من ذا الذي أخفاك في شرشف؟ من ذا الذي جار ولم ينصف؟ من ذا الذي لفَّكِ في أسودٍ دامٍ لغير الحزن لم يُعْرفِ يمنعُ عينينا فلا تلتقي همساً ولا تصطاد وعداً خفي إنسانةٌ ضجَّت فتونُ الصبا فيها وراء ((الشرشف)) الأغلف هل يمنح الإنسان ما يشتهي؟ وتسجن المرأة في ((معطف))؟ ماذا! هي الأنثى جمالُ الدُّنى لو لم تكن . . .دنياكمو لم تف كم تظلمُ الإنسانَ عاداته وتدَّعي الظلم على منصف لم يخلق اللهُ صبايا الضُّحى كي تختفي في أسودٍ مجحف هل تُحجب الروضةُ عن محتلٍ لزهرها الفوَّاح أو مشرف؟ من للرياض الخضر إن أجفلت عنها يدُ الفجرِ الحنون الوفي؟ لولا الجمال الغض ما صفَّقت عصفورةٌ للجدول المترف ولا تغنيَّ مزهرٌ عازفٌ ولا شدى صوتٌ على معزف دعوا صباها البكر يخطر على فجر الأماني الخضر أو يقطف رفقاً بها لا تحرموا ثغرَها من بسمةٍ نشوى إلى محتف فهي التي غرَّد زهواً بها شعرُ الوليد الغضُّ والأحنف وسلسل الأنغامَ في سحرها فمَ الزمانِ الشاعرِ المرهف شرشفها الأسود أفٍ له أفٍ له من منظرٍ مؤسف يُحرِم آفاقَ الهوى بسمةً عذراءَ من مبسمها الملحف ويستر الأعينَ عن همسةٍ تمنحها للعاشق المدنف إنسانةٌ يا ناس رفقاً بها هل يسعدُ الإنسانُ في ((شرشف))