العيد بتباشيره عادت الفرحة واستوطنت المشاعر«البهجة والسرور والحبور..»أيامه ولياليه لحظات صفاء وتسامح«وفرحة».. اختصها الله وعاشها الجميع«الصغير والكبير والغني والفقير»..إنها تفاصيل لأكثر من صورة.. أنقلها لكم ليوم عيدي حالم من مدينة حالمة ..وريف “متجدد “ بكل عيد .. جلاء مدينة ينهمك قطاع واسع من سكان مدينة تعز في الأيام الأخيرة التي تسبق العيد في عمليات منظمة لإخلاء منازلهم والتوجه أفواجاً لقراهم في الريف..في ليلة العيد - تحديداً - بدت الحالمة وقد استبد بها السكون ،حيث أغلقت العديد من المحلات التجارية، وانقشعت«عربيات» الباعة المتجولين من الشوارع الضيقة بعد أن خلفت وراءها أكواماً من القمامة والكراتين.. هذه الظاهرة شائعة في العديد من المدن اليمنية ،وتبرز سماتها مرتين في العام خلال عيدي الفطر والأضحى ،بحثاً عن الهدوء والسكينة والاحتفال بالعيد بين الأهل والأقارب في الريف. حسب الزلط - «عمال النظافة» اتخذوا من ليلة العيد ويوم العيد فرصة لتنظيف تلك الأوساخ المتراكمة ،وهذه المرة بسهولة ويسر ما كان سيتحقق لهم ذلك خلال الأيام العادية.. عبده محمد«الخادم» - هكذا لقب نفسه – قال إنهم يعملون بجد في تلك الليلة حتى يرتاحوا بقية أيام العيد.. حيث يتزاورون ،ويقيمون “ولائمهم “ وإن حياتهم في«العشش» قائمة على علاقاتهم مع بعضهم البعض.. أما مدة العيد عند«عبده» فهي حسب الزلط وقد تصل شهراً كاملاً حيث يخزنون ويتفرجون على«الدش».. فرصة نسائية - تبدأ مراسيم الاستعداد لليوم الأول من العيد ،حيث تشرع النساء في إصلاح الأطعمة والأشربة الخاصة ،فتنبعث روائحها من بين ثنايا الأزقة والبيوت العتيقة..وقبل شروق شمس العيد يخرج السكان إلى مصلى العيد وبعدها يبدأ التزاور .. النساء في المدينة جزء مهم في العيد لأنهن يمتعن الآخرين بما تجود به أياديهن- بعد عناء طويل في المطابخ - بالكثير من المأكولات التي تصنع خصيصاً في المناسبات كأنواع الكعك المختلفة وبنت الصحن والرواني والعديد من أنواع الحلويات الزاخرة بكم وافر من المكسرات التي تزدهر تجارتها في أيام العيد أمثال الفستق واللوز والزبيب والجوز.. كما ينصرفن إلى تزيين مساكنهن وتنظيفها بعناية فائقة وغير معتادة ،وإظهارها بحلة جديدة تختلف هيئتها من مسكن إلى آخر.. وفي أيام العيد تتحقق فرصتهن بالخروج والتنزه مع بعولتهن وأطفالهن وهي فرصة لاتتحقق لمعظمهن إلا مرات محدودة في العام.. سلم على أحبابك خالد الفقيه شاب عشريني قضى العيد في غرفة العزوبية في المدينة ..رحل زملاؤه وتركوه وحيداً حبيس أربعة جدران واجمة ،وراديو قديم يرفع من وتيرة الأشواق لديه بترنيمة الآنسي العيدية «آنستنا ياعيد.. سلم على أحبابك أهلك وأصحابك». بعد انتهائه من صلاة العيد لم يجد خالد من يسلم عليه ،ويتبادل معه التهاني والأمنيات العريضة.. بصعوبة كسر حاجز الوحدة وباشر السلام على أناس لايعرفهم ليسمع منهم«عريس حاج ناجح..» الشارع أمامه مقفر ، خالٍ.. يتلفت يميناً وشمالاً فلا يجد أحدا ،لم يشم للعيد رائحة.. يتجرع غصته يتذكر أجواء العيد في القرية ،وطعم الأكل من يد أمه الحانية.. يستمر في البحث عن صبوح «المطعم» مغلق «البوفيه»- كذلك - لاشيء غير السكون .. أنهى خالد حديثه الصعب بقرار عدم تكرار العيد في المدينة وحيداً بعيداً عن الأهل والأحباب . للعلم فإن«صاحبنا» بعد يومين من المعاناة قرر العودة إلى أحضان أمه وقريته الحانيتين.. البحث عن دكاكين مثل«خالد» قضى الشاب بشار القاضي العيد في المدينة ،ولكن بين أسرته ،وقد جاء وصفه بأن العيد في المدينة “تمام “..إلا أن الخدمات تقل حيث تغلق معظم المحلات التجارية.. وأضاف القاضي : نبقى طيلة العيد نبحث عما هو مفتوح من بقالات و«دكاكين»..؟!