أول تجربة لليمن كانت نتاجاً لعام دراسي كامل لدراسة اللغة الألمانية في بعض المدارس التي تم اختيارها كمدارس لشركاء المستقبل، انتهى العام الدراسي الماضي وقبل أن يبدأ العام الحالي كان قد جرى تنفيذ الدرس المهم والأهم لدراسة اللغة الألمانية والمتمثل بالمشاركة بالمنحة الدراسية ل21 طالباً وطالبة يمنية من مدارس أمانة العاصمة بمشاركة العديد من الدول المختلفة من أنحاء العالم، التجربة حسب ما رواها لنا الطلاب المشاركون قد أعطتهم دافعاً قوياً نحو التعليم ليس فقط لتعلم اللغة الألمانية وإنما للتعلم بشكل عام.. إضافة إلى أن للمشاركة وجهاً آخر جعلت العالم الآخر يتعرف إلى اليمن واقصد بالعالم الآخر هو أطفال وطلاب دول في أوروبا وأمريكا لم يكونوا يعرفون عن اليمن شيئاً حتى وجدوا طلاباً يمثلون هذه الدولة ليطرحوا أسئلتهم لهم عنها، ليكون الرد على الأسئلة باباً مفتوحاً لأمنيات وعد أولئك الطلاب بتحقيقها وزيارة اليمن.. التجربة التي كانت مليئة بكثير من المغامرات. البداية كانت مع السيدة كاترين فيتس خبيرة اللغة الألمانية في اليمن مديرة المشروع التي قالت: إن هذه المنحة التي قدمت للطلبة اليمنيين تأتي في إطار مشروع مبادرة "المدارس: شركاء المستقبل" والاتفاقية الموقعة ما بين وزارة التربية والتعليم ومعهد جوته من أجل تدريس اللغة الألمانية في المدارس الثانوية في اليمن فقد تم منح 12 طالبا وطالبة من الصف الأول والثاني الثانوي منحا للمشاركة في دورات شبابية مكثفة لتعلم اللغة الألمانية في ألمانيا، بواقع ثلاث طالبات من مدرسة رابعة العدوية وثلاث من مدرسة أروى وواحدة من مدرسة 17 يوليو وخمسة طلاب من مدرسة بلال بن رباح، وكانت تكلفة الدورة بقيمة 47253 يورو ما يعادل 65446 دولاراً. واضافت: إن هذه الدورات تقام سنويا في ألمانيا للطلاب الشباب الذين يتعلمون اللغة الألمانية خارج ألمانيا من كل أنحاء العالم من أجل جذبهم وتشجيعهم لمواصلة تعلم اللغة الألمانية والتعرف على ألمانيا وثقافتها وربطهم بشبكة ليتمكنوا من التواصل فيما بينهم كل في مدرسته وفي بلده،حيث قمنا نحن في اليمن ولأول مرة باختيار المتميزين عن طريق اختبار وضع من قبلنا وتم اختيار 12طالباً وطالبة من بين طلاب المدارس المشاركة. وقالت: تم اقامة الدورات في ثلاث مناطق مختلفة في المانيا، حيث شاركت الطالبات في دورة أقيمت في مدينة جلدرن بالقرب من مدينة دوزلدورف في منطقة فالبيك بمشاركة 58 طالباً وطالبة من 14 دولة مختلفة، فيما سافر ثلاثة من الطلاب الى مدينة برلين في منطقة شلختنزي بمشاركة 48 طالباً وطالبة من 11 دولة مختلفة، فيما سافر طالبان إلى مدينة هانوفر في منطقة فارنهولتس في نفس الفترة بمشاركة 79 طالباً وطالبة من 18 دولة من مختلف دول العالم. تنظيم دقيق ونوهت الى التنظيم المسبق للدورة الذي غلب عليها طابع الدقة لضمان الاستفادة القصوى من الدورة وقالت: تم التنسيق بحيث يكون السكن مع الفصول الدراسية في نفس المبنى مرفقا بمطعم وقاعات اجتماعات وغرف للوسائل الترفيهية. كما كان نظام السكن في كل غرفة من ثلاث إلى أربع طالبات من جنسيات مختلفة ليتم التخاطب والتواصل فيما بينهن باللغة الألمانية لكي تحصل الفائدة، وكذلك الحال مع الفتيان غير أن الطالبات اليمنيات تم إعطاؤهن غرفاً خاصة تلبية لرغبة الأهالي. برامج متنوعة واشارت إلى أنه إلى جانب البرامج العلمية الدراسية في الفصول المجهزة بكل الوسائل التعليمية الحديثة وتحت إشراف أساتذة متخصصين وذوي خبرة طويلة في مجال تعليم اللغة الألمانية للشباب، فقد اشتملت الدورة على برامج ثقافية كعرض الأفلام وإقامة المسرحيات والمسابقات الثقافية ونشاطات متعددة مثل الرسم وإنشاء اللوحات الحائطية وغيرها.. إلى جانب البرامج الترفيهية كبرامج رياضية متعددة مثل مسابقات الجري وكرة القدم والسباحة وكرة الطائرة والسلة والتنس واليد والريشة ولعبة البلياردو والجيم التي كانت متوفرة في نفس المبنى أو متاحة في ملاعب خاصة قريبة من المبنى. عوضا عن تنظيم الرحلات اثناء عطلة نهاية الاسبوع حيث قام الطلاب والطالبات بزيارة عدة مدن ألمانية أخرى مثل مدينة دريسدن ومدينة بوتسدام بالنسبة للمشاركين في برلين وزار المشاركون في فارنهولتس كلاً من مدينتي هامبورج وبريمرهافن وقامت المشاركات في فالبيك بزيارة مدينة كولن وآخن وبوخوم. نتائج إيجابية مضيفة: إن الدورة قد عززت من ثقة الطلاب والطالبات بأنفسهم وأعطتهم أملا للمستقبل ودفعة قوية نحو تحقيق النجاح كما وسعت من مداركهم كما تعلموا أيضا كيفية مواجهة التحديات والصعوبات بحكم أن التجربة كانت عليهم جديدة. وكما كان المشاركون في الدورة من مختلف الدول وبثقافات متعددة فلقد سنحت الفرصة في الاندماج مع الآخرين، والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم على اختلافها، واكتساب صداقات جديدة من كل أنحاء العالم، مما مكنهم من تعلم التسامح مع الثقافات الأخرى وتقبل الرأي الآخر. لقد كانت الرحلة في غاية الإثارة والمتعة ومليئة بالفائدة، كما حققت أثرا بارزا في حياتهم حسب تعبيرهم، من حيث انها زادت من قدراتهم في كيفية التمييز وكيفية الاختيار الحسن بين الأمور، وساعدت في تنمية إحساسهم بالوقت والشعور بأهميته وبالتالي استغلاله جيدا، كما زادت من حماسهم في تعلم اللغة الألمانية والاهتمام بالمواد الأخرى أيضا من أجل تحقيق النجاح وإحراز الدرجات العالية، ليتمكنوا من مواصلة دراستهم الجامعية في ألمانيا بحسب ما قال الطلاب انفسهم، وفعلا ً إن مثل هذه الرحلات لا تحفز الطلاب في الاجتهاد في مادة اللغة الألمانية وحسب بل تزيد أيضا من حماسهم في الاهتمام بالمواد الأخرى والسعي نحو تحقيق نجاح وتعلم كيفية تولي المسؤولية لمستقبلهم، وهذا جل ما نرغب فيه جميعا وهدف تربوي يسعى نحوه كل التربويين.. وجدت التجربة تقبلاً من قبل المسؤولين في الوزارة والمدارس واولياء الامور ووجدنا ترحيباً كثيراً ولا يوجد أي عوائق عن تفعيل نشاط اللغة وهو نشاط نفس النشاط التربوي، وسنعمل على ادخالها كمنهج دراسي رغم أن البداية الآن ماتزال صعبة نوعا ما، ونحن الآن نسعى إلى اعداد المدرسين وعملنا مع وزارة التربية والتعليم على طلب 25 وظيفة ستوزع على المحافظات التي يعمل فيها المشروع كل خمسة مدرسين في محافظة. وكتقييم للمشروع قالت: كمرحلة اولى سيعمم المشروع على 25 مدرسة في اليمن وقد تم تأهيل المدرسين ووضع الخطط لذلك، ووضعت للقسمين ثانوية علمي وادبي الاول والثاني الثانوي، لكي يمكن الطالب من المقدرة على تعلمها ويستطيع أن يجمع بين اختياره في القسم الذي يريده وبين مجال تعلم اللغة التي يريدها ولا يكون الاختيار على حساب رغبته في الالتحاق بالتخصص العلمي. شوط كبير الأستاذ يحيى الزهيري مساعد مديرة المشروع قال: المشروع بدأ في خمس مدارس في امانة العاصمة وكان لادارة المشرع ممثلة بالسيدة كاترين ان نشط المشروع اكثر كإعطاء الدورات التدريبية للمدرسين والاهتمام بالطالب مما ساهم في ان يقطع المشروع شوطا جيداً في المدارس اليمنية المستهدفة اما عن التجربة والمنحة التي قدمت للطلاب للذهاب الى ألمانيا رغم انها كانت في وقت متأخر حيث كان من المقرر ان تعقد العام الماضي لكن لأسباب تأخر المشروع كانت هذا العام وهي الأولى بالنسبة لليمن، وكانت من التجارب الناجحة واعطي الطلاب فيها الفرصة الكاملة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ونأمل ان شاء الله ان يعمم المشروع على الخمسة والعشرين مدرسة في معظم المحافظات اليمنية، وقد سعى المشروع الى توظيف 25 مدرساً ومدرسة ليكتمل المشروع في هذه المدارس وقد تم توظيف 5 منهم الى الآن. وقال: إن الدورة التي شارك فيها الطلاب اليمنيون الى ألمانيا قد اعطت عن الطالب اليمني بأنه متفوق، سريع الاندماج بالمجتمعات الأخرى شارك مع اكثر من 58 طالباً من اكثر من 11 دولة من مختلف قارات العالم، اعطت الدورة دافعاً للطالب اليمني للتعليم، وتطوير قدراته واعطته الثقة بالنفس بأن بمقدوره أن يكون أكثر انضباطا وأكثر حرصا على التعلم والابداع. محدودة الانتشار الأستاذة سبأ عبدالرحمن القوسي مدرسة للغة الالمانية واحدى المشرفات على الطالبات اثناء ذهابهن الى المانيا في الدورة الاولى، قالت: إن اللغة الالمانية من اللغات الشيقة التي زاد انتشارها في اليمن مشروع شركاء المستقبل الذي كان الدافع القوي الذي زاد من فرص تعلمها في اوساط الطلاب الى جانب ان توفر الطرق والوسائل التعليمية الحديثة التي وفرتها ادارة المشروع من اجل تدريس اللغة قد زادت من فرص انتشار هذه اللغة في المدارس اليمنية، رغم ان اللغة الالمانية من اللغات المحدودة الانتشار نظرا لصعوبتها مع انها في الحقيقة عند من يمارسها ليست بالصعوبة التي يتصورها الكثيرون، ولذلك تجد ان الاقبال عليها في الجامعات اليمنية قليل جداً وحتى إن عدد الطلاب الذين يلتحقون بالقسم الخاص بها في الجامعات لا يكون بنفس العدد الذي يتخرج من القسم نفسه. نشاط المشروع لكن مع بعض المنح التي بدأت الآن تقدم والتي وفرتها بعض المنظمات الالمانية والمشاريع الالمانية وجد اقبال على تعلم اللغة الالمانية كل هذا الى جانب توفر الدعم المادي والمعنوي الذي ساهم الى حد كبير في فرص تعلمها، كما ان نشاط مشروع تعلم اللغة الالمانية في المدارس اليمنية يعتمد على الدورات التي يقدمها المشروع كما ان اللغة الالمانية يجب ان تفعل بالمخاطبة والحوار لتكون اكثر حركة ونشاطاً بدلا عن ان يظل تعلمها بالكتب وتصبح جامدة واعتقد ان ذلك سيسهم في سرعة انتشار هذه اللغة اكثر في الدول التي يعمل فيها هذا المشروع. تجربة وقالت: إن مرافقة الطالبات للمشاركة في الدورة التي اقيمت في المانيا كانت ناجحة وهي تجربة فريدة من نوعها، رغم انها كانت مخيفة في بداية الأمر لكن مشجعة ومحفزة وكانت مرافقتي للطالبات للاشراف عليهن وارشادهن وكيفية مراعاة الفوارق بين كل حضارة واخرى وكيفية المحافظة على العادات والتقاليد وكيف يمكن أن تنقل تلك الطالبات الصورة المشرقة عن الطالبة اليمنية وفعلاً كانت تجربة فريدة من نوعها وكانت الطالبات خير من يمثل الطالبة اليمنية وجدت ذلك من خلال التفاعل مع الطالبات الأخريات من بقية دول العالم وهذا يدل على ان اختيار الطالبات كان اختياراً مميزاً وكان موفقاً من قبل المشرفين على المشروع، وكانت الدورة فرصة لزرع الثقة بالنفس والشجاعة بين اوساط الطالبات.. ومن الاشياء التي كانت مرافقة هي التخوف وهو تخوف مبالغ فيه، لكن مع وصولنا الى المانيا كان الوضع مختلفاً تماما ولم يكن الوضع مخيفا بالقدر الذي تصورناه، أو تصوره اولياء الامور، ومما ساعد على ذلك الانضباط بالوقت والقوانين والانضباط بامور كثيرة، واستقبل الطلاب اليمنيون زملاءهم بثقة زائدة ووجدناهم اشد حرصا على الانضباط والتعلم وهذا زادنا ثقة بمقدرة الطالب اليمني على حب الانضباط والمساعدة عليه. أهم الفعاليات كانت فكرة اقامة فعاليات وانشطة فكرة جميلة جدا وكانت هي الجامع المشترك بين مختلف الفئات العمرية كانت تساهم في احتكاك الطلاب مع بعضهم البعض ساهمت في زرع الثقة بالنفس والمساعدة على تعلم اللغة اكثر، وكان من الفعاليات الزيارات الميدانية كزيارة المدينة التي كنا فيها وقسمت الطالبات الى مجموعات وكان الطلاب اليمنيون قد قدموا صورة واضحة عن اليمن وكان هناك انشطة مشتركة وانشطة فردية لكل دولة ومن الانشطة المشتركة اللعب مثلا، لعبة واحدة تختلف في قواعدها من دولة الى اخرى، مثل كرة السلة أو القدم وكانت الأمور تناقش من باب المتعة، وهذا ازال الاحتكاك بين الطلاب واصبح بمقدور الطالب ان يتعامل مع زملائه بدون اللجوء للمشرف لمساعدته.. وكانت ابرز تساؤلات الطلبة عن سبب ارتداء الطالبات الحجاب وقد لاقى الجواب احترام الآخرين وتقديرهم رغم أن الطالبات لم يكن لديهن الخبرة الكافية عن الحجاب ولكن كان ردهن من قناعة لديهن ووجدت تلك الاجابات رضا الجميع. قبل الدورة وقالت: انه تم الاجتماع بالطلبة قبل مغادرتهم الى المانيا بالمشرفين والمسؤولين في وزراة التربية والتعليم، كما اجتمعت بهم كمشرفة مرافقة وتم اعطاؤهم التعليمات اللازمة من اجل ان يكون لديهم فكرة مختصرة عن الموقف الذي سينطلقون اليه، ومن اجل ان يخرج الطلاب بفائدة من هذه الزيارة وكيف يمكن ان يكون هناك حوار حضاري، كل يتقبل الآخر ويسمع من الآخر ويحترم وجه نظر الآخر وان المهم والأهم من كل هذا أن الغرض هو كيف يتعلم الطالب ويتعرف على المحيط الخارجي، وكيف يمكن ان يكون للطالب الامكانيات الكافية والثقة بالنفس ليعبر عن وجهة نظره، مع وجود الاحترازات والتعليمات التي تهمنا نحن كمجتمع مسلم محافظ، وكتجربة وجدنا انها كانت مدروسة من قبل المشروع والأصدقاء الألمان استفاد منها الطالب بما يخدم حاجته وحاجة مجتمعه بما يتوافق مع حياته ومحيطه ومجتمعه الذي يعيش فيه ولإدارة المشروع الشكر ممثلة بالسيدة كاترين على ما تقدمه من خدمات وجهود لتطوير التعليم في اليمن. فرصة للتعلم جلست مع احدى الطالبات المشاركات التي كان حديثها عن الدورة مختلفا باعتبارها فتاة ترى للتجربة نظرة غير نظرة الطالب.. الطالبة ايمان المقحفي التي حدثتني عن اللغة الالمانية وبدايتها معها وقالت: كانت بدايتي مع اللغة الالمانية صعبة بعض الشيء لكن مع مرور الوقت ومرور فترة معينة تحسن الوضع، لم يكن الاقبال كبيراً على اللغة الالمانية ولم يكن هناك تقبل لها لأنها ليست ضمن المنهج، ساهم في التعليم ان عدد الطلاب في الفصل الواحد كان مناسبا وكان الفصل في المدرسة ينقسم الى قسمين قسم يتعلم اللغة الالمانية وقسم يتعلم اللغة الفرنسية، المدرسة كانت مهيئة ومجهزة بالوسائل التعليمية المطلوبة، وكانت فرصة التعلم للغة الالمانية كبيرة وكان لها اثرها الكبير وكانت الاستفادة الكبرى من خلال الدورة التي اقيمت في المانيا. الشكر لوالدي هي من المواد التي كنت منجذبة لتعلمها وكان لدي الرغبة لتعلمها ودفعني الجد والاجتهاد للحصول على فرصة الحصول على دورة لتعلمها في المانيا بطريقة اخرى حديثة الى جانب انها كانت زيارة ترفيهية ثقافية، والشكر الكثير لوالدي اللذين كانا متفهمين لذلك وشجعاني في ذلك.. وقالت: لقد استفاد الطلاب منها كثيرا سواء انها ازالت حاجز الخوف وزادت من ثقتهم بنفسهم .. وهناك دراسة مكثفة وفرص تعلم اكثر للغة الالمانية وتعرف على الحضارات وكانت فرصة ليتعرف كل طالب على المجتمع الذي يعيش فيه الطالب الآخر. تفهم وإعجاب اضافت: كان الحجاب هو السؤال الذي كان يطرح اولا علينا، ولاقى احترام هؤلاء الطلاب وتقبلاً كبيراً، وكانت هناك طالبات كثر محجبات كالطالبات الاندنوسيات وغيرهن واعتقد انها كانت فرصة لاخذ انطباع جيد عن الحجاب.. كما كانت فرصة ليتعرف هؤلاء على اللغة العربية التي لم يكونوا يعرفون عنها شيئا، كما كانت هناك انشطة وفعاليات كثيرة وكانت البرامج مكثفة سافرنا فيها لمدن المانية وتقسمنا عبر مجموعات لزيارة مدن مختلفة من اجل استكشاف تلك المدن وكانت هناك فرص للتعرف على زميلات من مختلف الدول وكل واحد منا شرح للآخر على بلده وماهي الثقافات التي تتميز بها كل بلد وكانت فرصة لي لأتكلم عن بلدي اليمن، وكانت الدورة ناجحة بكل المقاييس وستكون خطوة جيدة في مستقبل الطلاب المشاركين. عائق وقالت: من الأسف الشديد أن المدارس التي تدرس اللغة الالمانية للفتيات تدرسها للصف الاول الثانوي وبعدها من يريد ان يواصل الدراسة للغة الالمانية عليه ان يلتحق بالقسم الأدبي ليواصل الدراسة اما من كانت رغبة مواصلة دراسته في القسم العلمي فانه لا يستطيع ان يجمع بين القسم العلمي وتعلم اللغة الالمانية واملي ان يأخذ هذا الامر بعين الاعتبار وان يتم مراعاة ذلك وان تعمم الدراسة على القسمين املا بأن الطالب لا يكون اختياره على حساب مستقبله. نقاش مشترك بعدها كان لي ان التقيت بعدد من الطلاب المشاركين في الدورة، جلست معهم على طاولة واحدة كل يحدثني كيف مرت تجربته، ووجدت لسؤالي اكثر من اجابة اختلفت في بعض الأسئلة واتفقت في أخرى.. والأهم هو ما وجدته من روح معنوية عند مقابلتي لهم، محاولة منهم لاثبات انهم كانوا خير من يمثلون الطالب اليمني بين تلك الجنسيات التي جلسوا معها الطلاب محمد اللساني وادريس الشيباني وموسى الطيري واسماعيل الحاضري وراجي الحرازي.. تحدث إلي الطلاب على شكل مجموعة وجرى بيني وبينهم نقاش طويل حول التجربة التي خاضوها في ألمانيا، كان حديثا شيقاً عن اللغة الألمانية كيف وجدوها فتباينت اجاباتهم مابين أنها من اللغات الصعبة إلى السهلة أو من قال بأن تعلمها ليس من الصعوبة التي يتصورها بعض الطلاب.. البعض قال إن وجود المدرسين الاكفاء إلى جانب توفر وسائل التعليم الحديثة قد اعطت الفكرة الطيبة عن اللغة الالمانية. التعريف باليمن اعتبرها الطلاب رحلة مميزة وكانت اول رحلة لتعلم اللغة والترفيه معاًَ كما اعطتهم فرصة للنقاش والحوار مع جنسيات مختلفة ووجهت لهم اسئلة كثيرة كما وجهوا هم اسئلة كثيرة لعدد من الطلاب الذين كانوا معهم، كانت اغلب الاسئلة الموجهة عن اليمن وأين موقعها؟ والثقافة والحضارة التي تتميز بها؟ وكان الطلاب على حد قولهم معي كل يحاول أن يظهر بلده للآخر ويشرح ماهو موجود فيها وكل كان يتشوق لزيارة بلد الآخر رغم أن اللغة كانت ضعيفة لكن استطعنا أن نقدم شيئاً عن اليمن.. وقالوا بأن اللغة الالمانية لم تكن هي وحدها حاضرة الموقف وانما كانت هناك لغات مرافقة دعت الضرورة لاستخدامها كاللغة الانجليزية التي كان اكثر الطلاب يتحدثون بها.. والمهم من كل هذا اننا استفدنا من اللغة الألمانية كثيراًَ. نقلت عن اليمن عن سؤالي عن ما قدمه الطلاب عن اليمن من مشاهد فقالوا: ان الزي اليمني والرقصة اليمنية الشعبية (البرع) التي تعد من التراث اليمني ومن العادات والتقاليد اليمنية.. وعبرنا عن ثقافتنا بما يتناسب مع واقعنا، كانت الحفلة التي قمنا بها من الحفلات التي نالت اعجاب الجميع وما ادهشهم كثيراً هو الزي اليمني والتراث اليمني وقد تجمع الكثيرون لأخذ الصور معنا، ونعتقد ان الانطباع الجيد قد اخذ عن اليمن وبشكل عام وجدنا تفهماً واحتراماً منهم لعاداتنا وتقاليدنا ولعقيدتنا الاسلامية وكانوا اشد حرصا منا على اتاحة المجال لنا لنقوم بما نريد ان نقوم به من اداء الصلاة وغيرها، وذهبنا لاداء صلاة الجمعة في احد المساجد بألمانيا.. ومع هذا وذاك ونحن اثبتنا لهم اننا اكثر نظاما وانضباطا وحرصا وعكسنا لهم صورة غير التي كانت في عقولهم عن الإنسان العربي اليمني المسلم، لقى ذلك الدهشة والاستغراب وشد الانتباه وكونت صورة جميلة عن الإسلام والمسلمين. زيارة اليمن وأضاف الطلاب: كثير من الاصدقاء من جنسيات مختلفة أبدوا رغبتهم وشوقهم لزيارة اليمن ووعدونا بذلك، وجدنا أن اكثر ما شدهم من التاريخ اليمني هو دار الحجر الذي قدمنا لهم نبذة عنه وقدمنا لهم صوراً عنه الى جانب حصن الغويزي الى جانب الكثير من المناطق التاريخية اليمنية.. قدمنا لهم هدايا من التراث اليمني كالجنبية التي كانت من الهدايا المميزة التي عكست حضارة اليمن واهل اليمن وكرمهم في تقديم هدايا تمثل الجمال والقيمة معاً، برغم ان من الطلاب من لم يسمع كلمة عن اليمن أو يعرفها وكثير من البلدان العربية التي لم يسمعوا بها الى الآن وهذه هي المرة الاولى التي سمعوا بها وقمنا بتعريفهم بها على الخارطة وشرحنا لهم كثيراً عن اليمن. مدن ألمانية زرنا معالم ألمانية كثيرة وزرنا مدناً وسرنا في شوارع المانيا وتعرفنا على الثقافة الالمانية والحضارة الالمانية والتقينا بعائلات المانية وشدنا مدى الاحترام والتقدير والكرم الذي قوبلنا به، وقد قدمنا لهم دعوات لحضور الحفل الذي قمنا به في مقر السكن وجاء الكثيرون لحضور حفلنا.