سفير لبنان يدعو إلى إنشاء متحف أو معرض يجسد مظاهر الحياة التي عاشتها قبائل الزرانيق عبدالباري طاهر: ظاهرة «يوسف بك» من أوائل دعاة القومية.. ومذكراته تحتاج إلى دراسة نظم منتدى تهامة الثقافي أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء ندوة خاصة لمناقشة كتاب”المتصرف يوسف بك حسن،في الذكرى المئوية لقدومه إلى اليمن 1910 -1921م”،والذي حققه وقدمه السفير اللبناني بصنعاء حسان أبي عكر.. وفي الافتتاح أكد نائب رئيس مجلس النواب أكرم عبدالله عطية أهمية الحفاظ على التراث الثقافي الذي تزخر به مدينة زبيد التاريخية وخاصة المخطوطات التاريخية باعتبارها موروثا هاما وركيزة اساسية لتراث زبيد.. وقال “إن موضوع الندوة يعطي مؤشراً لدق ناقوس الخطر وتذكر تراث كبير جداً، يكاد يكون في طي النسيان وهو الموروث الثقافي في زبيد”. وحث وزارة الثقافة على الاهتمام بتراث زبيد التاريخي وخاصة المخطوطات التاريخية التي تتعرض الى الإهمال والضياع ،وتهريبها الى دول مجاورة واجنبية، خاصة في الآونة الأخيرة. وثمن نائب رئيس مجلس النواب دور السفير اللبناني واسهامه الفاعل في توثيق أجزاء من مراحل التاريخ اليمني، من خلال تحقيقة لكتابه المحتفى به في الندوة، منوهاً بموسعية السفير ومثابرته، وجمعه ما بين العمل السياسي والبحث الأدبي والتاريخي الإبداعي.. وأثنى على دور منتدى تهامة وجمعية الحديدة الاجتماعية على تفاعلهما واهتمامهما الدؤوب بإحياء الأنشطة الثقافية المختلفة،وتركيزهما على إبراز وإثراء تاريخ وثقافة وموروث تهامة. وفي الندوة التي حضرها وزيرا الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي والتعليم الفني والتدريب المهني الدكتور إبراهيم حجري،وعدد من اعضاء مجلسي الشورى والنواب استعرض رئيس جمعية الحديدة الاجتماعية الخيرية الدكتور أحمد محمد مكي اهتمامات الجمعية،بمختلف الأنشطة الثقافية والصحية والاجتماعية والتعليمية بالإضافة إلى المشاريع التي تنفذها بالتعاون مع المؤسسات الخيرية والاجتماعية مثل جمعية لوتاه الإماراتية،في مختلف المجالات.. بدوره اشار مدير منتدى تهامة الثقافي انور بورجي الى اهمية الندوة التي ينظمها المنتدى في اطار فعالياته الثقافية لهذا العام وتتناول حقبة كانت ولا تزال تثير النقاش بين المؤرخين والمهتمين باليمن وتاريخها.. بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة التي أدارها الإعلامي خليل القاهري، واستهلها السفير اللبناني بصنعاء حسان إبي بالحديث عن دور المتصرف العثماني يوسف بك حسن، الذي عمل في اليمن ما بين19101921م،ومشاركته الكثير من المعارك التي خاضتها اليمن، في تلك الفترة، إبان الحكم العثماني. وسلط الضوء على بعض أدواره ومواقفه اثناء عمله كقائد حربي في التصدي للانجليز،،وقمع تمرد بعض القبائل التي لا تدفع الإتاوات لتمويل الجنود ويبعد قبائل أخرى عن التعامل مع الانكليز، خاصةً حين أغدقوا عليهم الاموال والسلاح وحاولوا استمالتهم. وأكد السفير اللبناني أهمية يوميات (يوسف بك)، وتناولها للحياة السياسية والاجتماعية اليمنية وخاصة منطقة تهامة وقبائل الزرانيق. وقال متسائلاً “ أين الزرانيق اليوم اجتماعياً وهل يمكن الاهتمام كمؤرخين ورجال اجتماع بهذه القبيلة،لأنني اشعر ان هذه القبيلة غير معروفة حالياً في اليمن لاسباب عديدة،ولم تحظ بما يمكن ان تعطاه ولو من الناحية الاجتماعية “..داعياً الى ضرورة ابراز دور الزرانيق وحياتهم الاجتماعية والسياسية، بصورة حضارية واجتماعية من خلال انشاء متحف أو معرض دائم يجسد مظاهر الحياة التي عاشتها تلك القبائل وادوارها في تلك الفترة. . من جهته استعرض المهندس محمود إبراهيم الصغيري ورقة عمل بعنوان الحاكم الاداري العثماني للحديدة،المتصرف يوسف بك حسن، العقد الثاني من القرن العشرين والتي تناولت فيها فترة حكمه بالحديدة خلال فترةالحكم العثماني الثاني لليمن،وكذا تاريخ نشأته وحياته وتنقله للاطلاع على المآثر التاريخية واللوحات الزراعية الساحرة للبساتين والغطاءات النباتية المتنوعة في لبنان،ومن ثم انتقاله لليمن وماقدمه للتراث والثقافة والتاريخ اليمني. فيما اشاد الباحث عبد الباري طاهر بدور المتصرف”يوسف بك”،واعتبره من أوائل دعاة القومية، وجاء الى منطقة تهامة وقاتل في المنطقة في اللحية ولحج والضالع والمخا واب ولعب دوراً مهماً جدا لتأسيس الفترة الزمنية التي قضاها في اليمن.. وتابع “ وإن كانت تلك الفترة قصيرة والمذكرات التي كتبها اقصر، ولكن المعني العظيم والعميق الذي تركها في مذكراته تحتاج الى أكثر من دراسة”. فيما قدم الباحث والاديب علوان مهدي الجيلاني في ورقته ملاحظات أولى على كتاب المتصرف يوسف بك حسن”.. متطرقاً إلى مجموعة من المفاصل والدوافع التي دفعت يوسف بك حسن للمجيء إلى اليمن وكانت منطلقة من دوافع اختلطت بالذاتية والعقائدية إلى جانب دوافع سياسية غامضة. واستعرض المعارك التي خاضها يوسف بك في اليمن، التي قال بأنها تزيد عن315 معركة، معرجاً نحو الصداقات التي بناها المتصرف ومزايا وخصائص شعره وكتاباته التي كتبها إبان وجوده في اليمن،التي لاتخلو من فائدة لناحية التاريخ الأدبي والعادات والتقاليد في اليمن وذلك ماجسده من خلال قصيدة اليمانية”من ذكريات الصبا في اليمن”.. بينما ركزت ورقة الباحث والأديب عبد الكوكباني بعنوان” المتصرف العثماني يوسف بك شاعراً..الشعر بوصفه وثيقة وليس بوصفه قيمة فنية”، والتي عرج فيها مستعرضاً أهم القصائد التي وثقها المحتفى به يوسف بك شعراً لمجمل مجريات الأحداث والوقائع التي عاشها إبان تلك الفترة والتي كملت حسب الكوكباني بيان جوانب حياة الرجل في اليمن وتنقله بين مناطقها “ إب، العدين، تعز، المخا، لحج، حجة، زبيد، اللحية، الحديدة، وباجل”، فضلاً عما اقترن بتلك التنقلات من مهمات ادارية وحروب وعلاقات بالنافذين والوجهاء والأعيان والعلماء وعامة المواطنين، في تلك الأماكن. تخللت الندوة العديد من المداخلات التي اثراها عدد من المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي.. وفي ختام الندوة منحت جمعية الحديدة ، وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي، والسفير اللبناني بصنعاء حسان ابري عكر، درع الجمعية،تقديراً لدورهما البارز وتفاعلهما الجاد، مع انشطة الجمعية والمنتدى.