- إن رمضان قد يأتي والعاق مقيم على عقوقه لوالديه، فأي صيام ينفعه،وأي قيام يفيده، وقد أقام على اقتراف أكبر الكبائر بعد الشرك، بنص الكتاب والسنة؟فمثلما قرن الله تعالى الإحسان إلى الوالدين بالتوحيد في قوله تعالى( وَقَضىَ رَبُكَ أَلاََّ تعَبُدُوا إلاَّ إياهُ وبِالْوالدْينِ إِحساناً) الإسراء 23، فقد قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين بالشرك في قوله صلى الله علية وسلم:( ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين) أحسن أيها الصائم صحبة والديك ومعاملة أرحامك، فذلك من إحسان صيامك، وإذا دخل عليك رمضان وعندك من الوالدين أحدهما أو كلاهما، فلا تضيع صيامك بقطعهما، بل صل نفسك بوصلهما، فالجنة في رضائهما، وبخاصة تلك الأم لا تُؤَم الجنة دون رضاها ولا يشم شذاها من آذاها،فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للذي جاءه يستشيره في الغزو(هل لك من أم؟قال:نعم قال: فألزمها فإن الجنة تحت رجليها) إذا كان رمضان شهر الطاعات، فلتكن طاعة الصلة بارزة فيها، دون تعلل بارد أو ترخص جاف، فهناك من يتعللون في قطيعة أرحامهم بأن أرحامهم بدأوهم بالقطيعة، وهؤلاء أخطأوا أولاً في أنهم قابلوا الإساءة بالإساءة ثانياً في أنهم ساووهم في معصية قطيعة الرحم، وأخطأوا ثالثاً في أنهم ساووا حرمة رمضان بغيره من الأزمان في استمرار قطيعة الأرحام، وأخطأوا رابعاً في أنهم ظنوا أن الوصال لا يصلح أن يكُافأ به من يُقاطع، مع أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ليس الواصل بالمكافئ ولكن الوصل من إذا قطعت رحمه وصلها) وإلى جانب تعلل بعض الناس في قطع الأرحام باستحقاق أهليهم للقطيعة فإن هناك من يتخوفون من إراقة ماء وجوههم إذا أهلوهم ردوهم ولا يقبلون منهم صالحاً ولا يلينون لهم جانباً، وفي مثل هؤلاء ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، فقال: عليه الصلاة والسلام :( إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المَلْ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك). (اللهم تقبل برنا بوالدينا وارحمهما كما ربونا صغاراً، وارحمنا بصلة الأرحام وأصلحنا لنصلح بين الناس...آمين)