هي مجموعة قصص وحكايات يحكيها شيخ علماء اليمن القاضي الفقيه محمد بن إسماعيل العمراني أعدها وحققها الدكتور محمد عبدالرحمن غنيم. العنوان لكتاب أدبي مشوق ولطيف من تراثنا الأدبي العربي.. “الجمهورية” تنشر مجموعة القصص والحكايات التي حواها الكتاب لتعميم الفائدة والمتعة للقارئ. حكي القاضي محمد حفظه الله: أن الإمام الشوكاني رحمه الله قال: وقد رأيت العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في المنام في سنة 1260ه، وهو يمشي راجلاً وأنا راكباً في جماعة معي، فلما رأيته نزلت وسلمت عليه، فدار بيني وبينه كلام حفظت منه أنه قال: دقق الإسناد وتأنق في تفسير كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخطر ببالي عند ذلك أنه يشير إلى ما أصنعه في قراءة البخاري في الجامع، وكان يحضر تلك القراءة جماعة من العلماء، ويجتمع من العوام عالم لا يحصون، فكنت في بعض الأوقات أفسر الألفاظ الحديثية بما يفهم أولئك العوام الحاضرون، فأردت أن أقول له إنه يحضر جماعة لا يفهمون الألفاظ العربية، فبادر وقال قبل أن أتكلم : قد علمت أنه يقرأ عليك جماعة وفيهم عامة، ولكن دقق الإسناد وتأنق في تفسير كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سألته عند ذلك عن أهل الحديث: ما حالهم في الآخرة؟ فقال: بلغوا بحديثهم الجنة، أو بلغوا بحديثهم بين يدي الرحمن، ثم بكى بكاءً عالياً وضمني إليه وفارقني، فقصصت ذلك على بعض من له يد في التعبير، وسألته عن تأويل البكاء والضم، فقال: لا بد أن يجري لك مما جرى له من الامتحان، فوقع من ذلك بعد تلك الرؤيا عجائب وغرائب، كفانا الله شرها. قلت: ومما يُناسب ذلك ما طالعته في رسالة “الحاوي لمساوي وهي مخطوطة، قال: “.. رأى من يغلب الظن بصدقه مناماً: أن الصحابة على فرسانهم في القاع الذي غربي بير العزب، فقالوا: جئنا ننصر محمداً الشوكاني الذي يذب عنا..”.