هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. كان سيف الإسلام محمد بن الإمام يحيى حميد الدين شاباً نابغاً، درس علوم الشريعة، وألم بثقافة عصره، وكان يتوقد فطنة وذكاء مع كرم أخلاق وتواضع وصفاء سريرة، وشرف نفس وعلو همة، وكان محبوباً من الناس كلهم سواء كانوا من الأسرة الحاكمة أو من الرعية المحكومة، وحدث في 16 من ذي الحجة سنة 1350ه أن كان سيف الإسلام محمد في الحديدة، وفي بحر الحديدة "أي البحر الأحمر" حاول السيف محمد إنقاذ أحد أتباعه من الغرق، فغرق هو رحمه الله وحزنت الدنيا كلها، وعلى رأسهم والده الإمام يحيى ورثاه الشعراء من اليمن ومن خارج اليمن.. وممن رثاه من مصر أمير الشعراء أحمد شوقي بك بقصيدة نشرتها الصحف المصرية، وهي: مضى الدهر بابن إمام اليمن وأودى بزين شباب الزمن وباتت بصنعاء تبكي السيوف عليه وتبكي القنا في عدن وأعول نجد وضج الحجازة ومال الحسين فعزى الحسن ومنها: ومصر التي تجمع المسلمين كما اجتمعوا لاستلام الركن تعزي اليمانين في سيفهم وتأخذ حصتها في الحزن وتعقد في مأتم ابن الإمام وتبكيه بالعبرات الهتن وتنثر ريحانتي زنبق من الشعر في ربوات اليمن متى صرت يابحر غمد السيوف وكنا عهدناك غمد السفن إلى آخر القصيدة:.. فلما وصلت القصيدة إلى الإمام يحيى حميد الدين شكر لشوقي مشاركته وأرسل برقية إلى والي الحديدة، بأن يرسلوا إلى أحمد شوقي بك هدية من البن اليمني الفاخر، فوصلت إلى شوقي، وهو على فراش الموت في محرم 1351ه، فلم تفتح حتى توفي أحمد شوقي، وعمل له العزاء، وكان يقدم للناس البن على قاعدة أهل مصر، وكان هذا من البن الذي أرسله الإمام، فإذا امتنع أحد من الناس من شرب البن، قالوا له: هذا بن تأريخي، وحكوا له قصته الغريبة!