أزفت عقارب الساعة من الثامنة والنصف، كان الوقت صباحاً، أسرعت بخطواتي، يسبق ظلي لهفتي ناحية الفصل الذي بدأت فيه بترتيب مجموعتي في مخيلتي هنا يجلس فلان وأمامه فلانة وبعد أن قرأت اللائحة المعلقة على باب الفصل وجدت اسمي وأسماء كل الزملاء والزميلات وثقتي العالية جعلتني أقرأ الأحرف الأولى من أسمائهم ليطمئن قلبي واطلق تنهيدة من عدم ارتياح لم أعرف سببه. دخلت وكلي نشاط لألقي نظرة متفائلة من خلال الفصل على حياتنا الجديدة واتطلع بشوق لوجوه تنتظرني بلهفة أكبر من شوقي.. ياإلهي مالهذه الوجوه تستقبلني بنصف ابتسامة وتصافح تنهيدتي ببرود!!،حاولت التحقق من الأمر باحثة عن وجوهي الأربعة! أبت الكراسي أن تشيع الفرحة في صدري ولم أر غير كتب غريبة ليست ككتبهم رغم أنها نفس اللون ، خرجت مسرعة إلى الفصل الآخر لأجد وجوهاً أخرى تحاول الابتسام لنظراتي الحائرة ياللصدفة!! إنهم هم..! نعم إنهم الأربعة..! عدت أجر أذيال الخيبة مملوءة بالكآبة وقلبي مقرح بالألم..! وما أن انتهت الساعة الأولى حتى هرعنا جميعاً لنجد الوجوه الأربعة تنتظر بقية العائلة..! جلسنا في قاعة خالية من كل شيء إلا من الحزن الذي يلطخ جدرانها..! بعد دقائق من الصمت الممل انتفض كل منا وتناقشنا نقاشاً حماسياً لنقرر أننا سوف لن نتخلى عن بعضنا بهذه السهولة! نعم سهولة.. تم..بها..تفريقنا،وعند ذاك لن تشفع لهم أيامنا التي قضيناها معاً أن يفعلوا مايحلو لهم..! ذهبنا وسألنا فلاناً وطلبنا من فلان..! نزول.. نقاش.. يأس.. ومع هذا الجو الملبد بالغيوم البيضاء تتسلل إلى جباهنا خيوط الشمس تشعرنا بمعنى الحب الذي جمعنا.. روعة التعاون.. لم نصل إلى قضيتنا بحل يرضي الأطراف ويكفينا حلاً أننا عرفنا معنى الوجوه الأربعة..! الاخوة.. المحبة..التعاون.. المصداقية... لاأعتقد بأنهم سيفكرون بإبعادنا عن بعضنا مرة أخرى لأنهم باتوا اليوم يخشون سلو وغضب الأحبة.