المفلحي يحث على نبذ العنف والعنصرية وثقافة الكراهية صنعاء - سبأ أحيا بيت الموروث الشعبي بصنعاء أمس فعاليات اليوم العالمي للتسامح الذي يصادف ال16 من نوفمبر وذلك عبر تظاهرة ثقافية ينظمها بيت الموروث على مدى يومين في مركز الدراسات والبحوث بمشاركة نخبة من الادباء والكتاب والمهتمين . وتشتمل التظاهرة فعاليات أدبية وثقافية وفنية ومعرض للصور الفوتوغرافيه تجسد في مضمونها المعاني والدلالات لثقافة التسامح في المجتمات وأهميتها في تعميق روح الولاء والتآخي والتسامح بين افراد المجتمع إناثاً وذكوراً. وفي مفتتح التظاهرة أشاد المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد العزيز المقالح باللفتة الكريمة التي تبناها بيت الموروث الشعبي في احياء احدى القضايا الهامة التي تشغل الاوطان و تؤرق وجدان البشر المتمثلة في “ اليوم العالمي للتسامح “. وأكد المستشار الثقافي أن التسامح صفة إساسية وطبيعية في وجدان الفئات الشعبية المبرأة من الضغائن الشخصية والسياسية والتي تؤمن بفطرتها وأن الناس أخوة مهما اختلفت ألوانهم ولغاتهم وانتماءاتهم، “ فلا مكان للعنصرية، ولامكان للتخوين والتكفير والاقصاء والإلغاء في وسط البسطاء والنفوس البريئة من الناس “. وأشار الدكتور المقالح إلى أن موضوع التسامح اليوم هو موضوع الساعة على مستوى الوطن والعالم، بعد إن استشرى الخصام، وبدت البشرية على ابواب حرب طاحنة غير مسبوقة تقودها الكراهية غير المبررة والعنف المجنون. منوهاً بأن الإنسان جاء إلى هذه الحياة الفانية كي ينفق عمره المحدود في سلام وأمان وتعاون مع غيره لجعل الحياة اكثر بهجة وأمناً .. ولايعني ذلك ان تكون خالية من الاختلاف وتعدد وجهات النظر، لأن الاختلاف سنة من سنن الكون وخالقه، والاختلاف وسيلة من وسائل التطور والتغير لا اداة من ادوات التناحر والاقتتال” . ودعا الدكتور المقالح المجتمعات إلى ضرورة إيقاظ الضمير الإنساني النائم في صدر كل انسان مهما كان دينه او مكانه او مذهبه.. مضيفا” اننا اليوم بحاجة الى كلمة التسامح في اوساط المجتمعات كون حياة الانسان قصيرة على هذه الارض ولايجوز ان تتبدد هذه الحياة بما لايعود على صاحبها وعلى المعايشين له بما يكبد الفرقى والخوف والقلق والإرهاب”. وأعتبر المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية بأن المجتمعات العنصرية متخلفة، حتى وأن كانت على درجة عالية من التقدم التقني والاجتماعي.. مؤكداً أن التقدم الحقيقي هو العدل والمواطنة المتساوية “. فيما أعرب وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي عن الشكر والتقدير لبيت الموروث الشعبي ومبادرته في إحياء فعالية اليوم العالمي للتسامح .. وقال بأننا اليوم بحاجة إلى التسامح على المستوى الوطني، والعربي، والعالمي. منوها بأهمية مضاعفة الجهود بين كافة شرائح المجتمع من اجل إشاعة ثقافة التسامح ونبذ العنف والعنصرية والطائفية والكراهية بين ابناء المجتمع الواحد ..وقال زير الثقافة :” إننا نحتاج الى مئات وربما الاف اروى عثمان من اجل أن يعيدوا ويزرعوا البسمة والتسامح في هذا العالم المضطرب المليئ بوسائل وأدوات التناحر والاقتتال من اجل المصالح المادية البسيطة التي طغت على الإنسانية وعلى مكارم الاخلاق وعلى فكرة الإنسانية الرفعية . من جانبها أستعرضت مديرة بيت الموروث الشعبي اروى عبده عثمان أهداف وبرامج التظاهرة الاحتفائية باليوم العالمي للتسامح، والآثار السلبية التي يخلفها عدم التسامح على الفرد والمجتمع والوطن .. وقد ناقشت الجلسة الأولى التي أدارها الأديب قادري أحمد حيدر ست أوراق عمل المتعلقة بثقافة التسامح والتعايش والمحبة ، حيث تناولت الورقة الأولى التسامح أو الانقراض للدكتور عبد العزيز المقالح، فيما تناولت الورقة الثانية “ البواكير الأولى للتفتح باليمن للكاتب عبدالباري طاهر” وتناولت الورقة الثالثة “التسامح وجدلية العلاقة بين الآنا والآخر، وأهميته في العلاقات الإنسانية والاخلاقية في الوقت الحاضر “ للدكتورة نجاة صائم . وتطرقت الورقة الرابعة للدكتورة عفاف الحيمي استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الى دور وسائط الإسرة والتربية في تعزيز التسامح لدى المجتمع، ودور وسائل الإعلام السلبية في تكريس ثقافة اللاتسامح في المجتمعات اضافة الى النظرة السلبية القاصرة للمرأة .. فيما استعرضت الورقة الخامسة للمهندس ياسين غالب التسامح من وجهة نظر المهندس في العمارة اليمنية، في حين تناول الكاتب السينمائي جمال جبران شهادات في معنى أن تكون مختلفاً في بلاد تعشق اللون الواحد . وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الأديبة والكاتبة هند هيثم قدمت خلالها 7 أوراق عمل الاولى مقدمة من الدكتور عادل الشجاع بعنوان “ التسامح وعلاقته بالآخر” والثانية بعنوان “ التسامح في الشارع، شوارع مدينة صنعاء نموذجاً “ للاديب نبيل قاسم، والثالثة بعنوان “التسامح في الفكر العربي الإسلامي” للدكتورة فوزية شمسان. اما الورقة الرابعة لعبد العزيز المنصوب تناولت دلالة التسامح في حين استعرض الفنان الموسيقي فؤاد الشرجبي في ورقته الخامسة التسامح في الأغنية الشعبية والتقليدية، وتحدث الورقة السادسة لروجيه ثابت السقاف عن دور التسامح في بناء عالم جديد، في حين قدمت الورقة السابعة والاخيرة لاحمد المبركي شهادات حول التسامح وسؤال الأخدام. وقد أثريت الندوة بالنقاشات والمداخلات من قبل المشاركين، اكدوا فيها أهمية إشاعة ثقافة التسامح بين الاجيال وخاصة وسط طلاب المدارس والجامعات والمجتمعات بمختلف ألوانهم وعقائدهم ومذاهبهم، لبناء وطن خالي من الأفكار الدخيلة والمتطرفة على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا التي تسيئ للدين والوطن. وتواصل الندوة فعاليتها يوم غد الثلاثاء من خلال مناقشة العديد من أراق العمل المقدمة من الاكاديميين والادباء والكتاب حول التسامح واهميته في بناء المجتمع.