قبيلة بدت غير مستقرة ولا متماسكة في حديثها المفاجئ أمام الحشد الذي يتقدمه عاقل الحارة ,لم تخطط لمثل تلك المفاجأة . ورغم ذلك أبدت رغبتها في الانتقام منه ...وسردت عباراتها بعفوية مخلوطة بدموع حارة تتساقط على خمارها الأسود ,,كما تتساقط كلماتها علي أوراق كاتب الشكوى .. لم يرق كلامها إلى مستوى المبادرة من قبل أسرتها فلقد أنتهك زوجها جدار أسرار بيتهم العريق , لم تكن لتتحمل تجاهل أسرتها لسبعة من الأطفال لا ذنب لهم الأ أن أباهم رفض الاعتراف بقانون النفقة , أحتفظت بحسرتها طويلاً ولكنها لم تكن لتستمر أكثر من ذلك .كانت تتحدث . غير آبهة بالعيون التي تحدق بها لتلتهم رداءها وحديثها في بوح صامت يتزامن مع بركانها المتدفق ,,. تلك الأمنية التي تراودها بالخلاص منه لم تكن لتلحقها مؤازرة من القانون أيضا هكذا أوحى لها جهلها بما تملك من صلاحيات . ولكن أحداً ما تبرع ليعلم أخاها بالفضيحة التي جلبتها له و إلى القبيلة ,(فلقد شكت زوجها للمحكمة) حتى هوى عليها ضارباً وللمحتشدين شاتماً عصف بالجميع ليهرع ناحية بوابة البيت باحثاً عنها تلوكه الغيرة و تعصره القبيلة ,,, تلك المبادرة التي أقدمت عليها كانت بداية مأساة داخل بيت يملأه الفقر و تحيط بجنباته أسوار القبيلة . فضاء بلا طريق على قارعة الطريق المؤدي إلى المحكمة الابتدائية جلست ياسمين تستجمع قواها المتهالكة حتى إثر نوبة صدرية حادة واصلت مسيرها لتواجه مبنى المحكمة تحمل أوراقاً بملف أحمر وبين جوانحها قلباً يخفق يملأه الأمل بالشيء الذي وعدها إياها المحامي ,(عليك إما أن تدفعي له قرينته أو ترجعين زوجة له) كلماته تلك صنعت شرخاً عميقاً في قلبها شرخاً دامياً بدون أنين .. عبرت ممرات المحكمة تصطدم بدون إرادتها بهذا و يصدمهاً آخر بكامل أرادته باحثاً عن شيء من سراب .. وما أن واجهت الشارع و العامة يمرون و عبارة (ردي له قرينته تملأ سمعها المتعفن بذكريات تجمعهما) دخلت بينهم لتذوب في الزحمة تاركة الملف الأحمر على باب المحكمة فلربما تجده من هي أشجع وأطول بالاً .. و عادت لتعبر ذاك الفضاء الداخلي في أعماقها وإن جهلت الطريق... إرث ذلك الشعاع الداخلي الذي يملأ وجهها بالآمال المستلهمة يعيد لها الرؤى مرة أخرى علها تستنبط منه همتها الجديدة . وبينما كانت في المكتب تلقّى المحامي مكالمة هاتفية على إثرها تغير صوته فجأة فلقد كان صوته عال لدرجة مزجت بين التهديد والتلويح بالضرب. أختي عندك ! تطالب بماذا !!إرث !!!.. ما عندنا بنات يورثن لرجال غرباء .. .. لقد عبرت كلماته تلك إلى ذاكرتها لتعيها وعياً سليماً ,, طالبها بالأوراق فلقد بدأ موعد الجلسة المحددة لقضيتها ,, اعتذرت عن تسليم الملف و خرجت ,,,,, وعيناها متحفزة لعمل شيء غير ذاك !!