هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. حكى القاضي محمد حفظه الله فقال: دخل أحد العلماء عند رجل مراء، فطلب العالم سجادة صلاة "مصلية" فنادى المرائي على خادمه، وقال: أحضر السجادة الجديدة التي اشتريناها في حجنا هذا العام، ولا تحضر السجادة البالية التي اشتريناها في حجنا في العام الماضي، فقال العالم، فسد حجك. قلت: ومما يحضرني في هذا المقام، ما حكاه ابن الجوزي في "أخبار الحمقى والمغفلين" "111" قال: "وكان أعرابي يصلي، فأخذ قوم يمدحون ويصفونه بالصلاح، فقطع صلاته، وقال: مع هذا إني صائم"!! أيهما أفضل صنعاء أم تعز؟ تولى الإمام أحمد بن يحيى حمد الدين على اليمن في الفترة "1948 1962"، كان يحب مدينة تعز محبة عظيمة، وعندما وصل القاضي محمد إلى تعز نبه عليه بعض حاشية الإمام أحمد أنه إذا سأله الإمام أحمد عن صنعاءوتعز أيهما أفضل؟ فقيل: تعز، حتى لا يغضب الإمام أحمد، لأن الإمام أحمد "روحه تعز"! فلما وصل القاضي محمد عند الإمام أحمد، وسأله هذا السؤال، فأجاب القاضي محمد: تعز، فارتاح الإمام أحمد، وقال: أحسنت، ولما رجع الإمام أحمد إلى صنعاء، وبصحبته القاضي محمد سأله الإمام أحمد: أيهما أفضل صنعاء أم تعز؟ فأجاب القاضي محمد بأن صنعاء أفضل، فتعجب الإمام أحمد، وقال: كيف؟! فقال القاضي محمد: صنعاء هي العاصمة والإمام فيها، ولم يسمع أحد أن تعز عاصمة، فقال الإمام أحمد: فهاك الملك المظفر، وملوك بني رسول، كانت عاصمتهم تعز!، فقال القاضي محمد: هؤلاء لم يتمكنوا من جعل صنعاء عاصمة، لعجزهم عن دخولها، وحتى في الفترات التي كان يتيسر لهم دخولها، كانوا يعرفون أنه لا يستقر لهم فيها قرار، لأن الزيدية لم يكونوا يعترفون بهم، وأما الإمام فأبوه وجده منها وفيها، فقال الإمام أحمد: فماذا تقول في قول الشاعر: صنعاء لا تحفل بها وعن مداها فابتعد فالبرد فيها قارس والجسم منه يرتعد فقال القاضي محمد: هذا شاعر فقير، استأجر له غرفة بابها مكسر، فيها شقوق وفتحات تدخل من الهواء والبرد أكثر مما تحجب، فقال هذا الشعر، ولكن الإمام معه الدور النظيفة والفراش المدفئ والدفايات وكل وسائل الراحة فكيف سيعاني من برد صنعاء؟!!.