إن العشر الأواخر من رمضان من أعظم أيام الله فهي ليالي الإحسان، ومحطات الجود والفضل والامتنان، فحري بالمسلم أن يستقبلها بحسن التوجه والإخلاص وصدق اليقين والاجتهاد، فهي ساعات رضوان ينبغي أن تتلقى بالشكر الموصول بالطاعة، كما أن على المسلم الاستعداد لأحياء الليالي العشر وترقب ليلة القدر بإخلاص العبادة، ودوام تلاوة القرآن وبذل المعروف والإحسان إلى الفقراء واليتامى والأرامل والمعوزين، رجاء الفوز برحمة العزيز الغفار، لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم : “إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله وشد مئزره” سنن أبي داوود “1376”. “وشد مئزره” كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد، “وأحيا الليل” على أنه يقوم أغلب الليل أو يكون المعنى أنه يحيي معظم الليل، “وأيقظ أهله” أي أيقظ أزواجه للقيام وكان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في سائر السنة ولكن كان صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله في سائر السنة ولكن كان إيقاظه لأهله في العشر الأواخر من رمضان أبرز منه في سائر السنة. ومن السنن المستحبة في هذه الأيام: الاعتكاف: هو لزوم المسجد والعبادة فيه، وأفضله آخر رمضان لحديث عائشة رضي الله عنها: “أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعد”رواه البخاري “2026” ومسلم “1172”. وقت الاعتكاف: الاعتكاف يجوز في أي وقت، وأفضله ما كان في العشر الأواخر من رمضان، ويبتدىء من بعد صلاة فجر اليوم الأول من العشر، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر، ثم دخل معتكفه”. رواه البخاري “2033” ومسلم “1173”. وينتهي الاعتكاف بغروب شمس آخر يوم من رمضان. الاجتهاد في العبادة في عشر رمضان الأخيرة: كان من هديه صلى الله عليه وسلم الاجتهاد بالعمل فيها أكثر من غيرها. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره” رواه مسلم “1175”. موانع الاعتكاف 1 الجماع ومقدماته من التقبيل واللمس لشهوة: لقول الله سبحانة وتعالى: “ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد” البقرة ومتى جامع المعتكف بطل اعتكافه قال ابن عباس رضي الله عنه: “إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه واستأنف”.