شارف الفجر على الطلوع.. ناثراً خيوطه في سماء ذلك الليل البهيم.. معلناً مشيب يوم ماضي مجدداً لحياة ملؤها النور.. وأوشك قلبي أن يصرخ بين جوانحي.. لعل قلبي قد أيقن أخيراً ماذا يريد. ولعل شهوراً طول أسكنتني في ظلمة الغيرة والوهم.. وعلاما أضعت من عمري ليال طول كان لي إن أحيا بها في سعادة.. قلبي يرجف في صدري وكأنه عصفور قد ملأ جناحه ماء لينفشه في خفة بالغة.. آه ما أسعد قلبي بكلماتك الحنونة الهانئة.. جنة الحب نحن من يصنعها بأيدينا. نفس الليل وسكونه وهو نفس الشخص وهي هي الظروف والمكان لكن الإحساس تغير.. المفهوم أصبح أوسعاً والغيرة ماتت ليس لأني لم أعد أنثى لكنني تأكدت الآن إن عمري لن يعود مرة أخرى. ولن أستطيع أن أغير قوانين الزمان.. بل جال بخاطري أن أعيش بهذا المستوى من الحب.. وأترك نصف الكوب الفارغ لا أرى المملتيء منه.. وحدثت نفسي بأن أكون مفرطة بالحب حتى يعود عليا.. واتخذت قراراً أظن أنني المستفيد الوحيد منه.. ولعله قاسياً لكنه أفضل من لاشيء وسيحيا بقلبي لا أنتظر عطاء.. إلاّ من قلبي.. وعهدت روحي وقلبي ألا يبكيا بعد بكاء الأمس.. بل سأترك كل شيء يدعوهما للبكاء.. المعذرة منك ياقلبي كم أحزنتك. وكم تركتك ليال طول في هم صنعت ذلك بيدي.. قلبي.. أعرف الآن أنك سعيد جداً.. وعليك ألا تتخلى عن السعادة مهما كان الأمر.. كن دائماً كما العين لاتسترجع ماأنزلت وإن كان عزيزاً عليها.. وحينها ستغرد في سماء الحب ناسياً كل همومك. لأن الحب لحظات والحزن سنوات.. فلاتدع لحظاتك تمر من عمرك إلا وقد عشتها.. الحب صنعتك فأبدع وعلم كل من يمر في طريق حياتك.. كل ماعلمته وأشرح قصتك مع الحب لكل الناس.. علمهم كيف يعيدون الدمعة قطرة ندى والنار.. دفء.