هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني أن رجلاً من آل البيت خرج وترك أمه وزوجته، ولم يرجع، فجاء رجل وادعى أنه هو العلوي الذي خرج، فأنكرت الزوجة أن يكون هو زوجها، والعجيب أن الأم أقرت أنه ابنها، ورفعت القضية إلى حاكم (ذمار)، فحكم بأن تمكنه الزوجة من نفسها وأنه زوجها، فأنكرت الزوجة، ورفعت أمرها إلى الإمام المهدي عباس، فأحال القضية إلى شيخ الإسلام السحولي، وكان رجلاً ذكياً، تولى قبل الشوكاني، فلما عرض عليه الأمر، قال: الأمر هين، وسأل أهل العلوي الغائب عما كان يحفظه من القرآن، وعن شيء من خطه، فأخبروه وأعطوه ورقة بخطه، واستدعى المدعي وأمره أن يكتب شيئاً بخطه، فوجد الخط مختلفاً تماماً، وسأله عن محفوظه من القرآن، فكان مختلفاً تماماً عن الغائب، فعندئذ جزم القاضي بأنه كذاب فأمر بتعزيره (وتسمى بلغة أهل صنعاء “دردحوا به” أو “حومروا به”) وكان يتم التعزير بأن يركب المعزر على حمار ووجهه ناحية ذيل الحمار، ووجهه مسود، ويضربون خلفه على طبلة أو طاسة، ففعلوا به هكذا، فمر قبيلي ، فرآه فسأل عنه، فأخبر بما ادعاه، فقال : هذا مزين قبيلة كذا.. وأما قاضي ذمار فخشي على نفسه أن يعزر أو يؤدب، فقدم استقالته وترك القضاء.