كثيراً مانجد الناس بصورة عامة يعتمدون على الحظ والصدفة في الحياة بدرجة كبيرة فعلى سبيل المثال اذا نجح الطالب في الثانوية العامة قالوا: محظوظ, واذا تفوق قالوا سعيد الحظ. هذا وقد بهرتهم الكلمة ببريقها إلى درجة انهم انجذبوا إلى كل شيء له صلة بالمقامرة والقرعة في الاختيارات المتعددة, والرهان, واليانصيب, وسباقات الخيل. إذ أن المؤمن بالحظ كالمؤمن بالصدفة, وهذا بلا شك من الفاشلين.. اذا (يجد الفاشلون ان الصدفة اهم قيمة من الجدارة) وهذا كالإيمان الشديد بعوامل الوراثة, نوع من التخاذل والتقاعس والهروب من بذل الجهود, فما أسهل ان يسوغ الفاشل فشله بإن أباءه واجداده هم الذين اورثوه الحظ التعيس. (فالإحتماء بالوراثه أهون بكثير من الاحتماء بالحظ لأن الوراثة يمكن ان تنسب إلى أشخاص معينين, اما الحظ فلا أحد يدري من أين جاء, وكيف التصق بحياتنا ومصائرنا هذا الالتصاق. وقد تعددت الآراء حول قابليات الإنسان وقدراته.. ومن تلك الآراء ان نجاح العظماء والنابغين لايتم الإ بالقوة الخارقة التي حصل عليها واحد وحرم منها آخر.. (قوة كامنة في شخصيتهم, أو ملكة راسخة في نفوسهم, وانه هو الذي يسير سلوكنا ويتحكم بمصائرنا.. ويقول البعض الواقع من ناحية والمعتقد الديني من ناحية أخرى. ويضيف آخرون ان الله عادل ولم يحرم انسان من القابليات والقدرات والمواهب, أي ان الله سبحانه وتعالي اعطى فعدل. في الحقيقة نحن البشر دائماً نحترم الإنسان الذي يكلف نفسه فوق طاقتها, ونحترم التجربة التي يقوم بها بقدرماتكون قاسية, كما تحترم الفشل في التجربة فيكفيه شرف المحاولة, كما اننا نحترم الذين يقومون بأعمال لانستطيع القيام بها.. التكيف والانسجام يبدوا ان المشكله ليست في عدم وجود نظام في العالم, وانما هي في عدم فهمه وعدم انسجامه معه.. ومشكلة الفشل عند الناس ليست في عدم وجود قدرات ومواهب وخطط ولكن في عدم فهم تلك القدرات, أو في إهمالها تقاعساً عن بذل الجهود.. فالفرد الذي يغرق جسمه العرق والروائح الكريهة, لايكرهه الناس بسبب عرقه, ولكنهم يكرهونه بسبب إهماله وعدم بذل الجهد المطلوب لعملية النظافة.