قال الإمام ابن القيم:أعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، قال الله تعالى:«أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه». النور الذي يقذفه الله في قلب العبد وهو نور الايمان فإنه يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب. العلم،فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع وليس هذا لكل علم بل للعلم الموروث عن الرسول وهو العلم النافع. الانابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب، والاقبال عليه والتنعم بعبادته فلا شيء اشرح لصدر العبد من ذلك. دوام ذكره على كل حال وفي كل موطن،فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه. الاحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الاحسان فإن الكريم المحسن اشرح الناس صدراً وأطيبهم نفساً وأنعمهم قلباً. الشجاعة فإن الشجاع من شرح الصدر واسع البطان متسع القلب والجبان: أضيق الناس صدراً وأحصرهم قلباً لافرحة ولاسرور ولا لذة له ولانعيم. إخراج غل القلب وهو من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه وتحول بينه وبين حصول البرء فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره ولم يخرج تلك الأوصاف لم يحظ من انشراح صدره. ترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم فإن هذه الفضول تستحيل آلاماً وغموماً وهموماً في القلب تحصره وتحبسه وتضيقه ويتعذب بها.