منذ إنطلاقة الثورة اليمنية الخالدة 26سبتمبر 62و14 أكتوبر 63م كان للأغنية الوطنية مساهمة بارزة: تمثلت بالعديد من الإبداعات التي صاغها فنانو اليمن الكبار بدءاً من أحمد بن أحمد قاسم واسكندر ثابت وعلي الأنسي وأحمد السنيدار والمرشدي وعطروش وغيرهم ممن قدموا عطاءات معروفة في هذا المجال. فعند إنطلاقة ثورة 26سبتمبر: التحم فنانو اليمن من صنعاءوعدن وغيرها من المدن اليمنية في إبراز هذا الحدث الكبير وتبيان أهدافه التحررية وشرح نضالات أبناء الشعب ودورهم في إنجازه: فغنى المرشدي ومحمد سعد عبدالله واسكندر ثابت وفرسان خليفة للثورة الوليدة وجاءوا من عدن لتقديم أغنيات وطنية للجماهير مباشرة من خلال احتفالات فنية أقيمت في صنعاء وتعز وغيرها من المناطق أو من خلال تقديم تلك الأعمال عبر إذاعة صنعاء، ولأن الأغنية الوطنية كانت جديدة في مضمونها، ووقعها في نفس المستمع، ووليدة الحدث فقد أثرت كثيراً في نفسية المواطن ولعبت الدور المناط بها في إبراز أهمية الثورة وتجسيد معاني الحرية والانعتاق من جبروت الحكم الإمامي. ولذلك نجدها حتى اليوم مرتبطة بوجدان الجيل المعاصر للثورة.. وعندما انطلقت ثورة 14أكتوبر في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني وعملائه صاغ الفنانون اليمنيون وشعراء الأغنية لوحة جميلة تتغنى باليمن والدور النضالي للحركة الوطنية اليمنية بتنظيماتها وأحزابها المكافحة، فسمعنا برع ياستعمار وأنا يمني وغيرها من الأعمال الرائعة.. لذلك تحدث الكثيرون من رموز الفن في بلادنا عن الدور الإيجابي والوطني الذي لعبته الأغنية الوطنية، وبين يدي مساهمة للأستاذ علي سيود مدير إدارة الثقافة في أبين حول هذا الموضوع يقول فيها: «عندما انتصرت ثورة 23يوليو 52في مصر، كان لانتصارها أهمية في فتح آفاق رحبة لنمو الحماس الثوري والقومي لدى الشعب العربي الذي كان يرزح تحت وطأة الاستعمار، ومع تصاعد نضالات الجماهير العربية التي عانت من ويلاته وقهره، تفاعل شعبنا مع تلك النضالات وتهيأت الظروف عند ذلك لبروز أغنية وطنية تسهم في التحريض ضد المستعمر متخذة في بدايتها أسلوب الرمزية خوفاً من بطش الاستعمار، ومع قيام ثورة 26سبتمبر 62و14 أكتوبر63 المجيدتين تحولت الأغنية الوطنية إلى أسلوب المباشرة، حيث ساهمت بدور فعال في الهاب الحماس ودعوتها الشعب إلى الالتفاف حول الثورة اليمنية، وترجمت تفاعل الشعب العربي لثورته في قوالب غنائية مؤثرة وبالغة التأثير، ولم يقتصر ذلك العطاء على هذا الدور، بل بادر الفنانون إلى إقامة الحفلات الفنية ليعود ريعها إلى مشاريع البناء والمنجزات. ويضيف «لقد لعبت الأغنية الوطنية في بلادنا، دوراً هاماً في النضال من أجل إقامة اليمن الجديد والدفاع عن ترابه واستقلاله ومنجزاته الوطنية، وكان بعضها قد خلا في البداية من أي اتجاه سياسي أو نظري ونبع أساساً من مشاعر وأحاسيس المبدعين المندفعة من حب الوطن ومآزرة ثورته. لذلك نقول إن الأغنية الوطنية قد عبرت عن كثير من الأحداث الوطنية وظلت شاهدة ومعبرة عن نضالات الشعب، وهي اليوم ينبغي أن تجسد عظمة الوحدة المباركة وتدافع عن مكتسباتها تحت قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح. لجان تقييم مع كل مناسبات الوطن الوطنية تقام في المحافظات احتفالات فنية تعبيراً عن أهمية المناسبات وابتهاج الناس بها، هذه الاحتفالات دعونا أكثر من مرة أن تكون مناسبة لتقييم أداء الفرق الفنية في المحافظات ورصد التطور الذي حدث كل عام في إطار عطاءاتها، وجعلها أيضاً مناسبة لمنافسات فنية بين المحافظات، ودعوة أن تشكل لجان تقييم مسؤولة ومتخصصة تبين كل عام ومع انتهاء الفعاليات.. كيف تفاعل الفنانون والموسيقيون والشعراء مع مناسبات الوطن وماهي الفرق الفنية المبرزة.. من هم الفنانون الذي قدموا أعمالاً مجسدة للمناسبات.. وأي المكاتب الثقافية أكثر حضوراً .. الخ. الأمر في غاية السهولة أن نجعل من احتفالاتنا الفنية كل عام فرصة للتنافس على تقديم الجديد، بنفس الإمكانيات المتاحة، ولاينقص ذلك إلا تشكيل لجنة تقييم أداء تقدم تقريرها نهاية كل عام لكي تقيم الجهات المختصة بعد ذلك حفلاً تمنح فيه الفائزين والمبرزين في تلك الاحتفالات الشهادات التقديرية.