دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوانٍ فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمر ثانٍ هكذا قالها الشافعي املاً أن تترك فينا المثابرة والطموح إلى مكارم الأخلاق وتظل تتجدد عبر اهتمامنا بها حتى تلازمنا في مشوارنا بل وتنغرس بداخلنا لتكبر ويكبر معها الأمل في تخليد ذكرى عطرة عندما تنقطع علاقتنا بهذا الكون، لتبقى وتفوح منها الذكريات الطيبة. فهل تحلينا في حياتنا بكل ما يجعل منا أناساً محبوبين نخلد ذكرانا عبر كلماتنا وتعاملنا، عبر أخلاقنا وسلوكنا، عبر مصداقيتنا ووفائنا، عبر كل الصفات الجميلة. الأخلاق هوية الحياة والإنسان بلا أخلاق يعيش بلا هوية، والإيمان أساس الحياة فالإنسان بلا إيمان يعيش بلا أساس فأول عقبة تواجهه تهدمه وكما هو العلم نور الحياة فالإنسان بلا علم يعيش في ظلام لا يرى أهم معالم الحياة، وكذلك الحب بهجة الحياة فالإنسان بلا حب لا يعرف السعادة. أوصى أحد الحكماء صديقاً له قائلاً: عليك بحسن الشمائل فإنها تدل على الحرية، ونقاء الأطراف فإنها تشهد بالملوكية، ونظافة البزة فإنها تنبئ عن النشء في النعمة، وطيب الرائحة فإنها تظهر المروءة، والأدب الجميل والأخلاق فإنها تكسب المحبة، فليكن عقلك دون دينك وقولك دون فعلك ولباسك دون قدرك. قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات وبهذه الأبيات ختم الشافعي