«أن تصل متأخراً خير من ألا تصل» مقولة تبدو غير حاضرة في أذهان كثير من سائقي المركبات الذين يحولون شوارع المدن الرئيسية في بلادنا قبيل موعد الافطار إلى ما يشبه حلبات سباقات «الفورمولا وان» عندما يتفننون بإظهار مهاراتهم الفنية في القيادة والتحكم بغية الوصول في الوقت المناسب، حيث تشير بعض المعلومات إلى ارتفاع معدل الحوادث خلال هذه الساعة «الافطار» ولم تكد تخلو أيام الشهر الفضيل في السنين الفائتة من هذه الحوادث. يقول «عبدالمؤمن الصلوي»سائق سيارة أجرة: تعرضت لحادث من هذا النوع قبل سنتين وتحديداً في العشر الأواخر من شهر رمضان. ويردف «الصلوي»:جرت العادة بأن اخرج من منزلي بعد صلاة الظهر طلباً للرزق وفي احد الأيام ظننت أن الحياة ابتسمت لي بعد أن جنيت رزقاً جيداً نظير عملي ب«التاكسي» داهمتني ساعة الافطار ولازلت بعيداً عن الحي الذي أقطن فيه فحاولت السير بسرعة للحاق بالافطار مع الأهل لكن هذا لم يحدث فشاء القدر أن أتناول فطوري بعيداً عن الأهل والأولاد عندما اعترضتني إحدى السيارات فقضيت تلك الليلة مع رفقة السائق الآخر في إدارة المرور. حبة تمر تنتهي به على الفراش الأبيض عمار الفقيه سائق دراجة نارية كانت له حادثة في هذه الساعة تحديداً يقول:بينما كنت عائداً من «سوق القات» العام قبل الفائت بعد أن تداركني الوقت نظراً للازدحام الحادث في الأسواق في مثل هذا الوقت تعرضت لحادث الزمني الفراش طيلة ستة أشهر بعد أن تعرضت لكسر في ساقي.. ويضيف «عمار» لم أكن أدرك أن استعجالي على الافطار سينتهي بي على السرير الأبيض في مستشفى الثورة العام رغم أن الافطار لا يعدو حبة تمر أو شربة ماء ولا ضير ان تأخر لبضع دقائق. ماجد ضحية التهور الحاج أحمد يحيى محسن يتذكر بحسرة وحزن فقدان فلذة كبده في مثل هذه الساعة من ذات رمضان يقول:فقدت ابني «ماجد» نتيجة جنون سائق وتهوره قبل أربع سنوات كان رمضان مشارفاً على الدخول في العشر الأواخر حينها كنت في المسجد بانتظار أن يأتي ولدي «ماجد» ذي ال«11» ربيعاً بالفطور الذي اعتدت أن أتناوله في المسجد من المنزل لكن القدر شاء أن يخطف روح ماجد وروحي أيضاً..لم أع حينها ما حدث فالأمر شكل صدمة كبيرة بالنسبة لي لكن هذه مشيئة الله فالخيرة فيما اختاره هو جل شأنه لذلك فقد وقعت تنازلاً عن كل حقوقي المترتبة عن الحادث فيما قضى السائق عقوبة السجن في الحق العام. حالات متعددة ابراهيم النصيري رجل مرور يقول : لا شك أن كثير من الحوادث تقع خلال هذه الساعة ويكون السبب فيها السرعة ومحاولة بعض السائقين اختصار الزمن من أجل الوصول في موعد الافطار لكن معظم هذه الحوادث تقتصر أضرارها على النواحي المادية دون البشرية خاصة هنا في محافظة تعز الأمر الذي يجعل السائقين يقبلون بالصلح دون اللجوء إلى رجل المرور أو الإدارة وقد شهدت بعض الحوادث المماثلة ولذلك ربما تكون احصاءات هذه الحوادث البسيطة ذات الاضرار العادية منخفضة بعض الشيء إن لم تكن معدومة لكني أجدد تأكيدي أن هناك حالات متعددة صادفتها خلال فترة عملي كرجل مرور. إحصاءات الداخلية أظهرت احصائية لوزارة الداخلية أن عدد الوفيات نتيجة الحوادث المرورية خلال رمضان الفائت بلغ نحو «159» شخصاً فيما أصيب «1156» آخرين. ووفقاً للاحصائية فإن هذه الحوادث توزعت بين حوادث صدام السيارات وحوادث دهس وانقلاب وأشارت احصائية أخرى صادرة عن السلطات الأمنية بصنعاء إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة الحوادث المرورية. خلال شهر رمضان مقارنة ببقية شهور السنة تصل نسبتها إلى نحو 20%في صنعاء وأكثر من «10»في المدن الأخرى وأكدت الاحصائية أن الزيادة في هذه الحوادث ناتجة عن السرعة الزائدة خاصة قبيل موعد الافطار.