ما أجمل أن نجد مجتمعنا يرحم فيه اليتامى ويكفلون، والرجل لا يخاف الموت أبداً، ولا يفكر كثير من الآباء في الأبناء لأن المجتمع سيرحم وسيكفل أبناءهم من بعدهم، لقد رحم النبي صلى الله عليه وسلم اليتامى رحمة بالغة، ألم يقل: “اتقوا الله في الضعيفين: المرأة واليتيم”؟!..ما أحوج المجتمع إلى أن يتعلم هذا الدرس العملي من القدوة والمثل الأعلى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وكفى اليتامى شرفاً وفخراً أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم نشأ يتيماً، فالحمدلله أن جعل يُتم نبيه تشريفاً لكل يتيم، قال تعالى: “ألم يجدك يتيماً فآوى” (الضحى:9)، فامتثل النبي صلى الله عليه وسلم لأمر ربه جل جلاله، فلم يقهر يتيماً قط، بل قال صلى الله عليه وسلم: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى” (رواه البخاري ومسلم). جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو قسوة قلبه فكان مما وصفه له النبي صلى الله عليه وسلم: أن يمسح بيده رأس اليتيم، ليلين قلبه. ولنتدبر هذا الحديث الذي رواه أبو يعلى الموصلي، يقول صلى الله عليه وسلم: “أنا أول من يفتح باب الجنة فأرى امرأة تبادرني أي تسابقني، تريد أن تدخل معي الباب، فأقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدتُ على أيتام لي”، مات زوجها فأبت الزواج مع حاجتها إليه وابتعدت عن مواطن الشبهة والريبة وتعهدت بتربية أولادها التربية الصحيحة، فهذه معه الجنة، فلنتصور هذه الكرامة لهذه المرأة بسبب أنها قعدت على أيتام لها. وإذا كانت هذه رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بالأولاد واليتامى.. فماذا عن رحمته بالصغار عامة؟.