التحية للشيخ/ يحيى المغج الذي ساهم في تشجيع ودعم الحلقة. موعد القطاف... !! وللثمار موعد لقطافها ومع نجمة الحلقة لهذا العام والمكرمة في الشهر الكريم الأخت إيمان محمد جمعان الحسام.. التي تحدثنا عن قصتها مع حفظ كتاب الله والصعوبات التي واجهتها وتحدتها لتصل إلى هدفها قائلة : أنها تشعر بشعور من نور ملأ حياتها سعادة وإيماناً وتضيف هذه نعمة أمتن علي بها الله بأن اختارني من بين سائر الفتيات بحفظ كتابه العزيز كما أتمنى أن يعمل علي بالعمل به خالصاً لوجه الله الكريم وأعلمه كما تعلمته.. ويمن الصعوبات التي واجهتها تضيف: عندما بدأت حفظ كتاب الله حصل مع أبي حادث فكنت بحاجة ليلاً لا أدخل ولا أخرج ولا أنام مثل “ الناس” كانت حالة أبي تعبانه جداً.. وذلك الحادث أقعده لمدة سنتين فكنت بجانبه لا أستطيع الذهاب إلى الحلقة إلا بصعوبة.. فتجاوزت الأزمة بالإصرار والإرادة رغم أن والدتي منفصلة عن والدي وصعوبة أخرى أنني كنت أدرس بالفترتين صباحاً ومساء ثم أعود للذهاب إلى الجمعية التي أحفظ فيها كتاب الله.. وكل تلك الصعوبات تغلبت عليها بإذن الله تعالى وفي ختام هذه السيرة المؤثرة وجهت إيمان نصيحتها لبنات جنسها لاستغلال أوقاتهن في حفظ كتاب الله والانضمام إلى حلقة القرآن الكريم. ظروف اجتماعية.. !! وعن أسباب تسرب بعض الطالبات من الحلقة تتحدث عن ذلك أ/ زينب على حسين غريسة أن التسرب يتم تحت ظروف قاهرة كبداية العام الدراسي والظروف الاجتماعية كالزواج والولادة وغيرها من الظروف كما تضيف : أن هناك طالبات تغلبن على الظروف واستطعن التوفيق بين المدرسة وحلقة التحفيظ وظروفهن الخاصة وواصلن مسيرة الحفظ معي كمدرسة حلقة بدأت معهن بالحفظ المجود واصلن دروس التجويد وتطبيقها في أداء القرآن أداءً صحيحاً.. حيث كنت ألقن الطالبات آيات القرآن ثم أسمعها عنهن لكني أتعرف على مدى صحة نطقهن للكلمات القرآنية.. وقد لاحظت الراغبات يقبلن باهتمام وختمت غريسة بالدعوة لحافظات كتاب الله المراجعة الدائمة للقرآن وعدم إهمال الحفظ ليكن كما قال عليه الصلاة والسلام : “الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة..” من جانب آخر تحدثت أ/ أسماء عبدالله الحسام أنها بعد أن ختمت القرآن شعرت أن لديها مسئولية كبيرة.. وأنها ليست سهلة كما تقول وهي أن تمسك حلقة وتقوم بتحفيظ الطالبات القرآن الكريم وتضيف الحسام : أنها بدأت بفتاتين تم تزايد عدد الفتيات ولمدة أسبوع بلغ عددهن “20” طالبة وشعرت بسعادة ملأت أرجاء المكان.. بأني أصبحت معلمة لكتاب الله تعالى.. وتختم بدعوة الطالبات والاستمرار في حفظ كتاب الله. سأواصل حفظ كتاب الله.. !! ومن ضمن الطالبات المستجدات على الحلقة عبير هبة التي قالت: أنها تشعر بشعور رهيب جداً وهي تحفظ كتاب الله.. وتشعر بحلاوة القرآن رغم أنها ماتزال في البداية.. وأنها تنوي ختمه وتعليمه لغيرها في سبيل الله تعالى كما تنصح نفسها وجميع الفتيات بعدم إهدار الأوقات فيما لا يفيد.. والإقبال على حلقات تحفيظ القرآن. الراعي الأساسي لحلقات القرآن ومن خلال مالاحظنا جميعاً أن أصابع الشكر تتوجه إلى راعي الحلقات القرآنية أ/ناصر عبدالله هبة أمين عام المجلس المحلي بالمديرية فهو دائماً سباق إلى تشجيع الموهوبين في المجالات المختلفة ومن ذلك كان لابد لصحيفة الجمهورية أن تطرح الرؤى أ/ناصر ومعرفة كنهها من خلاله شخصياً حيث أكد أن الصعوبة الأبرز لديهم في مسيرة دعم حلقات القرآن عدم وجود مقر مكان دائم بالإضافة إلى عدم وجود مرتبات لمدرسي حلقات القرآن حتى أنهم لم يحصلوا على أجور تعاقدية، ويضيف : نأمل أن نتجاوز هذه الصعوبات ونذلل لها كل ما يعترض مسيرة حفظ كتاب الله كما أوضح أن هناك خطة لتوسيع دائرة الحلقات القرآنية في عدة عزل كما يضيف : خاصة المناطق التي تواجه تيارات دينية متباينة أو “منحرفة” والذين يغرسون في عقليات النشء الحقد والكراهية تجاه الوطن.. وعن إمكانية أن يمثل هؤلاء الحفاظ والحافظات المديرية في منافسات قادمة أضاف : التنافس في الوقت الحالي يتم على مستوى عزل المديرية وعندما نجد بإذن الله استجابة من مديريات ومحافظات أخرى نبدأ بتنفيذ ذلك وفي ختام تصريحه لصحيفة الجمهورية توجه أ/ناصر بنصيحته إلى حفاظ وحافظات كتاب الله أن يعملوا بما حفظوا من كتاب الله والتفكر في آية “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم..” وألا يعملوا ببعضه ويتركوا بعضه وألا ينصاعوا لمن يفسروا القرآن حسب أهوائهم وأمزجتهم، والتزام الوسطية والإعتدال وانتهاج مسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام.