أحد عشر طفلا هي حصيلة 60 عاما يعيشها منصور عبدالرحمن علي حسين تحت تحد الوقت والظروف الراهنة، ومشاكل الوعي التي أيقظت “الحالة الإنسانية” التي يعيشها الإنسان اليمني. على مستشفى الثورة التعليمي بصنعاء تتردد زوجته المنهكة بسبب انزلاق العمود الفقري، وتوقف كلية مع امتلاء الأخرى بالحصى.. بينما تصر إدارة المستشفى “الحكومي” على تقاضي أجورها كاملة قبل البدء بأي إجراء طبي.. ثلاث عمليات أجراها لتفتيت الحصى من كلية زوجته لئلا تتوقف هي الأخرى.. ولم يوفق في إجراء العملية الرابعة بسبب عدم توفر المبلغ الذي تصر ادارة المستشفى على تقاضيه كاملاً قبل البدء بإجراءاتها.. فيما لا يزال يجهل وضع العمود الفقري لأنه يحتاج إلى 15 ألف ريال مقابل كشف للعمود الفقري. ولن تتيسر الأمور لمثل هذه التكاليف، وناهيك عن استحواذ مرض “التيبي” على الجهاز التنفسي. واقع الحالة أمراض كثيرة منتشرة في جسد امرأة منصور عبدالرحمن علي حسين من بينها أورام الغدد الدرقية، وكذلك حصوات الكلى التي سبق وأن أجرى لها ثلاث عمليات في الجهة اليسرى، فيما الكلية في الجهة اليمنى متوقفة تماما. كانت المعاملة قد أنجزت وركب لها دعامة الحالب “القسطرة” لغرض تسوية الوضع بتفتيت الحصى التي تسد المجاري البولية بالليزر، إلا أن ظروف منصور المادية لم تسمح بتوفير مبلغ العملية بالكامل، وعلى إثرها أرجأت إدارة المستشفى العملية إجراء العملية حتى تسليم المال “..وكأننا في مستشفى خاص..” يقول منصور عبدالرحمن، ويتابع “... وبعد تأخرنا عن العملية ليوم واحد، من الأحد إلى الاثنين الماضي، بسبب عدم توفر المال، جئنا في اليوم الثاني وقد دخلوا مريضاً بدلاً عن زوجتي، رافضين إجراء العملية لها لفوات الموعد، فأصبت جراها بالهستيريا.. فاستدعوا حارس الأمن ليخرجني من المستشفى. وعلى الرغم أن دعامة الحالب ما زالت قيد الاستخدام احتسابا لتنفيذ عملية التفتيت الرابعة للحصى في الكلية اليسرى في ظل توقف الكلية اليمنى، إلا أن منصور شاهر كل قوته في البحث عن 20 ألف ريال لعمل العملية.. واضطر لترك زوجته في صنعاء والعودة إلى مسقط رأسه باحثا عما تبقى من مال لإجراء العملية وعمل جهاز المحور الطبقي لانزلاق العمود الفقري.. لكن دون أن يوفق في الحصول على ما يكفيه للعودة إلى صنعاء..