هو أحد الكتب الحديثة في مجال التنمية البشرية للكاتب المصري كريم الشاذلي.. كتاب أكثر من رائع سيجعل كل واحد منا يفكر ويحاول أن يغير حياته نحو الأفضل، التقاطاً لبعض معاني الحياة، وتسجيلاً لمواقف وصور ذات أهمية فيها.. حكمة سمعت، قرأت..شوهدت، قررنا اصطيادها خشية أن تطير، لنقدمها قرباناً لك!. هل تعلم كيف تهرب الأسماك الصغيرة من براثن السمك المتوحش الذي يريد افتراسها ؟؟.. إنها تقوم بحيلة بسيطة ، تعكر الماء بذيلها وزعانفها ، حتى تصبح الرؤية فيها صعبة ، فيصاب السمك الكبير بالهياج فيسهل على السمك الصغير الهرب والاختباء . ولقد تعلم البحارة طريقة تعكير الماء هذه ، واستخدموها كحيلة لصيد السمك ، فهم يقومون بتعكير الماء حتى يغضب السمك ويفقد هدوءه وتضيع الرؤية من أمامه وتضطرب حركته ، ويتخبط يمنة ويسرة إلى أن يجد نفسه فجأة في براثن الشباك . من هذا المشهد نتعلم أمراً بالغ الأهمية ، وهو أن نحتفظ بثباتنا وهدوئنا إذا ما تعكر ماء الحياة وتشوشت الرؤية لفترة أمام أعيننا ، سواء كان هذا التعكير بفعل عدو ، أو بسبب تصاريف القدر ودوائر الأيام.. فردود الفعل السريعة غير المنضبطة أو التي لم يتم دراستها سلفاً بروية وعقلانية قد تلقينا في شباك الفشل ، وربما نجد أنفسنا وقد ضللنا الدرب وخرجنا عن جادة الطريق المستقيم.. سهل أن يحتفظ المرء منا بثبات جنانه في الظروف العادية ، لكن الثبات وقت الشدة والنوازل يحتاج ليقين حي ، وتمرس مستمر ، وهدوء أعصاب مستمد من روح متزنة. نرى هذا الأمر جلياً في موقعة أحد ، فبعدما خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصبحت الدائرة على المسلمين من بعد نصر لاح في أفقهم وبدا قريباً ، اختل توازن جند الإسلام ، وتشتتوا يمن ويسرة بعدما عكر جند قريش الماء من حولهم ، هنا قام القائد الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ووقف في وسط المعركة جامعاً شتات أصحابه صارخاً فيهم ( إليَ عباد الله ) . يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أحد أعظم فرسان صدر الإسلام الأول : كنا إذا حمي البأس ( اشتدت المعركة ) واحمرت الحدق ( جمع حدقة وهي بياض العين ) نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم ونحتمي به. إن الغضب والتخبط وفقدان الاتزان يضيع من أمامنا الرؤية ، ويجعلنا أسرى لردود الأفعال العشوائية ، بينما الهدوء وانتظار انقشاع الغيوم بثبات وتيقظ يجعلنا دائماً في المواقف الأقوى. فلا تسمح لخصمك أن يستفزك إذا ما عكر الماء وشوش الرؤية أمامك ، كن هادئاً وامتلك أنت زمام المبادرة دائماً .. حتى في وقت الشدة والأزمات . إشراقة: قلب القائد كالبحر لا يمكن اكتشاف شواطئه البعيدة . مثل صيني