هذه ليست رواية على شاكلة (الحرافيش) وليست فيلماً وثائقياً على قناة ناشيونال جيوجرا فيك أبوظبي (nga) بل هي قصة واقعية لكائنات يمنية الصنع والنشأة تتحول حياتها بين عشية وضحاها إلى حياة الخفافيش هذه الحيوانات الليلية المبدعة التي ترى بلا نور وتطير في الظلام وتصطاد فرائسها بدولة أدنى نسبة خطأ, هؤلاء الناس ما إن يأتي رمضان حتى يحولون ليلهم إلى نهار ونهارهم إلى ليل ويقلبون حركة الكواكب والأقمار ويلخبطون ساعات الكون وساعاتهم البيولوجية وكأنهم يعيشون في نصف الكرة الآخر وهم محسوبون على نصفها الأول.. ولاهم من أولاء ولا أولئك. والغريب أنهم يعتقدون أنهم يصومون ويتعبدون الله بالامتناع عن الأكل والشرب وتناسوا أنهم قد غفلوا عن الحكمة من الصيام وما عادوا يميزون بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. اللهم لاتجعلنا منهم.. وصيامكم مقبول.