لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضرب المثل والقدوة الحسنة في حسن الخلق، وقد أثنى عليه ربه عز وجل في حسن الخلق وذكره في كتابه “وإنك لعلى خلق عظيم” “ القلم :4” ووصفه سبحانه وتعالى بالرأفة والرحمة على المؤمنين، وهذا من حسن الخلق، فقال عز وجل:” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” “التوبة:128”. وقد صار امتثال القرآن أمراً ونهياً خلقاً له فما أمره به ربه فعله، ومانهاه عنه تركه، وماذكر سبحانه له من خلق حسن إلا واتصف به، وماذكر سبحانه من خلق سيء إلا ابتعد عنه وكان صلى الله عليه وسلم حريصاً على حسن الخلق.. فهذه عائشة تقول عنه صلى الله عليه وسلم:” لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخاباً بالأسواق، ولايجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح”. وتقول عنه أيضاً:” ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله، ومانيل شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله”. وهذا أنس يقول:” خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أفٍ قط، وما قال لي لشيء صنعته: لم صنعته؟! ولا لشيء تركته: لم تركته؟ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، ولا مسست خزاً ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كف رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان أطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم”متفق عليه وهناك أيضاً شخصيات من الصحابة ممن حسنت أخلاقهم ويذكر أن رجلاً شتم ابن عباس فلما قضى مقالته قال ابن عباس:” يا عكرمة! انظر هل للرجل حاجة فنقضيها، فنكس الرجل رأسه واستحى” والسلف الصالح بعد الصحابة كانوا كذلك.. فهذا رجل يشتم عمر بن ذر فلقيه عمر فقال: ياهذا! لا تفرط في شتمنا وأبق للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه”.. والربيع بن خثيم حينما سرقت فرسه وكانت تقدر بعشرين ألفاً وقيل له: أدع الله على السارق، فقال: اللهم إن كان غنياً فاغفرله، وإن كان فقيراً فأغنه.. وهذا عمر بن عبدالعزيز سمر عنده رجاء بن حيوة فانطفأ السراج، وكان خادم عمر نائماً فقال رجاء: أوقظه ليصلح السراج؟ فقال عمر: لا. فقال رجاء: أصلحه أنا؟! فقال عمر: ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه، فقام عمر وأصلح السراج ثم رجع فقال: قمت وأنا عمر .. ورجعت وأنا عمر. وكان الحسن يقول: من ساء خلقه عذب نفسه. لذلك يصبح شهر رمضان محطة يستطيع من خلالها الإنسان أن يحاول بقدر استطاعته أن يحسن خلقه ولو حتى بكلمة” اللهم إني صائم”!!