في عصر ثقافة الصورة التي تسود العالم، وفي عصر الفضائيات والإنترنت أصبحت شركات الأزياء أكثر قدرة على الترويج لمنتجاتها وصراعاتها، ، واتخذت من الشباب فئة مستهدفة، باعتبارهم الفئة الأكثر اقتناءً للأزياء حسب الموضة، وفي هذا الصدد ومع بدء العد التنازلي لعيد الفطر المبارك التقينا ببعض الشباب والفتيات والمعنيين بهذا الشأن وخرجنا بهذه الحصيلة:يوسف عبدالله الموشكي 28عاماً تحدث في البداية حول هذا الموضوع قائلاً: آتي من القرية مع قرب العيد لشراء الملابس الضرورية ولا أبحث عن آخر صرعات الموضة، أهم شيء عندي أن أجد ملابس تناسب ذوقي ولا تتنافى مع الشرع أو عاداتنا وتقاليدنا بعكس الكثير من الشباب الذين يبحثون عن ملابس الموضة لممثلين ولاعبين جعلوهم القدوة الحسنة نسأل الله أن يوفق الجميع للخير. إيهاب توفيق محمد 18عاماً: أكثر ما يعجبني في الملابس حسب الموضى هي الجينز ويزداد شغفي بملابس الرياضيين ولو خيرتني لاخترت ملابس النادي الملكي “الريال” لأنه الأقرب إلى نفسي من جميع الفرق وعن الذين ينجرون وراء الملابس التي تتناسب مع الفساد فلا أبحث عنها فعشقي الوحيد كما قلت نادي الريال. رؤوفة حسن الحاج 22عاماً: أجد في العيد فرصة لشراء ما يلزمني من ملابس، ولا اهتم بالموضة، لأنني أعتقد أن فيها خروجاً عن المألوف، وتتنافى مع أخلاقنا كمسلمين. وفي قلب شارع 26 سبتمبر ولجنا إلى معارض السعيد مول فوجدنا الناس شباباً وفتيات يأتون إليه من كل فج عميق فدردشنا مع البعض وكان الآتي: عبدالله مسعود القدسي: لم أكن أرغب في الدخول إلى المدينة بسبب بعدنا عنها، ولكن الأولاد صمموا بكل الوسائل فدخلنا ولم نجد إلا أنواعاً عديدة من الموضة الشرقية والغربية، وأكثر مالفت نظري أن غالبية الشباب يبحثون عن الموضة وخصوصاً التركية وأعتقد أن سبب ذلك هو متابعة المسلسلات التركية التي تغزو إعلامنا العربي حالياً. مسعود الحرازي .. صاحب معرض ملابس: نتعمد في كل مناسبة أن نرضي الجمهور وعملائنا الذين هم سبب وجودنا في هذه الأماكن ونخسر كثيراً بسبب الموضة لأن أغلب عملائنا يبحثون عنها وبسبب ذلك تتكدس الملابس القديمة ونخسر بسبب ذلك الكثير، ولكننا نعوض عن ذلك في هذه الأيام. وعن أهم صرعات الموضة التي يتنافس عليها الشباب تحدث قائلاً: الملابس التركية في المقدمة من حيث الإقدام عليها وشرائها من الجنسين تليها الملابس الإيطالية والفرنسية. محمد الورافي.. بائع عطورات: من الضروري أن يستغل الإنسان الفرص وهذه الأيام فرصة سانحة للجميع لجمع المال ونعتبر هذا الموسم من أفضل المواسم بسبب الإقبال المتزايد من المواطنين وأنا في المعرض منذ شهرين ولكن الحمدلله الوضع في تحسن لأن الأسر التي تأتي لشراء الملابس لابد أن تشتري العطورات لتكتمل فرحة العيد بالنسبة لهم وكذلك بالنسبة لنا، أما بعد العيد فإن الإقبال ينخفض. عبده علي محمد- علم نفس: اعتقد أن التنافس الشديد من قبل بعض الشباب على الموضة يعود بالدرجة الأولى إلى البرامج والمسلسلات التي تعرض، وكذا مواقع الإنترنت التي تعرض الجديد لكل موضة للشباب وترغيبهم فيه حتى أصبحت أخبار الموضة تنافس أكثر الأخبار الساخنة في مناطق الصراع. ولا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن الأمر يتجاوز ولع الشباب بصرعات الموضة،فالمعضلة في دلالة ذلك الأمر وليس في مظهره، فهذا الولع قد يكون مؤشراً على قدرة الآخرين على التلاعب بنا كان الدكتور حامد ربيع الذي أسس لدراسة الرأي العام في العالم العربي ينظر إلى شركات الموضة كأكبر خطر يهدد العقول، فهي تتلاعب لصرعة جديدة، وهكذا دواليك. كلمة أخيرة ليس عيباً أن يبحث الشباب عن التغيير والتجديد وأن يسعى لأن يكون محلاً لنظر الآخرين، لكن العيب أن يحدث ذلك على أرضية مختلفة تماماً عن مجتمعه ووفق نسق قيمي مغاير بل معاد لأمته، وان يكون ذلك مؤشراً لخواء مخيف بحيث تصبح ملابس حثالات المجتمعات الغربية من نزلاء السجون وفرق البوب والروك،وأبطال المسلسلات موضة لشبابنا ومؤشراً لتقدمهم و مجاراتهم لروح العصر. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير