لكثرة ما كان فايز متردد في قراره أخذ يبكي وانطوى في غرفته لعدة أيام وحتى يخفف عنه رفاقه التوتر والقلق قرروا أن يقوموا برحلة تخييم, أخبر والديه بأمر الرحلة فوافقا على الفور أرادا أن يكون ابنهم في أفضل حال قبل سفره للعلاج في الخارج. فهو انتباه البرق في عتمة الشتاء وأشلاء الحلم في أجفان النوام أتراه يعود؟؟ أم أنه للرحيل أتى.. هناك بين الكثبان والرمل الذهبي وأحضان الطبيعة جلس الرفاق يتسامرون ويضحكون نسي بصحبتهم مرضه المستعصي أخذته الرفقة إلى مرفأ آمن... شعر بان العلاج ممكن... والأمل موجود ينتظره يترقب وصوله. انصهر فايز في بوتقة التفاؤل وانهمر على أمانيه وابل من الراحة والطمأنينة المنتظرة. أطلق تنهيدة طويلة ممزوجة بحزن خافت وهو يحملق في عيون أصحابه. أصواتهم التي ألفها كانت تعزف على أوتار قلبه أخرست بعذوبتها صرخات الموت المترقبة... انتشلت غريقا تلاطمت عليه أمواج الفوضى فصار يرى النور ظلاماً والحياة سراباَ تقول له: إني معك وأمامك أبسط قلبي الذي أضن به على الغير أن يعرف مدى التياعه بك.. إن سنين عمري تبث إليك أناشيد صبر أهدهد بها الروح ليالي الرؤى كلما لاح من الشوق سوط يطيل عليها زمان الانتظار. أعلم أنك سترحل لكني متيقن من عودتك. لذا لن أبكي حتى لا يخامرك الشك ولو للحظة أن الشوق الذي يضطرم في جوانح نفسي وهفوات القلب التي استحالت ماء العين في أجفاني أستسقيه ليبرد فؤادًا يتوهج بحبك.. ليس لك أن تظن ذلك كله زيفاً اجتمع من وجوه عديدة وأنه ليس صدقاً تتلألأ به نفسي وترتيلاً يترنم عليه خاطري وسيظل مكاني في قلبك وبقربك سأكمل المشوار.قاصة من الإمارات