يحظى تعليم الفتاة من الحكومة بالاهتمام والدعم الكبيرين وخاصة تعليم الفتاة في الريف التي يواجهها العديد من المشاكل وتظل بحاجة إلى الدعم الكافي من الحكومة والمجتمع حتى تصل الفتاة الريفية إلى أن لها دوراً في المجتمع، وكما يقال «إذا علمت رجلاً فإنك تعلم فرداً، وإن علمت امرأة فإنك تعلم أسرة». ولهذا تبذل إدارة تعليم الفتاة في حضرموت جهداً كبيراً رغم إمكانياتها المتواضعة فهي تطمح أن يصل التعليم إلى كل فتاة في الريف. وتسليط الضوء على هذه الإدارة والمشاكل التي تواجه تعليم الفتاة في الريف التقينا الأخت فتحية بنت ثعلب مديرة إدارة تعليم الفتاة بمكتب التربية في المكلا والتي تحدثت في البداية قائلة:- جاء تشكيل إدارة تعليم الفتاة بحضرموت في إطار تثبيت هيكلية قطاع تعليم الفتاة الذي أنشئ بقرار جمهوري في 7 مارس 2005وتم تثبيت هيكلية القطاع بقرار وزاري رقم «722» 2006وذلك بإنشاء إدارات تعليم الفتاة ومشاركة المجتمع في المحافظات كافة. وبهذا أصبحت إدارة تعليم الفتاة إدارة مستقلة تتبع تربية حضرموت مباشرة هدفها الأساس نشر تعليم الفتاة لتوفير فرص لكل فتاة «671» للحصول على ذات جودة وتقليص الفجوة بين تعليم الذكور والإناث على مستوى الحضر والريف إضافة إلى تخفض معدلات التسرب في التعليم الثانوي والأساسي وتفعيل المشاركة المجتمعية في العملية التربوية والتعليمية، كما عملت إدارة تعليم الفتاة على تكوين شبكة إدارية و ذلك من خلال تأسيس أقسام تعليم الفتاة ومشاركة المجتمع في المحافظة والمديريات. تعليم الفتاة في تطور {.. ماذا عن وضع تعليم الفتاة في حضرموت؟ تعليم الفتاة في المحافظة يشكل حالة أفضل من أي وقت مضى حيث يعطي صورة واضحة من خلال القفزة النوعية لواقع تعليم الفتاة فهناك تطور مستمر في معدلات التحاق الفتاة في المحافظة والفرق واضح بين مستوى تعليمها سابقاً وماهو عليه في الوقت الراهن إذ أصبحت الأعوام المنصرمة خير شاهد على احتلال الفتاة في حضرموت المراتب في نتائج الامتحانات الأساسية والثانوية وهذه النجاحات في تعليم الفتاة جاءت نتيجة للجهود التي يبذلها مكتب التربية بالمحافظة وذلك من خلال التوسع في بناء المدارس والمجمعات التربوية،واعتماد الكادر النسائي للتدريس في مدارس البنات خصوصاً في المدن الرئيسة وتحسن البيئة المدرسية لمدارس البنات إلى جانب تفعيل الأنشطة الثقافية والرياضية والعلمية في مدارس البنات وكذا تشكيل مجلس تنسيق دعم الفتاة بالمحافظة في فبراير برئاسة وكيل المحافظة وبدعم من اليونيسيف وإشراف قطاع تعليم الفتاة. مهام وأهداف {.. لو تحدثيننا عن أهداف هذا المجلس فيم تكمن؟ من أهداف هذا المجلس رفع معدلات التحاق الفتاة بالتعليم وتقليل التسرب، واستمرار الفتيات في التعليم ويضم المجلس في عضويته مديري عموم الجهاز الحكومي ذوي العلاقة بتعليم الفتاة وعدداً من منظمات المجتمع المدني والجمعيات والمؤسسات التي تدعم تعليم الفتاة. أرقام ومؤشرات {.. هل لديكم أرقام ومؤشرات عن تعليم الفتاة في المحافظة؟ لدينا أرقام ومؤشرات عن تعليم الفتاة بالمحافظة خلال العام 2008-2009إذ بلغ عدد مدارس التعليم الأساسي والثانوي «204» مدرسة موزعة على مديريات المحافظة منها «15» مدرسة للذكور و«32» للبنات و«913» مختلطة. عدد مدارس التعليم الأساسي «8637» مدرسة و«42» مدرسة للتعليم الثانوي و«01» مدارس أساسي وثانوي فيما بلغ إجمالي الملتحقين بالتعليم الأساسي «352331» طالباً وطالبة منهم «67157» ذكوراً و«17085» إناثاً بمعدل التحاق 18% للفتاة، بينما بلغ إجمالي الملتحقين بالتعليم الثانوي «11261» طالباً وطالبة منهم «15501» ذكوراً و«5660» إناثاً بمعدل التحاق 42% للفتاة. معدلات مرتفعة {.. ماهي المديريات التي حققت معدلات مرتفعة في تعليم الفتاة بالمحافظة؟ بلغ معدل الالتحاق الأساسي للفتاة لبعض المديريات 42% أرياف المكلا، 04% الضليعة و14% مديرية يبعث وبعض المديريات لايوجد فيها تعليم ثانوي مثل مديريات يبعث وأرياف المكلا والضليعة. أما المديريات التي حققت معدلات مرتفعة للفتاة بأكثر من 80% هي مديريات مدينة المكلا، غيل باوزير، حديبو، الشحر، الديس الشرقية «تعليم أساسي» مديريات حققت معدلات للفتاة مابين «50% 79%» هي غيل بن يمين دوعن قلنسية». {.. ماهي المشاكل التي تواجه تعليم الفتاة في الريف؟ والحلول لها؟ هناك العديد من المشاكل التي تواجه تعليم الفتاة بالريف لعل من أهمها: نقص الوعي لدى أولياء الأمور بأهمية تعليم الفتاة، وأيضاً نقص المعلمات في الأرياف إلى جانب بعد القرى عن بعضها البعض حيث تكون المدارس بعيدة مما يمنع أولياء الأمور من إرسال بناتهم إلى «التعليم»، نقص التوجيه والمتابعة وعدم القيام بدور التوعية في المناطق الريفية أيضاً الزواج المبكر الذي يلعب دوراً في التسرب وتدني التحاق الفتاة بالتعليم وأهم من كل ذلك الفقر والحالة المعيشية.. لذا نسعى إلى حلول من أجل الحد من هذه المشاكل ومن ضمن الحلول النزول إلى المدارس والتوعية بقدر المستطاع ونحاول الالتقاء بالقائمين «مدير المديرية والأعيان في الريف» وتوعيتهم بأهمية تعليم الفتاة وأن يكونوا قدوة حسنة كما اننا نحاول التواصل مع مسئولي المديريات بهذا الشأن فتعليم الفتاة أصبح مشاركة مجتمعية في توعية الأهالي بحيث يكون لهم دور عن طريق الآباء والأمهات. الحوافز النقدية {.. ماذا عن هذا البرنامج «الحوافز النقدية» وما مدى فعاليته؟ توجد لدينا حوافز عينية متمثلة في مشروع التغذية النهارية للطالبات من قبل برنامج الغذاء العالمي والمديريات المستهدفة بالتغذية هي حجر غيل بن يمين الضليعة سقطرى» وكان لهذا المشروع أثر إيجابي في زيادة التحاق الفتاة بالتعليم في تلك المديريات ووصولها إلى مرحلة التعليم الثانوي. توزيع الحقائب المدرسية من قبل مشروع تطوير التعليم الأساسي. الحوافز التي تقدمها هيئة تطوير خيلة بقشان متمثلة في الشيخ عبدالله بقشان وذلك من خلال توفير المواصلات لنقل الطالبات إلى المدارس، والتعاقد مع 04 معلمة من مخرجات الجامعة مع توفير السكن وحوافز مادية لهن مقابل التدريس في مدارس البنات، إلى جانب افتتاح مجمع السيدة خديجة بنت خويلد للبنات أساسي وثانوي المكون من 72 شعبة وملحقاتها كل هذه الحوافز لها تأثير إيجابي في زيادة معدل التحاق الفتاة في دوعن إلى 18% خلال العام 2008-2009مقارنة بالعام الماضي 71%. الحوافز المقدمة من قبل منظمة اليونسيف في جزيرة سقطرى وذلك لتطوير العملية التربوية والتعليمية في الجزيرة وذلك من خلال تحسين البيئة المدرسية للمدارس وتوزيع الحقيبة المدرسية، والتعاقد مع المعلمات للتدريس في أرياف الجزيرة، كل هذه العوامل كان لها تأثير إيجابي في زيادة عدد الملتحقات في التعليم الأساسي والثانوي في جزيرة سقطرى «حديبو قلنسية» حيث وصل عدد الملتحقات من الفتيات أكبر من الملتحقين الذكور للتعليم الأساسي والثانوي. إذ وصل معدل التحاق الفتاة بالتعليم الأساسي في حديبو 49% في عام 20082009م، فيما بلغ معدل التحاق الفتاة في التعليم الأساسي في قلنسية 59% عام 20082009م ومعدل الالتحاق للفتاة في التعليم الثانوي 16% في حديبو، ومعدل التحاق الفتاة للتعليم الثانوي 55% في قلنسية. {.. ماذا عن الدعم المادي للإدارة؟ إدارة تعليم الفتاة تعاني من عدم وجود ميزانية تشغيلية لتسيير أنشطتها وبرامجها المدرجة في الخطة، بالرغم من دعم مكتب التربية بالمحافظة ممثلاً بالمدير العام د. صالح كرامة قمزاوي الذي لم يتوان في تقديم مختلف أنواع الدعم المادي والمعنوي للدائرة لتذليل الصعوبات التي تعترض عملنا. أنشطة {..ماذا عن الأنشطة المستقبلية لدعم الفتاة؟ لدينا عدد من الأنشطة فمن خطة إدارة تعليم الفتاة وخطة مجلس تنسيق دعم الفتاة توسيع مشروع التغذية النهارية للطالبات ويشمل أكبر عدد من المديريات الريفية إلى جانب تنظيم حملات توعية بأهمية تعليم الفتاة على مستوى المديريات الريفية، والتعاقد مع مخرجات الثانوية في المديريات النائية وتخصيص مدارس خاصة للفتيات مع وجود مرافق صحية لها، وتدريب رؤساء أقسام تعليم الفتاة ومشاركة المجتمع بالمديريات على التخطيط وكتابة التقارير وكذا تدريب مجالس الآباء والأمهات والاخصائيين الاجتماعيين في المدارس.