يهدد ارتفاع سعر صرف العملة الاوربية الانتعاش الاقتصادي المتعثر لاوربا ويجتمع وزراء مالية 16 دولة بمنطقة اليورو اليوم الاثنين في لوكسمبورغ لبحث كيفية الخروج من خطط الحفز الاقتصادية التي بدأتها الدول الصناعية لإحياء اقتصاداتها وإنهاء الركود الذي مضى عليه عامان. ويخيم حاليا على الاجتماع مشكلة ارتفاع سعر صرف اليورو الذي يجعل الصادرات الأوروبية أقل منافسة في الأسواق الأخرى.. ووصل سعر صرف اليورو الخميس إلى أعلى مستوى له في 14 شهرا ليسجل 1.4968 دولارا وزيادة ب18 % منذ مارس/آذار الماضي. وقال رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر إن هناك خطرا من أن يؤدي ارتفاع اليورو بنفس المستويات التي سجلت في الأسابيع الماضية إلى إبطاء النمو الاقتصادي في أوروبا. ورغم أن يونكر قال إنه لا يساوره قلق شديد من المستوى الحالي للعملة الأوروبية التي لا تزال أقل من 1.60 دولار، وهو المستوى الذي وصلته في يوليو/تموز2008، إلا أن ملاحظاته جاءت بعد تحذير لرئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه أكد فيها أن الاضطراب المفرط في أسعار الصرف هو عدو للاستقرار.. وهناك خشية في أوروبا من أن واشنطن ترغب في استمرار ضعف الدولار على المدى القصير لدعم صادراتها وخفض قيمة ديونها.. في الوقت نفسه تنتقد الولاياتالمتحدةالصين بسبب “عدم مرونتها” إزاء مسألة سعر صرف عملتها التي انخفضت بنسبة 6.9 % مقابل الدولار منذ فبراير/شباط الماضي وبسبب بنائها لاحتياطي ضخم من العملات الأجنبية. وقال مايكل بنغاد في جامعة لندن إن صناع السياسة بالولاياتالمتحدة معنيون أكثر بالصينيين وليس بالأوروبيين في هذه المسألة.. وأضاف أن خفض سعر الدولار يعني خفض ديون الولاياتالمتحدة وأن دولة مثل الصين التي لديها كميات كبيرة من الأصول الدولارية ستتأثر أكثر من غيرها حيث سيصبح ما لديها من هذه الأصول أقل قيمة. وحذر من أن دولا أخرى قد تحذو حذو الولاياتالمتحدة وتسعى إلى خفض عملاتها مما سيؤدي إلى ارتفاع التضخم العالمي. وقالت فيرونيك ريش فلور الاقتصادية ببنك سوسيتي جنرال الفرنسي إن آثار ضعف الدولار على أوروبا ضعيفة حاليا بسبب ضعف النمو الاقتصادي وضعف الصادرات بسبب الركود العالمي لكنها قد تمثل “مشكلة كبيرة” على المدى المتوسط.. وأضافت أنه بعد أن سجل التبادل التجاري لمنطقة اليورو عجزا بأربعة مليارات يورو في أغسطس/آب الماضي من فائض وصل إلى 12.3 مليار يورو في يوليو/تموز فإن ارتفاع سعر صرف اليورو يهدد باستمرار هذا الاتجاه. وقالت إن موقف أوروبا أيضا سيعاني في آسيا بسبب ربط العملة الصينية بصورة غير رسمية بالدولار بمعنى أن ارتفاع اليورو مقابل الدولار يعني أيضا ارتفاعه مقابل اليوان. وتقول المفوضية الأوروبية إن ارتفاع قيمة الدولار بنسبة 10 % بالمعنى الحقيقي مقابل الدولار يعني انخفاض الصادرات بنسبة 2.5 % في عامين.