هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. يحكي القاضي العمراني: أن الحاج محمد السنيدار كان من تجار صنعاء الصالحين، وكان دائم العطاء للفقراء، وكان مشهوراً بالتوسم في الفقراء، حتى أنه كان ربما يقابل الرجل صاحب الهيئة الحسنة، فيضع في يده بضع ريالات متفرساً فيه أنه فقير، وكان يصيب في مُعظم الأحوال، وكان له ابن يغتاظ من إنفاقه الأموال على الفقراء، ويكلم أباه بأن هؤلاء الناس يدّعون الفقر، ليخدعوه ويأخذوا أمواله، والحاج السنيدار لا يستمع له، وأراد هذا الولد أن يثبت لأبيه أن الفقراء يخدعونه، فلبس لباس رجل غريب، ووقف لأبيه في الطريق، وقلد صوت مسكين، وقال: امرأتي مسكينة عندها ولادة، وليس عندها أحد ينفق عليها، فمدّ الحاج السنيدار يده بعدة ريالات، وأعطاها لابنه الذي يتزيا بزي الرجل المسكين. ثم عاد الحاج السنيدار إلى بيته، وبعد دقائق جاء ابنه ودق الباب، فلما فتح الحاج النسيدار الباب، ضحك الولد، وقال: ألم أقل لك أنهم يخدعونك وحكى له القصة، فغضب الحاج محمد السنيدار، وحلف أن هذا الولد لن يبيت تحت خشبة البيت حتى يوصل هذه الفلوس إلى رجل فقير معه امرأة مسكينة عندها ولادة، وقال: إنني أخرجت هذه الفلوس لهذا الغرض، ولا بد من تنفيذه، فخرج الولد هائماً على وجهه، يبحث عن زوج امرأة عندها ولادة، وأخذ يسأل عقال الحارات حتى وصل إلى إحدى الحارات، فأخبره العاقل أن هناك امرأة في الحارة قد ولدت، وليس عندها نفقة وزوجها فقير، فذهبا إليها وأوصلا إليها المال، وكتب له العاقل ورقة بهذا، وعاد إلى أبيه وأراه الورقة، فقال الحاج محمد السنيدار: الآن أن تبيت بعد أن أوصلت الفلوس إلى من أخرجت لهم..!