وهو الشيء الذي يجعلنا ندرك أن مدينة يريم وفقاً لذلك تمثل وجهاً من وجوه اليمن البارزة وتحتم علينا في الوقت ذاته العمل على ترك الانطباع الجيد عن المدينة وبيئتها أقول هذا بعد أن حز في نفسي تلك المشاهد السيئة التي تعكس، في حال استمرارها، مقدمات لكارثة بيئية وشيكة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى جسدتها أكوام القمامة التي لاتنتهي على طول الخطوط الرئيسة والفرعية وكذلك أزقة الأحياء. وكلما مَّر يوم من أيام شهر رمضان المبارك إزداد حجم هذه الظاهرة التي أصبحت تشكل مصدر قلق للمواطنين من احتمالية نقل الأمراض التي قد تجلبها لهم ولأولادهم الذين تكتظ بهم شوارع المدينة حتى أن مخلفات المستشفيات والمطاعم على خطورتها هي الأخرى تتراكم بصورة تبعث على القلق وعندما سألنا عن السبب قيل لنا إن العمال مضربون عن العمل. وإمعاناً منا في محاولة حلحلة هذه المشكلة فضلنا التواصل مع المسئولين المعنيين في جهة الاختصاص بالنظافة والتحسين بالمديرية الذين تجاوبوا معنا لنخرج بالحصيلة التالية: قدمت استقالتي بداية طرحنا القضية على طاولة الأخ عبدالرحيم العقاب مدير إدارة النظافة والتحسين بمديرية يريم الذي بش في وجهنا ثم قال: أولاً ولعلمك الخاص فقد قدمت استقالتي من عملي قبل 13يوماً من الآن وذلك نتيجة أن الظروف لم تهيأ لنا للقيام بعملنا على أكمل وجه لوجود عقبات كأداء تعترض نشاطنا وتقضي على معنوياتنا وأبرزها على الاطلاق عدم تعاون المجلس المحلي بالمديرية معنا وتجاهله كل مطالبنا القانونية التي هي من صلب صلاحيات المجلس وهيئته الإدارية وعلى سبيل المثال لا الحصر لنا 7 سنوات متواصلة نقوم بهذه المهمة الجليلة إلى جانب عمال النظافة الذين أثبتوا أنهم عند مستوى المسئولية في خدمة المجتمع وإزالة القمامة بشكل يومي رغم الإهانات التي يتلقونها من كل من هب ودب من الذين لايحترمون جهودهم ولايدركون أنهم يعملون على فترتين من الساعة ال 6 صباحاً وحتى ال 12 ظهراً ومن ال 2 ظهراً وحتى المغرب ولايتقاضون سوى تسعة آلاف إلى عشرة آلاف ريال شهرياً فهل في ذلك إنصاف لما يبذلونه من جهود لا أعتقد ذلك، إضافة إلى أن هناك بعض المواطنين يقومون بسد الطريق المؤدية إلى المقلب.. مع العلم أن الاطماع الشخصية وراء إثارة مثل هذه المشاكل لأن هناك نيات بدأت تنكشف لبيع موقع المقلب وفي ظل هذه الاشكالات لانجد أي رد فعل يذكر من قبل السلطة المحلية لمواجهة مثل هذه الأعمال الشيطانية حتى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لم تحرك ساكناً بالرغم من تعدد الشكاوى المرفوعة إليهم من فرع النظافة والتحسين.. والآن مرتبات العمال موقفة فبالله عليك كيف تستطيع العمل في ظل هذه الظروف السيئة وأؤكد لكم هنا وعبر صحيفة «الجمهورية» الغراء أن أكوام القمامة والنفايات التي تتراكم يوماً بعد يوم ستجر هذه المدينة وأهلها إلى كارثة بيئية وشيكة إذا استمر الوضع على ماهو عليه علاوة على الأمراض الخطيرة التي قد تنقلها مخلفات المستشفيات والمراكز الصحية والمطاعم لأنها تحتوي على عناصر خطيرة تحتاج إلى التخلص منها أولاً فأولاً وهو أمر يعرفه القاصي والداني. والخوف أن يطول التهاون مع هذه القضية الحساسة خاصة أن المجلس المحلي غارق في مشاكله حيث قدم 14عضواً استقالتهم من أصل 26 مطالبين بإقالة مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي ومحاسبته إلا أن مطالبتهم لم ينظر إليها من قبل الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة وهو ما أدى إلى تقديم الاستقالات إن الحلول متوافرة وفي متناول اليد، وهو أمر تفهمه جميع الجهات الحكومية والمحلية المعنية إذا ما اضطلع كل واحد بدوره ولو بنسبة 50% أما أن نترك الحبل على الغارب فأعتقد أن الأوضاع ستزداد سوءاً. إفشال مشروع المقلب الأنموذجي وحول هذا الموضوع يؤكد العقاب قائلاً: ان الصندوق الاجتماعي للتنمية أعلن استعداده التام لتمويل مشروع مقلب قمامة أنموذجي بكلفة إجمالية قدرت ب70مليون ريال وقد حدثت مفاوضات وعدة اجتماعات بين إدارة الصندوق والهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمديرية إلا أنها لم تسفر عن شيء ووصلوا إلى طريق مسدود والسبب بسيط جداً فالمجلس المحلي لم يلتزم بشرط الصندوق الوحيد تمهيداً للشروع في تنفيذ المشروع والمتمثل في اعتماد 200 ألف ريال كنفقات تشغيل شهرية للمقلب وهذا مطلب منطقي إلا أن المجلس اعتذر ليسحب الصندوق مشروعه. لامانع من العودة للعمل ولكن.. ولمزيد من تسليط الضوء على وضع النظافة في مدينة يريم التقينا وليد الرميشي أحد عمال النظافة الذي أوضح قائلاً: لا أمانع أنا وزملائي من العودة للعمل ولكن من يحفظ لنا كرامتنا المهدورة حيث وجدنا أنفسنا نظراً لضآلة مرتباتنا «شوية شحاذين» نجمع الرسوم من المحلات والدكاكين هذا جانب أما الجانب الآخر لاتوجد سلطة محلية تدعمنا وتحمينا من تطاول وانتهاكات البعض لمهنتنا وحقوقنا إننا نريد أن نشعر بأننا موظفون نتبع الدولة وإذا حصل لنا أي اعتداء فيجب المسارعة إلى معاقبة الفاعل مهما كانت مكانته ومسئوليته. وهنا تدخل مطهر السوداني ونشوان العظومي ليعلنا تزكيتهما لما قاله الرميشي ليتضح أنهما عاملان من عمال النظافة أيضاً يحملان نفس الهموم والمطالب وأضافا: نحن نعول أسراً بكاملها ونفتح بيوتاً والبعض من زملائنا مستأجر إضافة إلى الغلاء والأسعار التي تشتعل بها أسواقنا كيف يمكن أن يغطي مبلغ عشرة آلاف ريال لاغير كل هذه المطالب إنها مسألة عويصة ولو فهم المسئولون أهمية خدماتنا على الوجه الصحيح لسارعوا إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لرفع مرتباتنا ولكن لاحياة لمن تنادي. قمامة في كل مكان الأخ عبدالغني نجيم «شخصية اجتماعية» ينفجر قائلاً: ألا ترى معي القمامة أكواماً هائلة في كل مكان بمدينة يريم إنها كارثة حقيقية غير أن المسئول عندما تخاطبه وتناشده أن يقوم بدوره وصلاحياته تشعر أنه غير مهتم بالمشكلة أصلاً وأن له اهتمامات أخرى لا ندري ماهي أنا أرجو من «الجمهورية» باعتبارها صحيفة واسعة الانتشار أن تثير هذه المشكلة وأبعادها لأننا لايمكن أن نتحمل هذا الوضع طويلاً والله لقد أصبحنا نخاف على صحتنا وصحة أولادنا إلى أين سنذهب بمخلفات منازلنا في الأيام القادمة بعد أن تمتلئ بها الشوارع .. يقولون إن هناك مشاكل نحن كمواطنين نسدد رسوم التحسين والنظافة بشكل منتظم لايهمنا ذلك وكل مايهمنا هو رفع القمامة من الشوارع وإذا لم يستطع المسئول إيجاد الحلول لهذه القضية فكيف ستعول عليه أن يهتم بشئوننا في أمور أخرى؟!.