- تراجع الدعم اضطر بعض الإناث إلى ترك المدارس - ارتفاع أعداد الفتيات الملتحقات بمدارس المديريات المستهدفة .. والمعونات المقدمة من عوامل مكافحة الفقر يقال «إشبع ابنك واحسن أدبه» فهل يعفى الفقراء من تأديب وتعليم الأبناء لفقرهم وعوزهم؟ هذا السؤال يوسّع زاوية النظر في مسألة التغذية المدرسية كعامل بارز في تشجيع الأسر الريفية والفقيرة على التحاق الفتيات في التعليم الأساسي وماذا يجري في إطار هذه السياسة الفاعلة.. باختلاف الآراء والأطراف ثم ماذا يعني افتقار الأسر الفقيرة إلى المعونات الغذائية في حال انسحاب مشروع التغذية المدرسية من بعض مناطق محافظات الجمهورية وسلبيات ذلك التراجع على تعليم الفتيات بعد أن وجد ان 80% من واقع إقبال الإناث في المناطق النائية على المدارس ارتبط بالاستفادة من التغذية المدرسية. تزايد أعداد الملتحقات بالتعليم - أ/ أنو جاموس مدير مدرسة النور بالثوباني المخا يقول: لا شك ان المدارس الريفية التي تستفيد من التغذية المدرسية تستوعب أعداداً متزايدة باستمرار من الفتيات فالتغذية مهمة جداً في تحفيز الأسر على إلحاق بناتها بمداس التعليم الأساسي في مديرية المخا والمديريات المجاورة حيث معظم السكان فقراء وأعتقد ان التغذية تشكل 80% من الدافع إلى تعليم الفتاة واستمرارها في المدرسة وهذه النسبة كانت متدنية جداً قبل مشروع المعونان ولو توقف الدعم أتوقع ينخفض عدد الملتحقات بالتعليم الأساسي إلى 25% . وسيعود الأمر كما كان من حيث ان تعليم الفتاة في حكم النادر وربما ينطبق هذا على مناطق نائية في محافظات أخرى حسب ما عرفناه من زملاء تربويين ومهتمين بتعليم الفتاة ومن عام إلى آخر يؤدي اجتياز الفتاة للفصول الأولى وللمرحلة الأساسية إلى تمكينيهن من مواصلة دراسة الثانوية بعد أن كانت مواصلة الدراسة بعد الأساسي صعبة في الريف لأسباب عديدة أبرزها تدني وعي الأهل بأهمية تعليم الفتاة وأعتقد أن التغذية تمكن 50% من الفتيات من الاستمرار في التعليم بعد الأساسي. 77 مدرسة مستفيدة عبدالله محمد سعيد مدير التغذية المدرسية بمحافظة تعز يقول: تعتمد المعونات الغذائية للفتيات في مدارس المناطق النائية في خمس مديريات هي المخا، المندب، موزع، الوازعية في جميع المدارس ومجموعة مدارس في مديرية الصلو وهكذا تذهب المعونات إلى مدارس الريف في المديريات النائية فحسب المسوحات تعتبر هذه المديريات الخمس أكثر المديريات فقراً وفيها 77 مدرسة مستفيدة من التغذية المدرسية وفيها أيضاً مناطق تعاني فقراً في الغذاء وحيث يوجد الفقر تتدنى نسبة التحاق الفتيات في المدارس في ظل مشروع التغذية يجدن التشجيع حيث يصرف لكل فتاة كيس قمح وعلبة زيت في كل فترة من الفترات الثلاث خلال العام الدراسي فالهدف هو تشجيع تعليم الفتاة الريفية. نوعية المعونات - وعن نوعية المعونات مقارنة بالعقود الماضية قال: أيام زمان كانت تقدم أنواع من المعونات تشمل لحوماً ومشتقات ألبان حين كان الالتحاق بالمدارس من الذكور والإناث متدن، أما الآن وفي ظل زيادة الاهتمام بالتعليم والإقبال عليه ينصب التركيز على الحد من تسرب الفتيات من التعليم وتحفيز أسرهن على تشجيع بناتهن على التعليم ولا شك ان استلام الفتاة لمادة القمح والزيت يغري الأسرة الفقيرة بدفع الفتاة إلى المدرسة فالمعونة عامل مؤثر و إيجابي لاسيما وأن الأسرة التي لديها خمس فتيات تستلم ثلاث أكياس قمح لكل طالبة والحصيلة في العام الدراسي خمسة عشر كيس قمح و15 علبة زيت هذا يوفر مصدر غذاء لعام كامل. مواكبة - وعن بيانات زيادة التحاق الفتيات بالتعليم الأساسي في ظل المعونات قال الأخ عبدالله: الملاحظ زيادة في الاتلتحاق بعد اقرار مشروع التغذية في المديريات الساحلية لمحافظة تعز وأعتقد ان هذا ينطبق على أي منطقة نائية مستفيدة من المشروع وفي سبتمبر 2006م صرف أحد عشر ألفاً وتسعمائة وسبعة وثلاثون كيس قمح لنفس العدد من الطالبات في المدارس المستهدفة وفي الصف من أول إلى ثامن ويعني جدوى المعونات وفي المقابل هناك زيادة إمكانيات مادية وبشرية للمدارس لتلبية زيادة الاقبال على التعليم وهذا يتطلب مواكبة بزيادة عدد الفصول والكراسي والمدرسين لاسيما وان المناطق النائية طاردة للمدرسين لطبيعة المناطق أو مناخها. تأثير إيجابي - أ/أحمد الصرمي مدير عام مكتب التربية بمحافظة إب تحدث بالقول: المعونات مشروطة لتشجيع الأسر على الدفع ببناتها للالتحاق بالتعليم الأساسي وفي محافظة إب يستفيد من التغذية حوالى ثمانية آلاف فتاة حالياً وهذه المعونات أثرت تأثيراً غير عادي وكانت سبباً في دفع الفتيات للتعليم والبقاء في المدارس وعدم التسرب فالنتيجة حتمية وتمثل المعونات عاملاً من عوامل التخفيف من الفقر ومن العوامل المشجعة للفتيات لاستغلال الإمكانيات المتاحة والتمتع بحق من الحقوق وهو الحق في التعليم وتحييد العادات والتقاليد البالية أو ظروف الأسرة الفقيرة التي كانت تحول دون التحاق الفتيات في المدارس وبدلاً من ذلك يؤخذن إلى العمل في الزراعة أو الخدمة والمساعدة في تدبير شئون الأسرة وبما يحملهن أعباء أكبر من سنهن ويحرم الأسرة والمجتمع من فوائد تعليم الإناث في المناطق النائية والآن المدارس تحتضن الأبناء ذكوراً وإناثاَ وفيها المدرسون والكراسي والكتاب رغم ان معدل النمو السكاني متزايد حيث ان عدد الطلاب والطالبات الجدد الذين يلتحقون بالمدارس يتراوح بين 7080 ألفاً. وقد يكون هناك صعوبات في توظيف مدرسين جدد لمواكبة هذه الزيادة لكن جهود الدولة معروفة في توفير متطلبات التعليم وتطويره في بلد فيه 112 ألف تجمع سكاني تشكل صعوبة في إيصال الخدمات التعليمية ولذا تأتي المعونات كعامل أساسي لتشجيع تعليم الفتيات لاسيما في المناطق النائية، والأمور تسير كل عام من أحسن إلى أحسن وهنا أدعو كل المستفيدين من التغذية المدرسية إلى دفع أبنائهم وبناتهم إلى التعليم ليس فقط للحصول على التغذية وتوعية الأبناء بأن المعونة مؤقتة وبأن التعليم بعد الأساسي مهم جداً حسب الاستعداد. نتائج جيدة - أحمد عبدالمجيد المعلمي مدير عام التربية بمحافظة حجة يؤكد بالقول: أثرت المعونات تأثيراً مباشراً في واقع تعليم الفتاة في المديريات النائية وفي أوساط السكان الواقعين تحت خط الفقر وحيث يعتمد الناس على الزراعة الخاضعة لتذبذب الأمطار ولهذا عندما استهدف برنامج التغذية المناطق المحرومة والنائية كانت النتائج جيدة في زيادة الفتيات الملتحقات في المدارس في سن التعليم إضافة إلى استمرار هذه الزيادة وانتظامها وتواصلها ولوحظ أثناء الزيارات الميدانية وزيادات الموجهين. وعبر الاستبيانات والمقابلات مع أولياء الأمور الأثر الإيجابي والفعال للمعونات الغذائية والكل أجمع بأن التغذية المدرسية شجعت أولياء الأمور على دفع بناتهم إلى التعليم والتخلي عن استغلالها في أداء نشاط داخل المنزل أو الحقل على حساب تعليمها هذا مالوحظ في مديريات محافظة حجة وغيرها في محافظات عمران والمحويت على حد علمنا حيث ازداد عدد الطالبات بشكل خاص والطلاب بشكل عام في مدارس المديريات المستهدفة. سلبيات تراجع المشروع - وبخصوص تراجع دور مشروع التغذية في بعض المناطق قال المعلمي: ذلك التراجع لظروف معينة وقد أثر ذلك سلباً على وضع الطالبات فهن إما عون إلى العمل في المنزل، وإلى جمع الحطب والرعي بعد انسحاب المشروع من بعض المناطق بينما المديريات التي استمر برنامج التغذية فيها شهدت زيادة ملحوظة في التحاق وبقاء الفتيات في المدارس في محافظة حجة ما يعني أن التغذية المدرسية لها نتائج إيجابية مباشرة في رفع معدل التحاق الفتيات في التعليم ودور كبير في بقائهن في المدارس، وان قرار وزارة التربية هذا العام بإعفاء الفتيات من الرسوم من الصف الأول إلى الصف الثالث أثر بدوره تأثيراً كبيراً جداً إذ تضاعفت أعداد الفتيات في الصفوف الأولى عما كان متوقعاً ومخططاً له حتى أن المدارس اشتكت من الزحام، وندعو الآباء إلى دفع بناتهم في سن التعليم إلى الالتحاق بالمدارس بغض النظر عن التغذية من أجل رقي المجتمع وقبل ذلك خلوه من الأمية وبما ينعكس إيجاباً على عملية التطور والنهوض الحضاري الشامل في اليمن. أثر ملموس - عوض البكري مدير عام مكتب التربية والتعليم في حضرموت الساحل أكد: أن الأثر الايجابي الفعال للتغذية المدرسية ملموس في محافظة حضرموت كونها تتسم بتشتت سكاني في الساحل والبادية ووجود بدو رُحّل وتباعد التجمعات السكانية في محافظة مترامية الأطراف ما يعني ضرورة تشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدارس بدلاً من دفعهن إلى الرعي والعمل المنزلي أو نشاط آخر تريده الأسر الفقيرة لبناتها. أنواع التغذية في حضرموت - البكري يقول: هناك نوعان من التغذية المدرسية في حضرموت تغذية نهارية عبارة عن مواد جافة من برنامج الغذاء العالمي «قمح وزيت» في بعض المديريات وتغذية أخرى وجبات ثلاث لطلاب الثانويات المعتمدة في الموازنة، في ثانويات المكلا والشحر ومديرية حجر والنهارية في مديرية غيل بن يمين وسقطرى وحجر أيضاً.. ويرى البكري أن زيادة التغذية النهارية مطلوبة في بقية المناطق الريفية المحتاجة سواء لتشجيع تعليم الفتيات أو الطلاب القادمين من الريف الثانويات وكذا استئناف التغذية في المناطق التي أنسحب منها المشروع في سقطرى لأنها جزية كبيرة وفيها ثانوية واحدة. دور السلطة المحلية يضيف البكري: سقطرى منطقة نائية تضطر السلطة المحلية إلى توفير مبالغ للتغذية لتشجيع الفتاة والطلاب كما هو الحال في غيل بن يمين ودوعن لأن الغاء التغذية يضطر الطلاب والطالبات إلى التسرب والعودة إلى الرعي والفتاة خاصة إلى العمل المنزلي وينبغي توفير التغذية في السكن الداخلي بالنسبة للطلاب وهناك خطط ومقترحات لإنشاء تجمعات في بعض المناطق للإناث وكذا المعلمات لجذبهن إلى المناطق الريفية فالمعلمات غالباً من المدن واستقرارهن في الريف عامل مهم إلى جانب التغذية لتشجيع الفتاة على الالتحاق والاستمرار في التعليم ففي الريف تعود الفتيات الفقيرات إلى المنزل بعد الصف التاسع الا من وجدت التشجيع من أسرتها وكان لها أهل أو أقارب في المدن وهنا لابد من سكن للمعلمات في التجمعات السكنية في الريف.. ومعالجة مشكلة عدم اعتماد أقسام داخلية في سقطري وغيل بن يمين ومناطق ريفية تحتاج فيها الفتاة للتشجيع وكذا الطلاب الذكور. إشباع حاجات أساسية - الاستاذ حسن صالح باعوم وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم أوضح من جانبه قائلاً: أدت الإعانات الغذائية للفتيات في كثير من المناطق في المحافظات إلي نتائج إيجابية في ارتفاع نسب الالتحاق في التعليم الأساسي.. هذه المناطق كانت تعاني من تدني نسبة التحاق الإناث في المدارس كما أدى مشروع التغذية المدرسية أيضاً إلى سد حاجة أساسية للأسر الفقيرة والوزارة حريصة على أن تمارس أشكالاً من التشجيع تؤدي إلى زيادة نسبة الملتحقات بالتعليم الأساسي فتعتمد في خططها تقديم معونات غذائية للأسر الفقيرة في المناطق النائية وحيث يتركز الفقر وكذا تقديم الحقيبة المدرسية ما أمكن ذلك ودعم مثل هذه الجهود الهادفة إلى مساعدة الأسر الفقيرة على مجابهة احتياجات فتياتها في مجال التعليم أو أبنائها. أشكال دعم الفتاة وتطرق إلى اشكال آخرى من الدعم بقوله: هناك مساعدات في مجال النقل اذا استلزم الأمر لبعض الأسر حيث تضطر الفتيات الانتقال إلى مدارس بعيدة عن سكنهن بحكم عدم وجود مبنى مدرسي قريب من مناطق السكن هذه الأشكال أدت من خلال تجربة الوزارة في السنوات الماضية إلى تأثيرات إيجابية ملموسة ونأمل أن تذهب هذه الإعانات إلى مستحقيها وتكون ثمرتها مزيداً من التوسع في التعليم الأساسي ولا شك ان الإدارة العامة للتغذية المدرسية مختصة ومن خلالها تتم عملية التنسيق مع برنامج الغذاء العالمي الداعم للمشروع وهناك أيضاً الصحة المدرسية وتلعب دورها فيما يتعلق بالعناية بالصحة المدرسية لأبنائها في المدارس فأشكال الدعم مختلفة عن طريق مشروع توسيع التعليم الأساسي ونحن مع مكاتب التربية في المحافظات دائماً نلاحظ المؤشرات والنتائج التي تحققت في الميدان من خلال مثل هذه الوسائل. دور المجتمع - وعن تطلعات الوزارة من حيث دور المجتمع وتشجيعه لتعليم الفتاة عبّر باعوم عن أمله قائلاً: نأمل أن تزداد مشاركة المجتمع لما فيه توسيع التعليم وزيادة معدل الالتحاق في المدارس والاستفادة من الإمكانيات التي توفرها الوزارة أو التي تأتي عن طريق المنظمات الداعمة وكذلك عن طريق مؤسسات وأجهزة السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني ومجالس الآباء والأمهات في المدارس كل هذه تهدف إلى تحقيق غرض حقيقي وهو رفع معدل التحاق الإناث في التعليم الأساسي والحد من تسرب الفتيات من المدارس لسبب ما كمساعدة الأسرة في الحقل والعمل اليومي في المناطق الفقيرة علماً بأن هدف الحد من التسرب يشمل البنين والبنات من هم في سن التعليم الأساسي وكذلك الوصول إلى مؤشرات إيجابية فيمايتعلق باستراتيجيتنا في التعليم الأساسي الهادفة إلى تحقيق التعليم للجميع بحلول عام 2015م بإذن الله ونأمل أيضاً من كل أسرة إيلاء تعليم الفتاة أولوية لأن الفتاة هي أم المستقبل وعلى تعليمها تتوقف طبيعة ومستوى مشاركتها في عملية التنمية وقبل ذلك تغيير واقعها هي ذاتها نحو الأفضل كون التعليم مفتاح الحياة الأفضل.