أقيم بمحافظة الحديدة أمس مهرجان جماهيري حاشد نظمته المحافظة بمناسبة الاحتفالات بالعيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية 22 مايو. وفي المهرجان ألقى رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور كلمة نقل في مستهلها تحيات وتهاني فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى ابناء محافظة الحديدة بهذه المناسبة الغالية وامتنانه العميق لمواقفهم الوطنية المشرفة وإخلاصهم ووفائهم لوطنهم وقيادتهم. وقال “يسرني أن أتوجه لكم بأحر التهاني بهذه المناسبة الوطنية الغالية على قلب كل يمني مناسبة إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990 وسعادتي بالغة بوجودي هنا معكم في مدينة الحديدة زهرة مدائن الساحل الغربي وثغر اليمن وميناؤه العتيد هذه المدينة التي تشكل همزة وصل هامة لليمن بعالم ما وراء البحار”. وأضاف الدكتور مجور “إن محافظة الحديدة تشكل مفصلاً هاماً في كيان الوطن بثقلها السكاني وباحتضانها لأهم وأخصب أودية اليمن ولإسهامها المتميز في تعزيز منظومة الأمن الغذائي للبلاد على أوديتها تسمو أشجار النخيل وتتعدد أنواع المحاصيل والثمار وتزهو الحياة بجديد الإنجازات التنموية والخدمية التي أمكن لها أن تغير ملامح الحياة في هذه المحافظة وعلى ضفاف أوديتها التهامية الخصبة كما على شواطئها تشمخ مدنٌ تتمتع بسمات فريدة في إرثها المعماري ونشاطها الاقتصادي وأدوارها الثقافية. نذكر من هذه المدائن حاضرة الوادي الشهير مدينة زبيد إحدى مفاخر المدن التاريخية لليمن والتراث الإنساني في هذه المدينة يُنفذ اليوم أهم مشروع للتطوير الحضري يتم تنفيذه وفق أدق المعايير الهندسية والمعمارية بهدف إبقاء الملامح التراثية الأصيلة في عمارتها وهندستها وفضاءاتها وجمالية أسواقها وطبيعتها الاستثنائية في ماضي العصور وحاضرها. وكلنا عزم على توجيه العناية ذاتها إلى مدينة اللحية التي تحتفظ بأدوار تاريخية هامة كثغر بحري متقدم لليمن عبر العصور وكميناء وسوق تميز بتأثيره الاقتصادي على مستوى اليمن والجزيرة العربية سيتجه هذا الاهتمام نحو تراثها المعماري والممارسات التقليدية للأهالي وفي مقدمتها صناعة القوارب. وأشار رئيس الوزراء إلى أن اهتمام الدولة بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بمحافظة الحديدة يأخذ أبعاده العملية في حزمة المشاريع الاستراتيجية التي تم تنفيذها في المجالات التنموية والخدمية وهو اهتمام يليق بهذه المحافظة وبإسهامها المتميز في دعم الاقتصاد الوطني. وتابع قائلاً «إذا كانت المحافظة قد حظيت خلال العام الماضي بأكثر من خمسين ملياراً أنفقت على مشاريع تغطي مختلف القطاعات التنموية والخدمية فإننا سعداء هذا العام أن ندشن ونضع حجر الأساس لمشاريع تبلغ كلفتها أكثر من 60 مليار ريال»..مشيراً إلى أن هذه المشاريع التنموية بمثابة التحية المناسبة التي توجهها الحكومة إلى هذه المحافظة بمناسبة العيد العشرين للعيد الوطني للجمهورية اليمنية اعترافاً بالأدوار المؤثرة لهذه المحافظة وأبنائها في دعم الثورة والجمهورية والوحدة. وخاطب الدكتور مجور الحاضرين قائلاً “ لقد جسدتم يا أبناء الحديدة قيم الوفاء وأظهرتم إخلاصاً منقطع النظير لوطنكم ولاستحقاقاته ولثوابته الغالية ووضعتم الجمهورية والوحدة تاجاً على رؤوسكم وكنتم القدوة في الإخلاص والتفاني من أجل خير الوطن من أجل تقدمه وازدهاره وتبقى مظلة الجمهورية والوحدة وارفة الظلال على كل أنحاء اليمن وذاك هو المعنى الحقيقي للانتماء وحب الوطن”. وأضاف “ فيما يمضي البعض في غيهم يعملون كل ما يسيء إلى هذا الإنجاز الوطني الخالد الذي تشمخ به هاماتُ اليمنيين بين الشعوب والأمم ولا شك أنه يسوؤكم اليوم أفعال البعض ممن أظهروا العداء للوطن وارتكبوا ما تأنف عنه النفوس الكريمة من تخريبٍ وتدميرِ للمقدرات العامة والخاصة ومن إساءةٍ لقيم المواطنة اليمنية ولروح العيش المشترك.. جاهروا بالعداء المطلق لليمن ووضعوا أنفسهم رهن الشيطان متنكرين لتضحيات الشعب اليمني الغالية وساءهم أن يمضي بلدهم على طريق الإنجازات والتنمية والتطور والديمقراطية. وأكد رئيس الوزراء ان الدولة لن تألو جهداً في مواجهة كل من يعمل خارج النظام والقانون ويزعزع أمن واستقرار الوطن وتنغيص معيشة المواطنين وأن الدولة ستمضي في ترسيخ مناخات الأمن والاستقرار.. سنهزم الشر وسننتصر للإرادة الخيرة التي هي سمة غالبة في شعبنا اليمني العظيم. واختتم الدكتور مجور كلمته “ إن اليمن بخير ووحدته بخير ولكنه يحتاج إلى إسهامات الخيرين من أمثالكم.. الجميع مدعوون للإسهام في مسيرة التنمية والبناء وإلى بذل الجهد لما فيه خير اليمن وإن قيادتكم ماضية في تعزيز البناء المؤسسي للدولة العصرية الديمقراطية التي تنمو وتزدهر في ظلها الحياة الحرة الكريمة وهذا الاستحقاق كان وسيظل التزاماً أكيداً لدى القيادة والحكومة وسوف لن يتم سوى من النافذة الدستورية وعلى قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة”. كما ألقى محافظ الحديدة أحمد سالم الجبلي كلمة رحب فيها باسم المجلس المحلي والمكتب التنفيذي وكل أبناء المحافظة برئيس مجلس الوزراء والمشاركين في المهرجان . وقال الجبلي : ( إن هذا المهرجان الذي تنظمه محافظة الحديدة احتفاء بالعيد الوطني ال20 للجمهورية اليمنية هو احتفال يحمل العزة والكرامة لكل اليمنيين , حيث تتواصل الأفراح في كل ربوع اليمن وتبتهج القلوب والنفوس بعظمة وحدة اليمن وكل معاني البناء والتنمية للأرض والإنسان ) . و أضاف “إن المشاريع التنموية المنجزة في القطاعات الاقتصادية والخدمية والاستثمارية والتنموية والزراعية والسمكية والصناعية هي ماثلة أمام العيون وتعود بالنفع على كل أبناء الوطن ولقد تحققت هذه الإنجازات بحكمة القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية”.. مؤكداً ان البناء يتطلب توفر الإمكانات ويستوجب تسخير الطاقات للتعمير لا للتدمير , و أن حرية التعبير والمطالبة بالحقوق لا تعني الخروج عن الثوابت الوطنية ونشر ثقافة الحقد والكراهية والمناطقية ولا تعني الترويج للعودة إلى الماضي المتخلف. وأوضح الجبلي أنه سيتم بمناسبة الاحتفالات افتتاح 252مشروعا بتكلفة تقديرية بلغت 22 مليار ريال ووضع حجر الأساس ل 256 مشروعا بتكلفة 21مليار ريال .. مشيراً إلى أن العشرين عاما الماضية من مسيرة الوحدة الظافرة شهدت حركة تنموية كبيرة تحققت فيها العديد من المنجزات عن طريق تحقيق التنمية الشاملة وإثراء التجربة الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار. وقال محافظ الحديدة في ختام كلمته «إن أبناء محافظة الحديدة سيبقون عناصر بنّاءة متمسكين بمبادئهم الوطنية لا يفرطون في وطنهم ووحدتهم مهما كان الثمن وسيدافعون عن الوطن ووحدته بكل غالٍ ونفيس وإن وطننا اليمني ماضٍ نحو البناء والتقدم والنماء, وشعبنا اليمني الأصيل وحدوي بأصله وطبعه». كما ألقيت كلمات عن العلماء و المشائخ و الأعيان ألقاها العلامة محمد علي مرعي وعن المرأة رئيسة فرع اتحاد الأدباء والكتاب بالمحافظة الدكتورة إلهام عبدالعزيز المذحجي و عن منظمات المجتمع المدني رئيس منتدى اليمن أولاً الدكتور عبده هديش أكدت في مجملها أن أبناء محافظة الحديدة صامدون للدفاع عن الوحدة الضاربة جذورها في التاريخ. وأشارت إلى أن الوحدة مثلت نقطة تحول هامة و استراتيجية في تاريخ اليمن الحديث بشكل خاص و المنطقة بشكل عام وفتحت للوطن مساحة جغرافية مكنته من رسم إستراتيجية فاعلة للبناء والتقدم ومنحته ثروة إنسانية وتنوعاً معرفياً وثقافياً واجتماعياً. وأكدت أن الوحدة أثلجت صدور العرب من المحيط إلى الخليج وهي القوة والثبات و الإصرار الذي لا يقترن بالمستحيلات ، والأم التي تحتضن الوحدة العربية فلا خلاف أن تتوحد رؤيتنا وأفكارنا وسلوكنا من أجل اليمن و الحفاظ على الثوابت. وأوضحت الكلمات أهمية تعزيز روح الولاء الوطني و تعميق مفهوم المسئولية للحفاظ على كيان مهد العرب الأول . تخلل المهرجان قصيدة شعرية لمدير عام مكتب الثقافة الدكتور أحمد عزي صغير بعنوان ( قبلة على جبين الوطن ) ولوحة غنائية بعنوان ( للحكمة وطن ) نالتا الاستحسان . حضر المهرجان نائب رئيس مجلس النواب أكرم عطية ونائب رئيس مجلس الوزراء للشئون المحلية صادق أمين أبو راس وكل من وزراء الدولة مدير مكتب رئيس الوزراء عبدالرحمن طرموم و الشباب والرياضة حمود عباد ووزير العدل الدكتور غازي الأغبري والاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري و التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم عمر حجري و المياه والبيئة عبدالرحمن الإرياني وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى و القيادات العسكرية و الأمنية وقيادات حزبية والشخصيات الاجتماعية والعلماء وأعضاء المجالس المحلية و المكتب التنفيذي ومنظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المواطنين .