مركز الغسيل الكلوي في محافظة الحديدة والذي أسسه المجلس المحلي في العام 1990م وتسلمت زمامه وزارة الصحة في العام 2000 م وتكفلت بكامل موازنته حيث تنفق الدولة على هذه المراكز ما يفوق المليون ريال يومياً وتوفر جميع العلاجات ومواد الاستصفاء وزادت من عدد الأجهزة الغسيلية من خمسة لتصل إلى «26» جهاز غسيل ويتم العمل فيها لخمس فترات متواصلة تبدأ من الثامنة صباحاً وحتى السادسة صباحاً لليوم التالي. ولأسباب عدة ومختلفة هناك مؤشرات مرتفعة وملحوظة بارتفاع نسبة المصابين بمرض الفشل الكلوي وارتفاع عدد الوفيات فيه وصل عدد المصابين والمرضى الزائرين للمركز ما يقرب من «560» حالة مرضية بطبيب واحد فقط و«75»% منهم هم من سكان المحافظة والباقي من خارج المحافظة منهم «130» حالة من محافظة حجة فقط.. ومع ارتفاع مؤشرات الإصابة بالمرض وعدد وفياته،حيث باتت مشكلة تؤرق الجهات المعنية والتي لا بد من استشعارها من قبل الجميع لوضع الحلول والمعالجات اللازمة لها.. كان لنا لقاء مع مدير المركز الدكتور علي الأهدل والذي عرفنا أكثر بحجم المعاناة وتلك المؤشرات وكانت حصيلته كالتالي:- أسباب كثيرة للإصابة {.. بداية حدثنا عن المرض وأسبابه؟ سعياً لإبراز مشكلة الفشل الكلوي وخلق وعي مجتمعي ولدى الجهات المعنية وكل المسئولين لوضع الحلول المناسبة لها فالفشل الكلوي هو أحد الأمراض التي تصيب الكليتين وينتج عنه نهاية توقف كلي أو جزئي لعمل الكلى أن تقوم بوظائفها وبالتالي ينتج عنه تراكم السموم في أنحاء الجسم ما يؤدي إلى توقف الكثير من الأعضاء الحيوية في الجسم ويعاني من هذا المرض أشخاص في أكبر الدول تطوراً أما الأسباب المؤدية للإصابة بالفشل فهي كثيرة جداً وهي تختلف من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى منطقة،وكثير من المرضى الذين يصابون به لا تتوفر لديهم الإمكانيات اللازمة للتداوي من بعض الأمراض أو مرض معين حال وجوده فيتم تأخير علاجه فيتفاقم معه ليظهر معه الفشل الكلوي كما ينتج من وجود الحصوات في الكلى والتهابات البول والترسبات الناجمة عن تلوث مياه الشرب أو الإفراط في تناول بعض العلاجات وبالنسبة للنساء يكون نتيجة أحياناً لتسممات الحمل والأمور التابعة لها وإلى غير ذلك أحياناً قد تظهر بسبب أمراضاً مناعية في الكلى ولايتم تشخيصه بالشكل المناسب والوقت المناسب وأحياناً يكون الشخص لديه مبادئ الفشل ويقوم بتأخير العلاج المناسب فيظهر معه كما أن هناك أمراض وراثية كالضغط والسكر وهذه كلها أسباب مباشرة وغير مباشرة لظهور مرض الفشل الكلوي.. كما أنه لا توجد هناك دراسة شاملة بطرق الإصابة المسببة لمرض الفشل الكلوي كما نفتقر إلى وجود برنامج توعوي للمواطنين لطرق الوقاية من هذا المرض ولماذا لايوجد فيرجع إلى عدم وجود الإمكانيات المادية للقيام بمثل هذه الخطوة والتي من شأنها ستوفر علينا الكثير وستقلل من الإصابة بهذا المرض. نعتمد على دعم الوزارة {.. ماهي الاستراتيجية القائم عليها المركز؟ للأسف لاتوجد لدينا أية استراتيجية تحدد احتياجات ومتطلبات المركز على مدى العام أو العامين القادمين وتجدد فيها الحلول المقترحة لأهم المشاكل والمعوقات التي قد تعترض استمرارية العمل في المركز والذي تطرأ عليه كل فترة وفترة تهديدات لتوقفه وهذه مشكلة ليست أمام وزارة الصحة فقط بل مشكلة الجميع سواء للجهات الرسمية والمعنية ومؤسسات مجتمع مدني ومنظمات وأفراد ونسبة المصابين به في ازدياد متواصل كل عام ولايمكن أن نظل نعتمد كلياً على دعم الوزارة لحلها والتي تصرف الملايين سنوياً لمحاولة توفير العلاجات اللازمة لاستمرارية العمل فيه للقيام بواجبه في تقديم خدمة الغسيل الكلوي للمرضى فيحتاج تضافر الجهود في سبيل ذلك. «46800» جلسة غسيل {.. كم يستقبل المركز حالات وما مؤشرات الإصابة بالمرض؟ مؤشرات الإصابة بالمرض في ارتفاع مستمر قد تصل إلى أكثر من «5%»كما أن هناك مؤشرات مرتفعة لعدد وفياته لأسباب مختلفة فمنذ العام 2000م حينما تسلمت الوزارة زمام المركز ودعمه كلياً ارتفعت حينها أجهزة الغسيل من «5» أجهزة إلى عشرة أجهزة بالإضافة إلى إمداده بأجهزة طبية حديثة وإمداده بالعلاجات اللازمة إلى العام «2006»م وصل عدد الأجهزة إلى «26» جهاز غسيل وازدادت معها فترات العمل حيث كان يعمل المركز سابقاً بفترتين على «10» أجهزة إلى أن وصلت إلى أربع فترات ما يعني «40» جلسة غسيل في اليوم «1200» جلسة في الشهر وبعد أن وصل عدد الأجهزة إلى «26» جهازاً مع ازدياد عدد المصابين بالمرض تزايد العمل فيه تصل إلى خمس فترات متواصلة في اليوم والليلة تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة صباحاً لليوم التالي أي «22» ساعة بما فيها أيام الإجازة الأسبوعية والعطل الرسمية والمركز في عمل متواصل ودون توقف لتصل إلى «130» جلسة غسيل في اليوم والليلة أي «3900» جلسة غسيل في الشهر الواحد و«46800» جلسة غسيل في السنة وهذا أقصى ما يمكن القيام به ومن المفترض ألا يتجاوز العمل فيه لعدد «004» مريضاً فيما نقوم بإجراء غسيل لعدد «065» مريض وهذا ما يعادل عمل الخمسة المراكز الغسيلية في عموم الجمهورية، مالم يتم هناك توقف خارج عن إرادتنا من توقف محطة الأجهزة أو تأخير عملية إمداد وتوفير أدوية الاستصفاء أو عطل لبعض الأجهزة نتيجة للضغط الكبير الذي تتعرض له وبذلك المركز أصبح يعمل بطاقة كبيرة وبفترات دوام إضافية. «065» مريضاً وطبيب واحد {.. كم يبلغ عدد الكادر الطبي في ظل تلك الجهود الكبيرة التي تقدمونها؟ للأسف ومع زيادة عدد المرضى والمصابين بالمرض وزيادة عدد جلسات وفترات العمل والغسيل إلا أنه يوجد لدينا طبيب واحد فقط بالمركز يقوم بعلاج أكثر من «065» مريضاً وهو الدكتور ماهر معجم كما أن ثلث الكادر الطبي بالمركز هم موظفون فقط وهناك ثلثان منهم غير موظف وهذه من ضمن العوائق التي تقف أمامنا فالميزانية التشغيلية للمركز غير كافية كما لا توجد بنود في اللائحة تسمح بأن نستقدم طبيباً آخر أو صرف مكافآت إضافة عمل كون الكادر الموجود يعمل على مدار «22» ساعة في اليوم دون توقف ولا يوجد لهم أية حوافز.. كما أني لم أجد سواء داخل أو خارج اليمن خدمة خمسمائة مريض وطبيب واحد فقط وهذا من أكبر الصعوبات في المراكز وهذا الأمر إلى الآن لم تدركه بعد وزارة الصحة والجهات المعنية فإلى حد كم يمكن لهذا الطبيب أن يعمل وأمامه هذا الكم الهائل من المرضى. خدمة إسعافية مجانية {.. مانوع الخدمة الطبية المقدمة وهل يوجد مرضى من خارج المحافظة؟ الغسيل الكلوي هي خدمة طبية مجانية إسعافية على نفقة الدولة ونحن في المركز نستقبل أحياناً زائرين غير يمنيين ويشكل نسبة «57%» من المرضى هم من سكان المحافظة و«52%» من المرضى هم من المحافظات القريبة «حجةالمحويت ريمة» وأحياناً يفدون من منطقة وصاب محافظة ذمار أو من مناطق أخرى.. ومع تزايد عدد المرضى والزائرين للمركز هناك استعداد لفتح وإقامة مركز غسيل آخر ليقوم باستيعابهم وتخفيف الضغط المتزايد على المركز وأجهزته وحفاظاً على سلامة أرواح المرضى. الغسل بنصف الجرعة اللازمة {.. كم عدد الجلسات الغسيلية اللازمة للمريض؟ من المفترض أن يغسل المريض ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل وصحياً يحتاج إلى مابين «21-61» ساعة غسيل في الأسبوع بينما يغسل المريض لدينا بنصف تلك الفترة المقررة طبياً وليومين فقط في الأسبوع وذلك نتيجة لقلة عدد الأجهزة الغسيلية وتوفر مواد الاستصفاء والعلاجات وزيادة أعداد المرضى وبذلك نحن نعطيهم أقل ما يتوجب لإسعافهم وهذا طبعاً ينعكس سلباً على المريض مايؤدي بالبعض منهم إلى الوفاة كما ينعكس سلباً كذلك على حالة المرضى الآخرين حيث تزيد بذلك معها نسبة تفاقم المرض ما يؤدي بالتالي للبعض إلى عدم مقدرته على الحركة وعلى الإنتاج والعمل فأكثر من «07%» من المصابين بهذا المرض هم معيلون ولو أنهم أخذوا حصتهم الكافية من العلاج والغسيل سنحصل على نسبة كبيرة من المرضى قادرين على العمل والإنتاج كما سيحدد ذلك أيضاً من زيادة عدد المرضى والوفيات. مشكلة الجميع {.. ماهي الصعوبات التي تواجهكم؟ الصعوبات كثيرة وأهمها التوقف أحياناً من إجراء الجلسات الغسيلية نتيجة تأخر إمداد المركز بمواد الاستصفاء وموازنة المركز تكلف الدولة الكثير ومبالغ هائلة تصل إلى مليون ريال يومياً والتي تقوم بتوفيرها مجاناً للمرضى حيث تصل سعر الإبرة الواحدة ل الأثروبوليتن التي تعطى للمريض أثناء الغسيل تكلف «أربعة آلاف ريال» ولا بد من تضافر الجهود لحل هذه المشكلة كما أن المركز ينقصه بعض الأجهزة وأنه كموقع ومبنى غير ملائم لاستقبال هذه السعة الكبيرة من عدد المرضى وعدم وجود أقسام طبية «بنك دم أسرة رقود جهاز كشافة عيادات». المركز هاجس المحافظة الدائم {.. هل هناك جهات أخرى داعمة لكم وما دور المحافظة؟ دور المحافظة مهم وملموس وتشكر عليه فحقيقة مركز الغسيل الكلوي وما يواجهه من صعوبات هو الهاجس الدائم لمحافظ المحافظة الاستاذ أحمد سالم الجبلي فهو يقدم له الكثير والكثير وسهل الكثير من الصعوبات أهمها توجيهاته لمؤسسة الكهرباء بعدم قطع التيار الكهربائي على المركز حيث الانطفاء يسبب له مشاكل كثيرة قد ينتج عنها حالات وفاة ونشكر المؤسسة لتجاوبها لتلك التوجيهات كما قدمت المحافظة دعماً للمركز بخمسة ملايين ريال ودعا الأخ المحافظ رجال الأعمال لتقديم المساعدة والمساهمة بالتبرع المالي لشراء مواد الاستصفاء في الأوقات الطارئة فنقدم له كل الشكر والامتنان ولكل الخيرين والمساهمين لما قدموه ويقدمونه من دعم لإخوانهم مرضى الفشل الكلوي سواء أفراداً أو مؤسسات وأول تلك المؤسسات التي حملت على عاتقها هم المرضى واستشعاراً للحالة الإنسانية لمساعدة المرضى هي جمعية الحديدة التنموية الخيرية برئاسة الأخ الدكتور أحمد محمد مكي فقد قدمت ولازالت تقدم الكثير من المساعدة وكذا جمعية إعانة مرضى الفشل الكلوي برئاسة الأخ أحمد سالم شماخ وكذا الأخ عيسى هاشم مدير مؤسسة الموانئ بالحديدة والذي قدم دعماً للمركز لعدد «0051» جلسة غسيل كما تم إنشاء بنك للدم في المركز بدعم من الشيخ أحمد صالح العيسي بمبلغ مليوني ريال كما قامت جمعية الحكمة والتي تواصلت مع أحد التجار القطريين وقامت بإنشاء مركزي غسيل كلوي على أسس علمية في منطقتي «القناوص وزبيد» وكذا ما قدمته جمعية دعم مرضى الدم. كما لا ننسى الدعم المقدم من الإخوة عبدالجليل عبده ثابت ومجموعة هايل سعيد أنعم والأخ عبدالحميد الصوفي مدير عام المؤسسة الاقتصادية ومن بعض المؤسسات كمؤسسة العاطف والزهراء وجمعية الخير وغيرهم يطول المقام لذكرهم حيث قدموا الكثير والكثير ومازالت أيديهم خصبة بالجود والعطاء ودعمهم سواء للمركز أو رعايتهم الصحية لبعض مرضاه. محافظة حجة بدون مركز وتكلفنا الكثير {.. هل توجد هناك جهات صحية غيركم تقوم بعملية الغسيل؟ للأسف لايوجد هناك أي مستشفى أو مركز صحي آخر يقوم فيه بعملية الغسيل عدا المركزين اللذين ذكرناهما ومن القصور الكبير عدم وجود مركز غسيل في محافظة حجة حيث يقوم مركزنا باستقبال عدد كبير من المرضى من هذه المحافظة يصل إلى «031» حالة وندعو قيادة المحافظة «حجة» ومجلسها المحلي إلى إنشاء مركز غسيل كلوي داخل محافظتهم. مشكلة أكبر منا {.. ما الرسالة التي تودون إيصالها؟ تم سابقاً وضع حجر أساس لبناء مركز غسيل كلوي متكامل مع عيادات طبية وذلك في مدينة 7 يوليو بمديرية الحالي وللأسف تعثر تنفيذ المشروع منذ العام 2002م لأسباب لا نعلمها ونتمنى تنفيذه مستقبلاً كونه سيعالج كل المشاكل والصعوبات التي تواجهنا كما نقترح تشكيل لجنة تضم في عضويتها كلاً من «مكتب الصحة العامة والسكان ومركز الغسيل الكلوي والمجلس المحلي بالمحافظة» وذلك للوقوف على مشكلة مركز الغسيل وعمل دراسة بحالته ووضع الحلول المناسبة والمقترحات لمعالجة كل ما قد يطرأ عليه مستقبلاً من صعوبات وعوائق، فنحن في المركز لا نستطيع أن نضع الحلول ونعالج الصعوبات بمفردنا وهي أكبر منا ومن مكتب الصحة.