هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني فيقول: كان لأهل “ثلا” خطيب، وفي إحدى الجمع أخذ يعد خطبة في الصداقة وإيثار الفقراء،وحث الناس على العطاء حتى لو كان أكله أو غداءه، وكان يجرب نفسه أمام زوجته ويسألها رأيها، فتستحسن كلامه، ثم ذهب يوم الجمعة فخطب في الناس ، وحثهم على الصدقة والإيثار، فلما انتهى عاد إلى بيته، وطلب من زوجته تقريب الغداء، فقالت: ولكن جاء فقير فأعطيته إياه بسبب كلامك عن الإيثار، وإعطاء الفقير، فقال الخطيب لها: أنا أخاطب أهل “ثلا” أم أخاطبك؟!! قلت: ومما يناسب ذلك ما قرأته في “أخبار الحمقى والمغفلين” لابن الجوزي (126): قال ابن خلف: قص قاص بالمدينة، فقال: رأى أبوهريرة (الصحابي) على ابنته خاتم ذهب، فقال: يا بنية، لا تتختمي بالذهب، فإنه لهب، فبينما هو (أي القاص) يحدثهم إذ بدت كفه، فإذا فيه خاتم ذهب، فقالوا له: أتنهانا عن لبس الذهب وتلبسه؟! فقال: لم أكن ابنة أبي هريرة.