المعروف أن جزيرة العرب لها مالها من ريادة في الأدب والثقافة والأثر الطيب بالحفاظ على التقاليد والأعراف، ولها صولات وجولات مشهودة تاريخياً.. وأنجبت صناديد الرجال النشامى، مثلها مثل باقي أرض الله. وفي ظل حرية الرأي في مختلف المجالات، وما يهمنا هنا هو الشأن الآخر الثقافي الإبداعي.. فيطل علينا نفر من البشر ممن ضاقت بهم الأرض وأرض ربي واسعة، فاستغلوا ما أنعم الله ومّن عليهم من خير سخروه لأذية وتجريح خلق الله وصار بعضهم وكيل أدم «عليه السلام» على أمته، وماصدق أن لاقى معلومة عن فلان أو علان من الناس، وللأسف الشديد قد تكون هذه المعلومة غلط، وبدون التأكد من صحتها، وهذا لن يكلف الصاحب كثيراً لو تحرى الدقة.. ولكن التسرع في قذف الآخرين، ونشر أسرارهم الخاصة التي تمس كرامتهم في أسرهم.. هذا شيء مرفوض قطعاً. والأدهى من ماسبق ذكره أن يشتم الإنسان في عقر داره، ومن ضيف فرض نفسه على أهل الدار، وكان ضيفاً سمجاً، بعد أن رتب لنفسه وبنفسه إعلان الضيافة والتكريم والقراءة، والتي كان سيستعرض بها بطولاته «العنترية» بأن يشتري ضمائر الرجال، وكأنه في بلاط «أباطرة الروم» أو «أكاسرة الفرس» أو أنه «أبو نواس في حضرة الرشيد» والكل براء منه. فلم تكد تبدأ حلقة من حلقات الأمسية «قراءة وتكريم» إلا بأن كرم الضيف بسوء عمله وفعله.. وحصل ماحصل لضيف «الإتحاد» 1 الذي أغراه الكتاب المعنون «من جدة إلى صبرة» «2» والجميع كان يعتقد أنه يحمل مواضيع وغبارات تعكس مضامينها من عنوان الكتاب، ولكن وكما يقال «الكتاب من عنوانه» مع احترامي لهذه التسمية.. فهذا الكتاب الملقط وبلونه الأسود لا يعبر عن التسمية لا من قريب أو بعيد، لأن جدة وصيرة عزيزتان على كل القلوب السمحة بل السمحاء لا المتشدقة الملطخة بالسواد. فهذا أحد الدببة.. الذي يكتب دون أن يقرأ فوقع بسوء عمله وفعله وعند من؟ «3» عند جهابذة الإبداع.. ومن من؟!! من أرباب الانغلاق «الجني زوي» «4». 1 اتحاد الأدباء والكتاب فرع عدن. 2 للسعودي أحمد المهندس. 3 أعضاء الإتحاد المخضرمين. 4 أعضاء الاتجاه الآخر.