هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم.. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي محمد حفظه الله فيقول: يُحكى أن رجلاً أراد أن يتزوج بامرأة، فأرسل صديقاً له ليخطبها لمن أرسله، ولكنه ذهب فخطبها لنفسه، ولما عاد إليه سأله عما فعل؟ فقال: لقد خطبتها لنفسي، فقال: وكيف ذلك وأنا قد أرسلتك لتخطبها لي، فتخطبها لنفسك؟ فقال: كودهم رضيوا بي "والكود: في اللهجة اليمنية الحصول على الشيء بمشقة وعسر والمعنى: أي بصعوبة ومشقة أو بالكاد استطعت أن أقنعهم أن يزوجوني، فكيف سأستطيع أن أقنعهم أن يزوجوك؟! قد سمه فيه...! يضرب القاضي العمراني هذا المثل لمن حصل على شيء، وهذا الشيء فيه مضرته وأذيته وقصة هذا المثل: أن رجلاً من بير العزب كان له حظيرة عنب وكان عنبها رديئاً شديد المرارة والحموضة، فدخل سارق إلى حظيرة العنب هذه وسرق منها عنباً، فتنبه له صاحب العنب، ولكنه فر من بين يديه، فجرى خلفه يطاره، ويناشد المارة أن يساعدوه في القبض على السارق، فسأله ضيفه عن السبب وكان بعلم رداءة العنب، لكونه قد أكل منه، إذ كان ضيفاً في تلك الليلة على صاحب العنب فقال: لقد أكل وسرق من عنبي، فأجاب الضيف بقوله: قد سمه فيه "أي أن ما أكله كاف لمعاقبته على السرقة"..! الدين قبل الوراثة يحكي القاضي محمد حفظه الله فيقول: خرج مفتي ذمار القاضي أحمد بن أحمد العنسي إلى البادية لقسمة تركة رجل بين ورثته، وتبين للقاضي وهو يقسم التركة أن على المتوفى ديناً، فأخذ يخرج الدين من أصل التركة، قبل فرز الأنصبة وتعيينها لكل منهم، فاعترض عليه الورثة، ورفضوا حجته، فبين لهم قول الشرع وحكمه في ذلك وقرأ عليهم قوله تعالى: "من بعد وصية يوصى بها أو دين" (النساء: 11). فلم ينصاعوا، فأخذ القاضي العنسي يعد نفسه للتخلي عن هذه المهمة والعودة إلى ذمار، وفجأة تذكر قولاً مشهوراً لعلي بن زايد، فقال لهم: يقول علي بن زايد: "الدين قبل الوراثة" فما كاد الورثة يسمعون هذا القول حتى استجابوا للقاضي، وقالوا: اقسم يا قاضي. قلت: فأعجب لأمر هؤلاء وأحمد الله على المعافاة إذ لا يستجيبون لقول العلي العظيم، وإذا سمعوا الموروث الشعبي، قالوا: سمعنا وأطعنا..!!!.