مديرية صيرة.. عدن القديمة وتسمى “كريتر” والمقصود بها فوهة البركان.. عدن القديمة كانت عبارة عن مأوى ومنطقة سكن للصيادين.. ويميز هذه المدينة مركز للأسواق التجارية والشعبية.. يقصدها الناس من كافة مديريات محافظة عدن خصوصاً بعد الظهيرة من كل يوم ويزيد الازدحام في أسواقها وشوارعها وأحيائها مساء الخميس والجمعة وأيام الإجازات والعطل والأعياد..كما أنها جمعت بين الأسواق الشعبية القديمة.. وبين المراكز التجارية الحديثة الذي يعد مجمع عدن مول التجاري أهمها والذي أصبح إلى جانب كونه مركزاً تجارياً فهو أيضاً مكان متنفس لوجود مساحة واسعة على شاطئ البحر، اتجه الناس رجالاً ونساء شباباً وشابات إليه منذ الرابعة عصراً فهو يوم لقضاء وشراء احتياجاتهم أو للتفسح حتى التاسعة مساء. الأهمية التاريخية لمديرية صيرة أهمية تاريخية فيوجد بها عدد من المعالم الأثرية والتاريخية، أهمها صهاريج الطويلة، ذات البناء والتصميم المعماري الدقيق، بالإضافة إلى قلعة صيرة الشهيرة، هذه القلعة التي تم إعادة ترميمها وإصلاح السلالم إليها بكلفة بلغت نحو 15مليون دولار، وهي اليوم مقصد للسياح والزائرين على مدار اليوم، بالإضافة إلى معالم تاريخية أخرى مثل منارة عدن والعديد من المساجد التاريخية أيضاً، مثل مسجد العيدروس، مسجد أبان بن عثمان بن عفان،وكنيسة القديسة ماريا “المجلس التشريعي سابقاً” وكنيسة القديس جوزيف، وبقايا معابد الهندوس، ومقبرة الفرس والأسواق والحارات القديمة مثل أسواق الطعام، وحارة الهنود سميت لوجود كثير ممن تعود جذورهم إلى الهند.. ويوجد فيها عدد من الأحياء والمناطق السكنية مثل البادري، والعيدروس، الطويل، الخساف وصيرة وغيرها.. وتأتي أهمية مدينة عدن من عراقة تاريخها وما تحويه من مبانٍ تاريخية قديمة، وكذلك نمطها المعماري وشوارعها المنظمة.. وحرصاً من القيادة السياسية ودولة الوحدة المباركة على الاهتمام بهذه المدينة وعلى طريق السعي لإدخال هذه المدينة ضمن المدن التاريخية عالمياً.. فقد تم رصف شوارعها وأحيائها، والمساحات بين المنازل بالأحجار.. وهو ما جعلها متناسبة مع عراقة هذه المدينة وقدمها الحضاري. ازدحام سكاني إن صغر مساحة مديرية صيرة لم يحد من توافد الناس لبناء مساكن لهم حتى ولو على سفوح الجبال المطلة على المدينة، فتكونت الأحياء الشعبية على سفوح الجبال بسبب توفر الخدمات الأساسية وقربها منهم، الكهرباء والمياه وغيرها، الأمر الذي أعاق وصول بعض الخدمات ولو أنه قد تم رصف كثير من الأزقة والشوارع الضيقة في تلك المناطق والأحياء الشعبية.. وعملت قيادة السلطة المحلية على توفير الخدمات الأساسية للمواطنين. المديرية التي يسكنها أكثر من 80ألف نسمة وتتكون من دائرتين انتخابيتين شهدت إنجاز العديد من المشاريع الخدمية والتنموية حيث بلغت تكلفة مشاريع الرصف في جميع مراحلها أكثر من أربعة مليارات ريال, كما تصدرت المشاريع الاستثمارية قائمة المشاريع المنجزة خلال الفترة الماضية من عمر الوحدة المباركة، ففي الفترة من 2003م وحتى عامنا 2010م تزيد المشاريع المنجزة عن 150مشروعاً في المجالات المختلفة بعشرات المليارات، شملت الاستثمارات والتربية والتعليم والصحة، والأشغال العامة، والنقل والاتصالات والعدل والقضاء والداخلية والمياه والصرف الصحي والثقافة والأوقاف وترميم الآثار وغيرها. إنجازات على مختلف الأصعدة ويؤكد الأخ خالد وهبي مدير عام مديرية صيرة أن الاحتفال بالعيد الوطني ال20لإعلان إعادة تحقيق الوحدة المباركة وقيام الجمهورية اليمنية يترافق مع افتتاح ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الخدمية والتنموية لمديرية صيرة التي تضاف إلى ما شهدته المديرية من إنجازات على مختلف الأصعدة. وحول البرنامج الاستثماري للعام الجاري قال: إنه يشمل إعادة تأهيل وبناء عدد من المدارس والفصول الإضافية في مدارس المديرية، وترميم وتجهيز المجمع الصحي في الميدان، ومركز الولادة، ومبنى مكتب الصحة بالإضافة إلى صيانة الطرق والإنارة وأيضاً هناك مشاريع رياضية وغيرها. إعادة تأهيل مستشفى عدن العام مدير عام المديرية أكد أن أهم المشاريع الجاري العمل فيها، إعادة تأهيل مستشفى عدن العام، وبناء مركز القلب، ومركز لمكافحة الأورام السرطانية، وكذلك استكمال ترميم المجلس التشريعي وغيره. مشيراً إلى النهضة الواسعة التي شهدتها المديرية خصوصاً في مجال الاستثمار حيث شهدت إقامة العديد من الحدائق والمتنزهات على ساحل صيرة، والتي تمثل متنفساً جميلاً للسياح ولأبناء المديرية بالإضافة إلى بعض المجمعات التجارية الكبيرة لمجمع عدن مول الذي أصبح اليوم إحدى مميزات مديرية صيرة، ناهيك عن المنشآت الفندقية والمطاعم السياحية الراقية وكل هذا تحقق في سنوات قليلة في ظل دولة الوحدة المباركة التي تحتفي اليوم بمرور 20عاماً على إعلان إعادة تحقيقها في مدينة عدن في ال22من مايو عام 1990م. تسامح عرفت مديرية صيرة بأنها مدينة التسامح ففي هذه المدينة العريقة يوجد أكثر من أتباع طائفة دينية، ولديهم معابدهم، فإلى جانب أقدم وأشهر جامع على مستوى محافظة عدن “جامع إبان” وعلى بعد أمتار فقط توجد كنيسة البادري التي لا يفصل بينها وبين جامع إبان سوى شارع أروى وعلى مقربة منها كنيسة القديسة ماريا “المجلس التشريعي سابقاً” كما يوجد معبد للهندوس، ومقبرة لعبدة النار في المجوس “الفرس” وهناك الكثير من الأحياء كحافة الهنود وغيرها. الأمر الآخر أن سكان هذه المدينة رفضوا التمزق الذي حاول فرضه المحتلون منذ الأيام الأولى للاحتلال.. حيث قاوموا دخول المحتلين فدارت معركة على ساحل صيرة استبسل فيها سكان مدينة صيرة استبسال الأبطال رافضين الاستسلام والخضوع للمحتلين. في أواخر الخمسينيات ثارت جماهير الشعب في عدن وقاموا بمسيرة احتجاجية تقودهم النقابات العمالية إلى المجلس التشريعي معلنين رفضهم لقانون الهجرة والجنسية الذي أصدره المندوب السامي الإنجليزي وفيه انتقاص للمواطن اليمني، وعندما أعطى الأولوية للأجانب واعتبر سكان المناطق الشمالية في عدن أجانب.. فكانت هذه المدينة وحدوية ولازالت وحدوية وستظل وحدوية ومع الوحدة.. مع الحب والمودة والسلام.