سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشاركون في ندوة «مستقبل الصحافة» يعلنون رفضهم لوجود هيئة للأمر بالمعروف تفتش في ضمائر الناس طالبوا باعتبار ما يكتبه الصحفي بلاغاً للنائب العام يجري التحقيق فيه
أكد المشاركون في الندوة الموسعة حول مستقبل الصحافة والإعلام في اليمن التي نظمها على مدى يومين ملتقى التقدم والرقي واختتمت أعمالها أمس رفضهم الكامل لوجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو ما يسميه البعض (بهيئة الفضيلة) تفتش في ضمائر الناس وتشكك في معتقداتهم بالإضافة إلى رفض كل توجهات التكفير والتفسيق والتخوين، مطالبين باعتبار ما يكتبه الصحفي بلاغاً للنائب العام يجري التحقيق فيه فإما أن يدان الفاسد وأما أن يدان الصحفي إن كان بلاغه كاذباً كما أكد المشاركون في الندوة الموسعة التي شارك فيها عدد من قيادات نقابة الصحافيين، وعدد من أعضاء مجلس النواب والشخصيات الأكاديمية والمتخصصة في مجال الصحافة والإعلام والمهتمين بقضايا الحقوق والحريات، بالاضافة إلى كوكبة من الشخصيات الإعلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني، على مدى يومين على أن حرية الصحافة ورسالة الإعلام لا تعني بأي حال من الأحوال ممارسة الابتزاز أو التعريض بالأشخاص أو انتهاك الحرمات أو الإساءة لسمعة الوطن أو الترويج للفتن والثقافات المتخلفة أو التمترس الحزبي وإنما هي مسئولية أخلاقية وإنسانية ومهنية نبيلة ينبغي على الجميع تحملها باعتبار الصحافة والإعلام مهنة تدافع عن قيم الخير والحق والعدل والمساواة وتحارب الظواهر والممارسات السلبية والمضرة بالمجتمع وتكرس مبادىء الوئام والمحبة والوحدة الوطنية انطلاقاً من التزامها المهني ومسئولياتها الوطنية والإنسانية والاخلاقية مشيرين في بيانهم الختامي في ختام أعمال الندوة إلى أن مسئولية كل منظمات ومؤسسات المجتمع المدني تضامنية مع مختلف القضايا وفي مقدمتها قضايا الحريات الصحافية والإعلامية بعيداً عن التبعية الحزبية والتمترس السياسي أو المصالح الضيقة داعين الحكومة ومجلس النواب وكافة الجهات الرسمية إلى التعاطي الايجابي مع القضايا التي تتبناها منظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها الحريات الصحافية وتحرير وسائل الإعلام العامة والخاصة من القيود والمحاذير التي تقف حجرة عثرة امام تطورها وتقدمها وتحويلها إلى مؤسسات منافسة غير محتكرة. مشيرين إلى أن مشروع قانون الصحافة والإعلام الذي قدمه ملتقى التقدم والرقي يحمل بين مضامينه الكثير من آمال وتطلعات الأسرة الصحافية والإعلامية اليمنية، في تعزيز حرية الصحافة ومأسسة وسائل الإعلام وتعدديتها وبأنه يتوافق مع متطلبات العصر ويؤسس رؤية تشريعية للأجيال القادمة، تقترن فيها الحرية بالمسئولية وتتجاوز القيود والنصوص العقابية والمحاذير المتخلفة عن العصر، في التشريعات الصحافية والإعلامية النافذة وفي المشاريع المماثلة والمثارة على أكثر من جهة، بما في ذلك الغاء عقوبة حبس الصحافي والعقوبات المتعددة في القوانين الأخرى ذات الصلة بقضايا النشر وحرية التعبير كما ثمن المشاركون تثميناً عالياً مبادرة ملتقى الرقي والتقدم وتبنيه لعقد هذه الندوة واعتبروها دعماً قوياً لحرية الصحافة والإعلام وتطوير وسائلها بما يواكب العصر وتحدياته مؤكدين على أن يتبنى ملتقى الرقي والتقدم المضي قدماً في تقديم المشروع بعد تعديله وتضمينه بالملاحظات التي اسفرت عنها المناقشات والمداخلات من قبل المشاركين في الندوة إلى الجهات ذات العلاقة وفقاً للإجراءات الدستورية المتبعة بهدف إصداره، كما يؤكد المشاركون دعمهم الكامل لهذا المشروع والاستعداد للتعاون مع ملتقى الرقي والتقدم في مختلف مراحل إجراءات تقديمه إلى الجهات ذات العلاقة وحتى إصداره. وكان الأستاذ يحيى محمد عبدالله صالح – رئيس ملتقى التقدم والرقي قد القى كلمة قصيرة في افتتاح جدول أعمال اليوم الثاني للندوة أكد من خلالها أهمية مشروع قانون الصحافة الجديد ودوره في تعزيز الحريات الصحفية بشكل أكبر لاسيما بعد إدراج التعديلات والملاحظات التي اقترحها عدد من قيادات ومنتسبي نقابة الصحفيين اليمنيين والإعلاميين المشاركين من مختلف وسائل الإعلام والمختصين من رجال القانون وأعضاء مجلسي النواب والشورى في فعاليات وجلسات الندوة الموسعة. مؤكداً بأن تبني الملتقى لعقد هذه الندوة الموسعة والمهمة يأتي انطلاقاً من الاهداف التي قام عليها الملتقى كإحدى مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها الشريك الأساسي في المضي بالوطن اليمني قدماً نحو التقدم والرقي والازدهار مشيراً إلى أن انعقاد هذه الندوة يهدف إلى تحقيق شراكة حقيقية وتضامنية لتعزيز حرية الصحافة واستقلال وسائل الإعلام وتعدديتها بما يمكنها من أداء رسالتها النبيلة في أجواء سليمة وخالية من القيود والتبعية وبما يواكب العصر بكل معطياته ومخرجاته وتحدياته من خلال بناء هذه الوسائل بناء مؤسسياً يمكنها من المنافسة في فضاء إعلامي عالمي مفتوح، ومواجهة تحديات العصر، وتمكينها من التعامل مع ثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات باقتدار. وكان رئيس الملتقى قد أعلن في كلمته الافتتاحية عن تبني الملتقى لمشروع قانون الصحافة والإعلام بهدف الخروج من شرنقة التشريعات الصحافية والإعلامية المتخلفة عن العصر والمشاريع الموازية لها، التي بلا شك تثير قلقاً عاماً لدى مختلف الأوساط اليمنية المستنيرة، وخصوصاً بين أوساط الصحافيين والإعلاميين الذين هم حملة مشاعل الكلمة الحرة، والمسئولية الاخلاقية والإنسانية لرسالة الإعلام بكل صنوفه وأنواعه، كما قام بفتح المجال أمام المتحدثين الرئيسيين في اليوم الثاني للندوة لإبداء آرائهم وملاحظاتهم حول مشروع قانون الصحافة والإعلام والأوراق المقدمة للندوة والتعقيبات عليها، واختتمت فعاليات الندوة أمس بتكريم عدد من رواد ورموز العمل الصحافي والإعلامي في اليمن من قبل رئيس الملتقى كبادرة امتنان وتقدير وعرفان بدورهم في تأصيل المهنية الصحافية والإعلامية وتفانيهم في خدمة الإعلام اليمني وتطويره.